تعتبر الحرائق من أكبر المشكلات والمخاطر التي تهدد من أمن واستقرار وسلامة الأفراد والبنايات، وبناءاً عليه فإن هذه الأهمية تجعل الدول دائما تخصص المزيد من الأموال من أجل إيجاد سبل وطرق وآليات تمكنهم من الوقاية من الكوارث الناتجة عن الحرائق. حيث إن الانتشار السريع للحرائق يجعل لها قدرة خارقة على إبادة كل شي. كما أن مكافحتها ليس بالأمر السهل ويجب أن تعد لها العدة بشكل مسبق واحترازي.
ويعتبر تاريخ الإطفاء كجزء لا يتجزأ من الحماية المدينة بكافة الجوانب المترابطة مع بعضها البعض فيها يعج بالعديد من المفاهيم والأشكال والضوابط التي توفر على الأفراد خسارة ممتلكاتهم في الحرائق. حيث إن وسائل الإطفاء قديما كانت على درجة كبيرة من التقليدية، وبناء عليه فإنها لم تكن تتمكن من مكافحة النار بشكل قوي وسريع ولكنها كانت تحاول بقدر المستطاع الإبقاء على الأرواح.
ولكن في الوقت الحالي وكنوع من أنواع مواكبة التطور التقني والتكنولوجي في كافة المجالات قد تم اختراع العديد من الآليات والطرق التي تنبء بحدوث الحرائق قبل بداية الاشتعال، ومن ثم فإن هناك برامج تقرأ درجات الحرارة وأيضاً برامج أخرى تقيس معدلات الغبار والدخان في الجو. التي من شائنها أن تنبئ باقتراب الخطر للقدرة على مواجهته.
ولقد قامت الإمارات العربية المتحدة في عام 2017م بالعمل على وضع دليل توضيحي لكيفية العمل مع كافة أنماط الحرائق وإسعاف الموقف حتى حضور المسعفين. كما أن الإمارات في الوقت الحالي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في القيام بعملية الإطفاء من خلال برمجه العديد من الروبوتات على ضخ كميات كبيرة من المياه في وقت أقل من التي يتمكن البشر أن يقوموا بضخها وأيضا على درجه أعلى من الكثافة والشدة للمشاركة في عمليات الإطفاء.
لدراسة موضوع الإطفاء بشكل منهجي وعلمي يجب علينا بداية التعرف على مفهوم الإطفاء وتاريخ النشاه ومراحل التطور التي مر بها. مع توضيح المراحل التقليدية القديمة ومدى التطورات التي طرأت على مفهوم الإطفاء في السنوات السابقة. ويجب عند ذكر مراحل النشأة والتطور التطرق إلى المواصفات الخاصة بسيارات الإطفاء قديما وحديثا ومدى التطورات التقنية والفنية التي تم الاعتماد عليها في القيام بعمليات الإطفاء. سواء عند استخدام الإطفاء بالطرق التقليدية من خلال الاعتماد على الأفراد أو الإطفاء بالاعتماد على البرامج والروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وفي ضوء ذلك يمكننا التعرف على المحددات العالمية التي تم وضعها من قبل الباحثين ومراكز البحوث والتي يتم التقييم بناء عليها وفق زمن الاستجابة للبلاغات الخاصة بالحريق والإنقاذ والطرق المتبعة في القيام بمثل هاتين العمليتان.
وبدأ تاريخ مكافحة الحرائق المنظمة في روما القديمة أثناء حكم أغسطس. قبل ذلك، طور ستيسيبيوس، وهو مواطن يوناني من الإسكندرية، أول مضخة حريق في القرن الثالث قبل الميلاد، والتي تم تحسينها لاحقًا في تصميم من قبل Hero of Alexandria في القرن الأول قبل الميلاد. وتم إنشاء أول فرقة إطفاء رومانية على الإطلاق بواسطة ماركوس لسينيوس كراسوس. لقد استغل حقيقة عدم وجود إدارة إطفاء في روما، من خلال إنشاء لوائه الخاص - 500 رجل قوي - الذي هرع إلى حرق المباني عند أول صرخة إنذار. ومع ذلك، عند وصولهم إلى مكان الحادث، لم يفعل رجال الإطفاء شيئًا بينما عرض كراسوس شراء المبنى المحترق من مالك العقار المتعثر، بسعر بائس. إذا وافق المالك على بيع العقار، فسيقوم رجاله بإطفاء الحريق، وإذا رفض المالك، فسيسمحون للمبنى بالحرق على الأرض.
ثم الإمبراطور الروماني نيرو الفكرة الأساسية من كراسوس ثم بنى عليها لتشكيل في عام 60 بعد الميلاد لمكافحة الحرائق باستخدام ألوية الجرافات والمضخات، بالإضافة إلى الأعمدة والخطافات وحتى المقذوفات لهدم المباني قبل الحرب. النيران. قامت قوات Vigiles بدوريات في شوارع روما لمراقبة الحرائق وعملت كقوة شرطة. تألفت الألوية اللاحقة من مئات الرجال، وجميعهم جاهزون للعمل. عندما يكون هناك حريق، يصطف الرجال إلى أقرب مصدر للمياه ويمررون الدلاء يدا بيد إلى النار. عانت روما من عدد من الحرائق الخطيرة، أبرزها حريق 19 يوليو 64 م الذي دمر في النهاية ثلثي روما.
في أوروبا، كانت مكافحة الحرائق بدائية للغاية حتى القرن السابع عشر. في عام 1254م، صدر مرسوم ملكي للملك الفرنسي سانت لويس بإنشاء ما يسمى ببرجوازية الجيت ( ساعة البرجس )، مما سمح لسكان باريس بإنشاء ساعات ليلية خاصة بهم، منفصلة عن ساعات الملك الليلية، لمنع ووقف الجرائم والحرائق. بعد حرب المائة عام، توسع سكان باريس مرة أخرى، وكانت المدينة، التي كانت أكبر بكثير من أي مدينة أخرى في أوروبا في ذلك الوقت، مسرحًا لعدة حرائق كبيرة في القرن السادس عشر. نتيجة لذلك، قام الملك تشارلز التاسع بحل ساعات الليل الخاصة بالمقيمين وترك ساعات الملك هي المسؤولة الوحيدة عن التحقق من الجرائم والحرائق.
كيف ظهر الإطفاء وما هو تاريخ الدفاع المدني ؟
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.
ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..
معلومات مفيدة .. شكرا للكاتب المحترم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.