يلجأ كثير من الآباء والأمهات إلى تقويم سلوك أطفالهم عبر أساليب تربوية عفا عليها الزمن، كالضرب والتعنيف اللفظي والبدني، معتقدين أنهم بذلك يضبطون سلوكيات أطفالهم وتصرفاتهم الخاطئة.
كيفية ضبط سلوك الأطفال
الحقيقة التي لا يدركها كثير من الآباء والأمهات والمربين في عصرنا هذا رغم كثرة الوسائط التربوية وانتشارها بين مقروءة وسمعية وبصرية، أن العفو عن الطفل واحتضانه ومنحه مزيدًا من الحب هو الوسيلة الأفضل لتهذيب سلوكه.
تحضرنا هنا مقولة جميلة ومناسبة لهذا السياق تنسب إلى الإمام عليّ كرم الله وجهه يقول فيها "لا تربوا أولادكم كما ربّاكم آباؤكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".
مقولة تستحق من الآباء والأمهات والمربين اليوم التأمل فيها جيدًا لإعادة النظر في طريقة تعاملهم وتربيتهم لأولادهم في عصر يختلف كليًا عن عصرهم، فلكل زمان رجال، ولكل زمان أساليب تربوية تناسبه.
أعجبتني مقولة لأحدهم "المفاتيح القديمة لن تفتح الأبواب الجديدة". هذه دعوة لكل مربي: إذا أردت أن تكون مؤثرًا في سلوكيات طفلك وتصرفاته، تقبّل التجديد، وجدد مفاتيحك، أو استبدلها بأخرى جديدة.
ممارسات خاطئة في تربية الطفل
أم تهدد طفلها بالعفريت الذي يخرج له ليلًا في أثناء نومه إذا لم يغسل أسنانه بالفرشاة والمعجون قبل النوم. أبُ يهدد طفله بـ"علقة سخنة" إذا لم يحصل على الدرجة النهائية في الاختبارات. بالله عليكم هل هذه طريقة تربية؟!
هذه الأساليب غير التربوية وغيرها من الكلمات التي نسمعها من بعض الآباء والأمهات تجاه أبنائهم تخرج لنا جيلًا مضطربًا قلقًا يفتقد الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرار في المواقف الصعبة.
نصائح مهمة في تربية الأطفال
أخي الكريم، أختي الكريمة، أيها الأب، أيتها المربية، إذا أردتم أن تخرجوا أطفالًا شجعانًا لا يخافون غير خالقهم، فلا تجعلوا من لغة التهديد والوعيد نهجًا تربويًا في تربيتكم لهم.
ادع طفلك إلى فعل الطاعات من صلاة، وصيام، وصدقة، وصلة رحم، وبر والدين، وإحسان إلى الجار بأسلوب محبب إلى النفس، وتجنب الشدة والقسوة.
وانظر أخي المربي رعاك الله إلى التوجيه النبوي في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل".
تمام
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.