كيف نعيد برمجة عقلك؟

أحيانًا نسأل أنفسنا لماذا ليس لدينا مشكلة في قضاء عدّة ساعات على الهاتف بينما نصف ساعة من الدّراسة تشعرنا بالملل والخمول التّامّ؟ ونادرًا ما تجد شخصًا مولعًا بالدّراسة، أنا شخصيًّا لم أقابله.

دعني أخبرك أنّ المشكلة ليست بك أو بدماغك، بل إنّها مجرّد سلوكيّات تحتاج التّعديل، ولتُعيد برمجة دماغك عليك بصوم الدّوبامين.

أوّلًا لنعرف ما هو الدّوبامين؟

الدّوبامين: ناقل عصبيّ مسؤول عن الشّعور بالرّغبة والحافز الّذي يدفعك للقيام بأيّ فعل متوقّع أن تحصل منه على مكافأة ما.

ظهر مصطلح صوم الدّوبامين أوّل مرّة في نوفمبر 2018م، من أصول غير معروفة على (اليوتيوب)، وهو امتناع مؤقت عن التّقنيات المسبّبة للإدمان، مثل: وسائل التّواصل الاجتماعيّ، ألعاب الفيديو، الموسيقا، الأكل غير الصّحيّ.

ووفقاً لما ذكره (Cameron sepah) أحد دعاة صيام الدّوبامين، فإنّ الأمر ليس تجنب الدّوبامين، بل تقليل السلوكيّات الاندفاعيّة الّتي يكافئها الدّوبامين، فمعادلة إفراز الدّوبامين هي كالآتي:

مكافأة أسرع + جهد أقل = دوبامين أكثر 

مكافأة مؤجّلة + جهد اكبر = دوبامين أقل 

فالتّوازن في إفراز الدّوبامين أمر ضروريّ وأساسيّ في الصّحّة العقليّة والجسديّة، فأيّ خلل يؤدّي إلى مجموعة من المشاكل الصّحّيّة والنّفسيّة.

عند إفراز الدّوبامين بكثرة وباستمرار فإنّ الجسم يعتبره جرعة طبيعيّة، وهذا ما يسمّى بالإدمان، فالاستعمال المتكرّر للمخدّرات مثلًا يرفع عتبة النّشوة ممّا يعني أنّ المتعاطي يظلّ بحاجة لجرعة أكبر من الّتي قبلها للحصول على ذلك الشّعور المنشود، وفي الوقت نفسه يصبح الإحساس بالحافز والرّغبة تجاه الأشياء الضّروريّة كالتّعلم والعمل أقلّ ممّا هو عليه. 

نظرًا للتّطور التّكنولوجيّ المستمرّ فإنّ الإنسان يحصل يوميًّا على قدر هائل من المحفّزات سواء من الإعلانات التّجاريّة أو وسائل التّواصل الاجتماعيّ الّتي تؤدّي إلى إفراز كبير من الدّوبامين .

إذن كيف أمارس صوم الدّوبامين؟

  1. إبعاد المحفّز (هاتف، فاست فود، البلايستيشن...)، ووضعها في مكان يصعب الوصول إليها.
  2. تعويض وقتك بأعمال أخرى: كالقراءة والرّياضة، التّنزّه، الكتابة.
  3. حصص تأمّل، و(يوغا) ستكون مفيدة جدًّا للعودة، السّلام الدّاخليّ، وضبط النّفس.
  4. تكون الممارسة لمدّة ساعة، ثمّ نقوم بزيادة المدّة كلّ مرّة.

الأمر ليس سهلًا كما يبدو فهو يحتاج إلى الإرادة والصّبر ولكن لا شيء مستحيل، دمتم أقوياء. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

ديسمبر 19, 2021, 4:10 م

سأعود يوما الى هذا التعليق بعد ان أحقق أهدافي ❤

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ديسمبر 21, 2021, 9:59 ص

جميل ورائع امونة

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ديسمبر 24, 2021, 9:07 م

مقال متميز فعلا

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب