نصف درجة غيرت حياتي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سوف أحكي لكم اليوم قصتي وأنا في الصف السادس الابتدائي مع الامتحانات، وكيف قمتُ بتغيير مستواي تدريجيًا بسبب ما توجه إليَّ من كلام..
في الصف السادس الابتدائي لم أكن آخذ أي دروس إلا درس اللغة الفرنسية؛ لأنها كانت ثالث سنة لي أدرسها، وكنت أذهب إلى مجموعة الدرس يومان أو يوم في الأسبوع.
اقرأ أيضًا: أنت صاحب بصمة| خاطرة عن التفاؤل
وكانت تأتي إليّ معلمة اللغة الإنجليزية لآخذ أيضًا حصصًا في اللغة الإنجليزية، ولكن طبعًا لم أُكمل درس اللغة الإنجليزية؛ لأنه أثّر كثيرًا على مستواي التعليمي، وعلى العديد من الأشياء الأخرى، وأكملتُ الشهر الأول رُغمًا عني؛ لأنني لا أستطيع أن أرفض إكمال الشهر..
وكانت درجاتي متدنية في هذا الشهر وخاصةً في اللغة الإنجليزية حتى في إملاء الكلمات.
لذلك فقد رفضتُ الدرس، ولأن المعلمة كانت تصرخ منذ الحصة الثانية، وتغضب كثيرًا، وقد أثَّر ذلك الأمر كثيرًا على درجاتي النهائية..
كان دائمًا اسمي ضمن قائمة ترتيب الخمسة المتفوقين في المدرسين، ولكن للأسف في الفصل الدراسي الأول كان هناك نصف درجة حاجز بيني وبين الخمسة الأوائل..
حزنتُ كثيرًا لهذا الأمر وأصررتُ على أن أعوض ذلك الأمر، وما إن قررتُ أن أعوض ذلك النقص الكبير حتى بدأتُ أتغير تدريجيًا للأفضل..
بدأتُ بمضاعفة وقتي الدراسي، وكنتُ أحاول بقدر الاستطاعة أن أعمل على تقليل وقتي الترفيهي، وأستغله في الدراسة، ولكن ما قد زاد من عزيمتي وإصراري هو أنني كنت أريد أن أجعل جميع الناس يرون أنني أستطيع الوصول إلى المركز الأول، ودون أي دروس (عدا درس في اللغة الفرنسية).
وأن الإنسان ليس بحاجة إلى حضور العديد من الدروس؛ لأنها تُعتبر عند الملايين من الأشخاص إهدار للوقت؛ حيث إنكِ تقومين بمراجعة دروس محددة وأنتِ عندكِ القدرة أن تقوي من مهاراتكِ، وأن تمحو الحاجز الذي بينكِ وبين المستحيل..
اقرأ أيضًا:منذ متى؟ | خاطرة عن التغيير للأفضل
مرّت الأيّام وكان يظهر الاجتهاد والتفوق على ملامح وجهي، وكان يظهر أيضًا أمام المعلمين مدى اهتمامي بالتعليم وأنه أمر مهم جدًا؛ فقد واجهتُ العديد من الصعوبات، ولكنني لم أستسلم للهراء الذي يلقيه الناس علي ووقفت ناظرةً إلى المستقبل بأمل وفخر وتفاؤل..
واقتربت امتحانات الفصل الدراسي الثاني؛ ولكن لن تتوقعوا ما المفاجأة التي تم تحضيرها إلينا!
لقد كانت امتحاناتي في أول أربعة أيام من شهر رمضان المبارك..
كنتُ مُحبطة في بداية الأمر وكنتُ خائفة كثيرًا من عدم استطاعتي، ولكنني لم أيأس قط، وآمنتُ بعدم وجود المستحيل، ولطالما كان الله بجانبي لذلك لن أخاف من شيء..
بدأتُ بالتركيز أكثر على المنهج المقرر في الكتاب المدرسي، وبدأتُ بحل العديد من الاختبارات التعليمية، والعديد من الأسئلة التي يطرحها المعلمون على مستوى جمهورية مصر العربية كلها، حتى أنني لم أترك أي سؤال دون العثور على إجابته..
بالإضافة إلى استخدامي للوسائل التقليدية للدراسة، وهي عن طريق الكتابة في الكراسة وحل تدريبات الكتب؛ واستخدمتُ الوسائل القديمة عن طريقة البحث والتساؤل عن الإجابات..
وأكثر استخدامي كان للوسائل الحديثة، وسترون الأمر بوضوح أكثر في السطور القادمة..
أول امتحان كان التربية الدينية الإسلامية، واللغة العربية والخط العربي؛ واستمررتُ بالمذاكرة طيلة اليوم لا أترك أية معلومة إلا بعد أن أدرسها، وأذاكرها بجد واستمرار، ولم أكِلّ أو أمِلّ قط لأنني كنت مؤمنة بأن الله معي، ولن يتركني أبدًا، وأن الله يحب إذا عمل أحدُكم عملًا أن يتقنه..
وبدأتُ بتناول السحور، ومن ثم استمررتُ بالدعاء إلى الله بأن يشرح لي صدري: "رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري"، ومن ثم نمت.
واستيقظتُ بعدها قبل الامتحان؛ بدأتُ بمراجعة القليل من النقاط المهمة جدًا في المنهج، ومن ثم ذهبتُ إلى المدرسة، وذهبتُ إلى اللجنة وبدأ الاختبار..
وعند خروجي من المدرسة فوجئتُ بأن والدتي قد أحضرتْ إليَّ كل الكتب التي سأحتاجها وأرسلتها إلى منزل العائلة؛ وهو المكان الذي عشتُ فيه طفولتي..
وبدأتُ بالمذاكرة بجِدّ وقد لاقيتُ الدعم القوي من جدتي وخالي وزوجته، وقد وفَّر الجميع لي المكان المناسب؛ لكي أستطيع التركيز في الدراسة.
وبعد أذان المغرب فطر الجميع، ومن ثم أخذني والدي معه حتى أكمل دراستي خارج المنزل، وكنت أعود متأخرة في الليل معه بعد أن قمتُ بحل العديد من التطبيقات والاختبارات الإلكترونية..
اقرأ أيضًا: عندما يتحدّث القلم
وكان هذا هو روتين يومي في امتحانات الفصل الدراسي الثاني..
أكثر يوم كنتُ أتذكره بشدة وأتذكر كل شيء فيه بالتفصيل هو ليلة امتحان مادة العلوم واللغة الإنجليزية..
في هذا اليوم كنتُ خائفة تمامًا، ولكن هذا الخوف لم يمنعني من المذاكرة بجد واستغلال كل ثانية من وقتي في الاستثمار في الدراسي (في هذه المرحلة كان عندي وقت الدراسة هو وقت استثماري).
وفي هذا اليوم قمتُ بتسميع جميع الأسئلة الواردة في الكتب "أي المنهج بأكمله" أكثر من ثلاث مرات متتاليات، وكانت والدتي وزوجة خالي بالتناوب، فقد كانت والدتي تقوم بالتسميع لي مرة وزوجة خالي المرة التي تليها وهكذا..
لم تفارقني دعوات جدتي أيضًا..
بعد الإفطار كالمعتاد أخذني والدي كي أدرس خارج المنزل؛ ولكن في هذا اليوم حدث أمر غير متوقع حيث إنني عدتُ إلى المنزل مع والدي حين كانت الساعة مقاربةً لـلـ(1) بعد منتصف الليل دون أن أتناول أي طعام من بعد الإفطار..
ولكن في هذا اليوم عدتُ متعبةً تمامًا، وكانت عيني تؤلمني كثيرًا، وكنتُ أشعر بألم شديد في يدي اليسرى؛ حيث إنني في هذا اليوم كتبتُ أكثر من 43 صفحة في اللغة الإنجليزية فقط "ولا أزال أحتفظ بهذا الورق للذكرى "...
مرتْ الأيام من بعد الامتحان وأنا مستيقظة في كل يوم على أمل ظهور النتيجة، ولكن عند ظهور النتيجة كانتْ الصدمة الكبرى..
في ذلك اليوم وجدتُ والدتي تصرخ باسمي وتناديني، وهي تبكي، ومن ثم بدأت باحتضاني، وأنا لا أفهم ما الأمر، وماذا حدث، ولكن والدتي من شدة الصدمة لم تستطع أن تتحدث..
فقمتُ بسؤالها وأنا خائفة: النتيجة ظهرت؟
اشتدت فرحتها وهي تبكي، ومن ثم عرضت عليَّ شاشة هاتفها، ولكن عندما رأيتُ النتيجة انهمرت دموعي، وبدأت أشعر بالفرحة الشديدة والبهجة، والبكاء غمرني فجأةً، ولم أستطع أن أتحدث أو أنطق بكلمة..
فقد كنت المركز الأول منفردة على مستوى دفعة الصف السادس الابتدائي، الفصل الدراسي الثاني في المدرسة كلها.. وعندما عاد والدي كانت معه النتيجة وعندما رأيتها شعرت بسعادة أشد..
النتيجة كانت: 100% دون أي خطأ في المواد التي تُضاف للمجموع..
ومن المؤكد أنني مهما أخبرتكم عن السعادة التي شعرت بها في هذا اليوم فإنني لن أستطيع التعبير عما حدث بالضبط..
امتلأ المنزل بالمباركات وكان كل من يعرف النتيجة يتصل ويبارك لي على النتيجة؛ سعادتي في هذا اليوم لا توصف؛ حيث إنني كنت أشعر أنها سعادة تخرجي وليست شهادة صف ابتدائي فقط..
لذلك فأنا دائمًا أحب أن أنشر عندي على صفحتي على الفيسبوك:
"من جد وجد ومن زرع حصد".
لذلك رسالة مني لكم: لا تيأس حتى إن انقلب كل العالم حولك..
حيث إنني استغللتُ كل شيء متوفر لدي وغير متوفر، وأيضًا اتخذت من كلام الناس وهرائهم مدفعًا لانطلاق عزيمتي لذلك..
لا تيأس.. لا تيأس.. لا تيأس...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحياتي لكم..
ملحوظة: هذا ما حصل معي فعلًا لأجل أن أحصل على 100% وأكون المركز الأول منفردة..
اقرأ أيضًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.