هذا الكتاب يتحدث عن دور الإنسان في البحث عن الإله، وحاجة الإنسان إلى إله يخضع له ويتجه إليه في حياته.
الفصل الأول: خلق الإنسان
الإنسان كائن مميز بالعقل والفكر، وهو مخلوق من مادتين الروح والجسم، وقد مزج الروح بالجسم ليصبح قادراً على الحركة، فالروح هي الطاقة التي تمنح الجسم الحركة والنشاط والقدرة على التفكير، والروح هي من تربط الإنسان بالعالم العلوي، العالم الذي يمثل مستقره الأبدي، عالم الخلود، الذي تصعد إليه بعد نزعها من الجسم، فالمادتان اللتان تشكل منهما الإنسان تعودان إلى أصلهما، فالجسم يعود إلى الأرض لأنه خلق من التراب، وقد خلق الله الإنسان من تراب ليكون أكثر ارتباطاً واتصالاً بها، وقادراً على استعمارها وتعميرها والعيش فيها.
اقرأ أيضاً علاقة الإلهام والإبداع بتأليف الكتبر
رحلة مكوكية
قبل أن يستقر الإنسان على الأرض كان لا بد من رحلة في العالم العلوي ليطلع على مستقره الذي أعده الله له بعد أن يستكمل مهمته في الأرض، فطاف في الجنة ثم هبط منها إلى الأرض لهذا بقي يحن إلى الجنة.
السبب الذي أخرج الإنسان من الجنة
أراد الله أن يعرف الإنسان بمستقره في الجنة فطاف فيها، لكنه قام بخسف بعض الأوراق فيها، ما قام به هو نوع من التخريب، وهذا لا يكون في مكان قد أعد لاستقباله، فكان سبباً في إخراجه منها، فكان لا بد أن يسخر قوته في تعمير الأرض لا في تخريب الجنة.
هبوط الإنسان مصطحباً معه منهجاً ربانياً
لم يكن هبوط الإنسان إلى الأرض عفوياً، بل اصطحب معه منهجاً ربانياً يستنير به أثناء مكوثه في الأرض.
نزل الإنسان إلى الأرض ليقوم بتعميرها وفق المنهج الإلهي الذي زوده الله به أثناء نزوله، لكن مع مرور الوقت تزايدت رغباته، وتعلق بالأرض وأحب زينتها، واستلذ مغرياتها وجاشت نفسه إلى ملذاتها مما أدى به إلى الخروج عن المنهج الإلهي غير مدرك ما سيلحق به من أضرار، وما سيترتب على خروجه من معضلات جراء خروجه عن التشريع الإلهي، ومن نتائج عزوفه وبعده عن المنهج الإلهي تناسى تلك التشريعات الربانية التي نزل بها عند هبوطه إلى الأرض، ومع تتابع الأيام وتقدم الزمن استجدّت حاجات جديدة لم يكن قد شُرع لها من قبل.
اقرأ أيضاً ارتحل لله ربّك
حاجة الإنسان إلى الرسل
حين تحكمت في الإنسان رغباته واتبع هواه أضل طريقه وخرج عما رُسم له من قبل خالقه عز وجل، فصار يتخذ آلهة من دون الله، ويقدم لها القرابين، ويعتقد بنفعها وضرها، ثم صار يعبدها من دون الله الذي خلقه ووجب عليه عبادته.
من هنا توجب على الله أن يبين للإنسان الطريق القويم ويعود به إلى منهجه الحقيقي الذي حاد عنه، فكانت حاجة الإنسان إلى إرسال الرسول لأمرين اثنين:
- الظلام الذي صار على الإنسان.
- مستجدات الحياة التي فرضها تكاثر الناس وتقدم المجتمعات البشرية.
الهدف من إرسال الرسل
أرسل الله الرسل ليبين للناس طريق الحق ويعيدهم إلى منهج الحق الذي ارتضاه الله للإنسان، وقد ركزت الرسل على التوحيد؛ أي معرفة الإنسان بمن خلقه، وما يجب عليه تجاه خالقه من طاعة وامتثال واتباع، فقد بينت الرسل علاقة الإنسان بربه، ودعته إلى الإيمان بالله وحده والقيام بعبادته.
نتائج بُعد الإنسان عن المنهج الإلهي
حين تجاهل الإنسان التشريع الذي شرعه الله لأبينا آدم، وابتعد عن التوحيد، دفعته الفطرة إلى البحث عن إله يقدم له القرابين، فبعد أن صار الإنسان بعيداً عن الاتصال بخالقه شعر بالقلق الروحي وحاجته إلى ملء الفراغ الروحي الذي ينتابه جراء بعده عن الله خالقه، حينها صار يبحث عما يسد ذلك الفراغ، وقد هداه فكره إلى أن يتخذ له إلهاً، فكان الإله الذي اتخذه يتناسب وتصوره عن الله، فمن الناس من جعل الإله في حجرة، ومنهم من جعله في شجرة، ومنهم من جعله في الكواكب والنجوم، فكانت ثقافة المجتمع آنذاك ورُقيُّه الحضاري هما من يحددان له طبيعة الإله.
يتبع...
اقرأ أيضاً خرافات حول العالم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.