عكست السينما المصرية القديمة القضايا الاجتماعية، إذ اهتمت على سبيل المثال بقضايا المرأة وبما تعانيه في المجتمع من مشكلات العنف الأسري والعنف ضد المرأة في كثير من الأماكن والمواقف، وكذلك القضايا الاجتماعية مثل تعاطي المخدرات ومشكلات الشباب والبطالة، فقد ظهرت كل هذه القضايا بفضل شخصيات هذه الأفلام.
وقد ظهرت السينما في ثوبين، سينما قديمة وأخرى حديثة، فإن كنت تريد معرفة كيف أثرت السينما في كل مرحلة من مراحلها في القضايا الاجتماعية، فيجب أن تتابع السطور التالية، لأن السينما أو العمل الفني عمومًا يجب أن يوصل القضايا ويبرزها إلى جموع الناس. وبذلك إما أن يحكم العمل على القضية أو يترك الحكم للمشاهد.
كيف عكست السينما المصرية القديمة القضايا الاجتماعية؟
إن كنت تريد معرفة كيف عكست السينما المصرية القديمة القضايا الاجتماعية، فيجب أن تعرف الأمور التي أدت إلى هذا، وفيما يلي نتناول بعض القضايا الاجتماعية التي يعانيها المجتمع المصري في كثير من قطاعاته في مراحل مختلفة وفقًا لما مرت به البلاد على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
إليكم مجموعة من تلك القضايا، والأفلام التي تحدثت عنها، فمنها من تحدث عن كل المجتمع، ومنها من اختصر فئة معينة.
الفقر والبطالة
بطبيعة الحال، عندما نتحدث عن أول القضايا الاجتماعية التي عالجتها السينما في تاريخ السينما المصرية، على الفور نجد أن الفقر والبطالة، إن عددناهما قضية واحدة، تأتي في مقدمة هذه القضايا.
فنجد مثلًا من الأفلام ما تناول مشكلات الفلاحين مع الإقطاعيين في مرحلة نهاية الملكية وبداية الجمهورية، بتسليط الضوء على تعرضهم لكثير من الصعاب داخل حياتهم اليومية، وأيضًا الصعاب التي تعرضوا لها للحصول على حقوقهم ممن يمتلكون الأراضي، ويمثل فيلم الأرض أيقونة هذه القضية، ويجاوره يمكننا ذكر فيلم صراع في الوادي.
قضية الازدحام والتكدس السكاني وتلوث المدينة
أبرزت كثير من أفلام الثمانينيات والتسعينيات هذه القضية، حيث ازدحام المدينة واكتظاظ شوارعها ومساكنها بالسكان وما نجم عنه من مشكلات أخرى أبرزها التلوث وندرة فرص العمل الجيدة وغلاء الأسعار، ونجد في فيلم (خرج ولم يعد) خير مثال على ذلك، وهو بطولة يحيى الفخراني وفريد شوقي وليلى علوي.
حقوق المرأة
عن حقوق المرأة حدث ولا حرج، إذ تناولت هذه الأفلام الظلم الذي تعاني منه المرأة، مع إبراز دورها في المجتمع وحقها المهضوم في أداء هذا الدور أو في نيل المكانة التي تستحق على أثر هذا الدور، ويبرز الجانب العاطفي الذي يعبر عن ضعفها تجاه مشاعر الحب سواء لحبيبها أو لأبنائها أو لأبويها، ومن ضمن الأفلام التي تناولت هذه القضية (دعاء الكروان، إمبراطورية ميم).
القمع والاستبداد
تناولت هذه الأفلام طرق القمع والاستبداد التي كانت مسيطرة على الحياة السياسية في مرحلة من المراحل، إذ أظهرت ألوان التعذيب من أجل الحصول على الاعترافات، وأيضًا تلقي بظلالها على الحياة الاجتماعية في ظل ظروف الخوف من العقاب، ومن ضمن الأفلام التي تناولت هذه القضية بقوة فيلم (الكرنك) وفيلم (إحنا بتوع الأتوبيس).
مشكلات الشباب
تتناول هذه الأفلام المشكلات التي تعرض لها الشباب من فقدان الحلم أو البحث عن الحرية ومشكلة البطالة والمشكلات العاطفية، ومن ضمن الأفلام التي تناولت هذا الأمر نجد فيلم (الحريف) لعادل إمام، وفيلم (النمر الأسود) الذي يناشد حلم الشاب البسيط في أن يسافر إلى الخارج ليحقق ذاته التي لا يمكنه تحقيقها هنا، وعلى هذه الخُطا تجد فيلم (أفريكانو) بطولة أحمد السقا ومنى زكي وحسن حسني وأحمد عيد.
الفرق بين السينما القديمة والسينما الحديثة في مصر
نستطيع التفرقة بين السينما القديمة والسينما الحديثة بناءً على الموضوعات التي كان يتناولها كل قسم من قسمي السينما، فنجد مثلًا في السينما القديمة أنها كانت تهتم بقضايا الفقر والاستبداد والفساد، وما يتفرع من تلك القضايا عدد من المشكلات.
أما السينما الحديثة، فقد تناولت مشكلات أكثر حداثة نعيشها في الوقت الحالي، ومنها الهجرة غير الشرعية والسحر ومشكلات الشركات الحديثة والتعامل مع الإنترنت والذكاء الاصطناعي والهاكر، ولهذا السبب صُنِّفت السينما إلى السينما القديمة والسينما الحديثة، ويمكن تناول هذا الفارق بسبب النقاط التالية:
- استخدمت السينما القديمة أسلوب السرد البسيط التقليدي ذي النهايات التي في الغالب تكون متوقعة وسعيدة أو تخاطب جانبًا أخلاقيًا معينًا، في حين تناولت السينما الحديثة أسلوب السرد غير التقليدي الذي يميل إلى التعقيد والنهايات غير المتوقعة التي من الممكن أن تكون نهايات مفتوحة أو نهايات حزينة.
- اعتمدت السينما القديمة على معدات إخراج بسيطة، وكذلك البساطة في المونتاج، ولكن نجد أن الوضع مختلف تمامًا في السينما الحديثة ويتطور في هذه السينما بطريقة مذهلة، كما زادت ميزانيات الأفلام أكثر.
- اعتمدت السينما القديمة على الأداء التمثيلي العاطفي مع الموسيقى التصويرية التي تعزز هذه العاطفة، أما في السينما الحديثة، فإنها تميل إلى الأداء الطبيعي الذي يعبر عن حياة البطل وكأنه إنسان من الواقع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.