العزيمة والإرادة شيء بداخلنا يدفع الإنسان إلى الإنجاز، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن تقوية هذه الإرادة والعزيمة؟ أي هل هناك مؤثرات وقوى خارجية يمكنها زيادة العزيمة والإصرار لدى الشخص؟
اقرأ أيضًا: أساليب تعزيز السلوك الإيجابي.. تعرف الآن
الإرادة قرار
ما يجب أن يفهمه كل شخص، وأن يزرعه كل أب وكل أم في أطفاله منذ الصغر، هو أن الإرادة قرار؛ أي إنها اختيار. ليس كل شخص لديه هدف في الحياة، فهناك من يقضي حياته ويومه دون هدف، فقط من أجل التمضية والتسلية وإضاعة الوقت، وهناك من يضع لنفسه أهدافًا وليس هدفًا واحدًا يريد تحقيقها، ويقسمها إلى أهداف قصيرة المدى، وأخرى متوسطة، وثالثة طويلة المدى.
من الأهداف ما يمكن تحقيقه في مدة قصيرة، على سبيل المثال، الاختبار الشهري للطلاب في المدارس، يمكن أن يكون هدفًا قصيرًا، نساعد الأبناء على وضع الوسائل والأدوات التي تمكنهم من بلوغ هذا الهدف، وهو النجاح والتفوق، بفضل تنظيم وقت اللعب والمذاكرة حتى الانتهاء من مراجعة الدروس قبل موعد الاختبار.
ويوجد أهداف متوسطة المدى، مثل امتحانات منتصف العام الدراسي، أو نهاية العام الدراسي، وثالثة طويلة المدى، كأن يخطط لمستقبله، يريد أن يصبح طبيبًا معروفًا، أو عالمًا مشهورًا، أو لاعب كرة قدم عالمي، وهكذا.
إذن، الإرادة والعزيمة قرار يتخذه الشخص بذاته، لكنه يحتاج إلى من يساعده في إضاءة الطريق له، ووضع الخيارات أمامه، وتقديم النماذج التي يستلهمها ويقتدي بها في حياته التي من شأنها مساعدته على بلوغ غايته.
وما يجب على الآباء والأمهات والمربين بوجه عام تربية الأبناء عليه، هو أن حياتنا في النهاية هي مجموعة قرارات؛ فالإنسان لديه حرية الاختيار على فعل ما يريد وتقرير ما يرغب، هو من يقرر كيف سيكون مستقبله. لذلك على مستوى الدول والشعوب، يكفل القانون الدولي حق تقرير المصير للدول، وأنت كذلك من يحدد مصيرك ومستقبلك.
اقرأ أيضًا: أمور لا بد أن تعرفها قبل الإنجاب والتربية
كن مبادرًا
المبادرة هنا تعني الإسراع في عمل الشيء الذي أرغب به دون تردد. إذا ما قرر الإنسان فعل شيء ما، فعليه أن يبادر بفعله، ولا ينتظر أو يسوّف، حتى لا يصاب بالملل والإحباط وتفتر عزيمته. فإذا عزمت على شيء، فتوكل على الله وبادر بفعله بعد استخارة الخالق واستشارة المقربين.
فالشيطان عدو الإنسان يُفتر عزيمته ويبعده عما ينفعه، لذلك من الضروري جدًّا أن تبادر بفعل شيء عزمت القيام به دون تردد أو تلكؤ.
على سبيل المثال، إذا نويت أن تتصدق بجزء من راتبك للفقراء والمحتاجين، وعزمت أنه بمجرد استلام راتبك سوف تخرج المبلغ الذي حددته، لا تنتظر حتى تعود إلى بيتك، ثم بعدها تفكر أين ولمن ستخرج هذا المال، بل بادر فورًا بعد استلامه بتوزيعه على مستحقيه.
تحديد موعد الانتهاء من المهمة
النقطة الثالثة، وهي غاية في الأهمية، أن تضع لنفسك جدولًا زمنيًا للانتهاء من الشيء الذي ترغب به، فلا تترك الأمر مفتوحًا، فينقضي الوقت وتجد نفسك في النهاية لم تفعل شيئًا.
على سبيل المثال، الطالب الذي لديه اختبار شهري بعد عدة أيام أو أسابيع، عليه أن يضع جدولًا زمنيًا لمراجعة الدروس التي أخذها على مدار الشهر بحيث ينتهي من مراجعتها على نحو تام قبل موعد الاختبار بيومين أو ثلاثة، ويحل بعدها مجموعة من التمارين والامتحانات المتوقعة قبل الامتحان الفعلي.
لا شكَّ أن المواعيد النهائية تصنع الإرادة الحقيقية، ويلفت الدكتور طارق السويدان -المفكر العربي- الانتباه إلى مثل غربي يقول: "الحمد لله على وجود مواعيد نهائية، دونها لا يمكن الانتهاء من فعل أي شيء."
وجود خطة واضحة المعالم
من المعاني التي تقوي الإرادة والعزيمة لدى الإنسان، وجود خطة واضحة المعالم، بمنزلة خريطة طريق لما يريد تحقيقه؛ فمشاغل الإنسان كثيرة.
تشمل هذه الخطة الأهداف القصيرة والمتوسطة والبعيدة، ومما لا شك فيه أن لكل منها وسائل تحقيقها التي تختلف عن الأخرى.
مصاحبة أصحاب الهمم العالية
هذه دعوة للأبناء لتخيُّر الأصدقاء من ذوي الهمم العالية، ودعك من المحبطين والمتشائمين، صاحب من يجعلك متفائلًا لغد أفضل، ومن يرفع همتك، فكما يقولون: "الصاحب ساحب".
هؤلاء الأصدقاء هم زاد الطريق من أجل الوصول، هم القوة الدافعة، المحفز نحو الانطلاق، وكما يقول المثل العربي: "إن لم يكن لك في الخير نصيب، فليكن لك في الكرم نصيب." فأمثال هؤلاء يشحنونك بالطاقة عندما تفتر عزيمتك ويأخذون بيدك لتجاوز الصعاب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.