كيف تناولت السينما المصرية الصراع بين الماضي والحاضر؟

إن تقبُّل الأجيال بعضها بعضًا هو صراع دائم منذ قديم الأزل، وهذا ما عكسته السينما في كثير من الأعمال الفنية منذ زمن سينما الأبيض والأسود.

فعلى ما يبدو أن هذا الصراع ليس حديثًا كما يعتقد البعض، فإذا أمعنَّا النظر في أفلام الزمن الجميل سوف نجد أنها تناقش وتلقي النظر على الأمر ذاته، وهو أن صراع الأجيال أمر مفروغ منه، ولن ينتهي مهما طال الزمان.

اختلاف الأجيال ليس بأمر غريب في حقيقة الأمر، بل هو أمر طبيعي، فلدى كل جيل التطورات والتقدمات الخاصة به التي تطالبه بمواكبة تلك التطورات، ولكن في حدود الأخلاقيات والقيم.

كيف ناقشت السينما تلك المعضلة؟

تناولت السينما معضلة صراع الأجيال من اتجاهات عدة، ولكن من أبرز الأعمال التي تناولت تلك المعضلة على نحو فكاهي هو فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة" من إنتاج سنة 1968، بطولة الفنانة الراحلة سعاد حسني، والفنان الراحل حسن يوسف، أظهر الفيلم أن هذا الصراع أبدي وليس له نهاية، فالصراع بسبب اختلاف أساليب التفكير واتخاذ قرارات مخالفة للمعتاد؛ ما يخلق الصراع بين الأجيال الماضية والحاضرة.

فقد سلَّط فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة" الضوء على تلك المعضلة الأبدية من خلال الفنان الراحل عباس فارس الذي كان يجسد دور الجد في هذا الفيلم الذي أطلَّ في نهاية الفيلم لفض النزاع بين الأسرتين ويقول: "ده صراع ما بين القديم والحديث، والصراع ده هيبقى دائم ما دامت الحياة".

فيلم الزواج على الطريقة الحديثة وصراع الأجيال

وحينئذ نأتي إلى السؤال الأهم: كيف لنا أن نتعامل مع صراع الأجيال؟ هل نتقبل اختراق القيم؟ هل نبدأ في تقبل الخطأ على أنه صواب؟

بلا شك لا، ولكن الحل الأمثل للخروج من هذا الصراع سالمين هو التنشئة الصحيحة. وهنا نقصد بالتنشئة الصحيحة ليس فقط تلقينهم الدروس الحياتية والخطأ والصواب والقواعد التي يجب عليهم اتباعها وعدم اختراقها، بل سوف نضيف إلى ذلك (النقاش والمحاورة).

يجب أن توجد حلقة نقاش منذ الصغر مع الأطفال، خالية من تلقين الأوامر، وأن يكون الهدف الأساسي لهذا النقاش هو تكوين فكر الطفل فيما يمكننا تقبله ومجاراته من التطورات، وما لا يمكننا تقبله أو حتى الانصياع وراءه، فليست كل التطورات والتقدمات تصب في صالحنا.

ويجب أن يتقبل الآباء فكرة اختلاف الأزمنة والعصور، والابتعاد عن فكرة الرفض المطلق دون مراعاة للمؤثرات الخارجية التي قد تؤثر في الأبناء تأثيرًا سلبيًّا؛ لذلك يجب خلق حالة النقاش والمحاورة منذ الصغر معهم، وذلك لتجنب انجرافهم وراء المثيرات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة