كيف تُنمِّي مهارات طفلك الاجتماعية؟ ولماذا؟

تُعدُّ تنمية مهارات الطفل الاجتماعية مطلبًا نفسيًّا وتربويًّا في غاية الأهمية للطفل؛ لكي ينشأ طفلًا اجتماعيًّا قادرًا على التعامل والتفاعل مع الآخرين المحيطين به في الأسرة؛ النادي، الشارع، المدرسة، وهذا يحمِّل الآباء والأمهات مسؤولية توفير البيئة التفاعلية للطفل منذ الصغر، وعدم ترك الطفل أمام الشاشات بالساعات. كيف يحدث ذلك؟ وما المهارات الاجتماعية التي يجب العمل على تنميتها لدى الطفل منذ الصغر؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذه المقالة.

طفلك وتعلُّم المهارات الاجتماعية

يتعلم الطفل المهارات الاجتماعية ويكتسبها بواسطة تعاملاته اليومية مع المحيطين به في الأسرة، الروضة، المدرسة، النادي، والشارع. هذه المهمة منوط بالوالدين القيام بها بتشجيع الطفل على إقامة العلاقات الاجتماعية، والتواصل مع المحيطين.

إن البناء التربوي السليم للأبناء ليس بمعزل عن تنمية المهارات الاجتماعية للأبناء. يقول علماء النفس إن بعض الأمراض النفسية إنما مرجعها عدم قدرة الطفل على الاندماج في محيطه، وعدم القدرة على تكوين صداقات؛ ما يجعله دومًا هدفًا للسخرية والتنمر، وقد يلجأ إلى الانطواء والانعزال لتجنب تعرضه للتنمر من قبل الأقران.

من الأمور المحبطة أن يفتقر الآباء والأمهات إلى مهارات التفاعل الاجتماعي وتعليمها لأفراد أسرتهم، فتجد هذا الأب أو هذه الأم تتعامل اجتماعيًّا باحترافية مع الزملاء والأصدقاء، ولكنه في البيت وجه آخر تمامًا. تمامًا كالزوجة التي تشتكي من زوجها الذي يمازح ويضاحك الزملاء والزميلات في العمل، حتى إذا دخل بيته، تجهَّم وأظهر الوجه الآخر لأفراد أسرته.

تنمية المهارات الاجتماعية للأبناء

تعرَّف على صور وأشكال مهارات التفاعل الاجتماعي

لمهارات التفاعل الاجتماعي، صور وأشكال عديدة نذكر منها: فنون التواصل، مثل حُسن استقبال الضيوف والغرباء، وأيضًا توديعهم، وفن الاستماع إلى الأبناء والإنصات إليهم، والإصغاء باهتمام لكل كلمة يقولونها، فضلًا على الحوار بأسلوب هادئ.

ومن بين هذه المهارات أيضًا: القدرة على التعبير عن المشاعر المختلفة، سواء كانت مشاعر فرح وسعادة، أو حزن وغضب، وعلى الوالدين إظهار التعاطف مع هذه المشاعر واحترامها. فالطفل الذي يبكي عندما يمنعه والده من ممارسة رياضته المفضلة، يجب على الآباء عدم الاستهزاء والسخرية بهذه المشاعر، بل إبداء التعاطف والتفهُّم لها، وإخباره عن طريق الحوار بأن التوقيت غير مناسب، ويمكنه فعل ذلك في وقت آخر.

أيضًا استخدام أسلوب التلميح لا التصريح. إن أكثر شيء يزعج الأبناء هو الأسلوب المباشر في النصح والتوجيه، ينفرون منه، يتهربون من تنفيذه، يشعرون بالغضب؛ لذلك يتعين على الوالدين اللجوء إلى التلميح وعدم المباشرة، وهنا تأتي أهمية حكي القصص والحكايات التي تعالج مشكلات سلوكية لدى الأبناء على نحو غير مباشر بالإسقاط على بطل القصة.

مهارات يجب التركيز عليها في تربية الأبناء

ينصح الخبراء بالتركيز على بناء المهارات الاجتماعية لدى الطفل منذ الولادة حتى بلوغه سن السابعة من عمره، بتقوية شخصيته، وتعزيز ثقته بنفسه، وتقديره لذاته، أكثر من التركيز على غرس القيم، وبعد السابعة يتم التأكيد على المبادئ والقيم والعمل على ترسيخها لدى الطفل. ومن أهم القيم التي يجب غرسها في الطفل منذ نعومة أظفاره: الكرم، والتواضع، والشجاعة، ومساعدة المحتاج.

عندما تنمي مهارات التواصل الاجتماعي لدى طفلك في سن مبكرة، فإن ذلك من شأنه أن يكسبه السلوكيات الاجتماعية المقبولة، مثل نمو الوعي بحقوق الآخرين، وهنا تظهر التفرقة بين الملكية الخاصة والملكية العامة، بحيث يعرف الطفل أنه توجد حدود لا يجوز تخطيها أو تجاوزها مع الآخرين، خاصة وأن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، يعتقد أن من حقه الحصول على أي شيء تقع عليه يده، وكأنه ملكية خاصة له.

غرس القيم الاجتماعية

السؤال الآن: كيف تنمي المهارات الاجتماعية في طفلك؟

يمكن للآباء والأمهات تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل عن طريق جذب انتباهه إلى كل ما حوله، وتدريبه على اللعب والتقليد والمحاكاة منذ صغره، حيث يميل الأطفال منذ صغرهم إلى تقليد الوالدين ثم المعلمين واتخاذهم قدوات ونماذج تُحتذى. ومن الجيد أن نوفر بيئة تفاعلية للطفل منذ صغره، بحيث لا تقتصر فقط على الأسرة.

وهنا تحديدًا يخطئ كثير من المربين في جعل أطفالهم يجلسون بالساعات أمام الشاشات بأنواعها المختلفة، مجرد متلقٍّ سلبي لكل ما يُعرض عليه، على الرغم من أنه إذا سمح الوالدان بتفاعل الطفل مع أقرانه والمحيطين به، فإن ذلك من شأنه أن يُكسبه مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع المحيطين به، ومن ثم القدرة على تكوين صداقات وعلاقات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة