كيف تكتب مقدمة رواية بشكل جيد؟

تعد الروايات والقصص من أهم فنون الأدب العربي والعالمي، ليس فقط لأن الكاتب يسردها من خياله، لكن لأنها في كثير من الأحيان تجمع بين خيال الكاتب والروائي الخصب وبين واقعية الحياة وأحداثها، وأيضًا ربما تكون هذه الروايات حدثت بالفعل، وتُنقل فقط مع تغيير بسيط في الأسماء والأزمنة.

كيف تكتب مقدمة رواية شيقة؟

وتعد مقدمة الرواية من العلامات الدالة على نجاح الرواية، فإذا كانت المقدمة مشوقة فإن القارئ يقرأ الصفحات مع استيعابه المضمون ولا يشعر بمن حوله ولا بالزمان، ويظل على حاله هذه حتى الانتهاء من الرواية. ويطلق على مقدمة الرواية الجيدة والمتقنة اسم المقدمة الخطافية؛ لأنها تشبه الخطاطيف التي تجذب قلب القارئ وتستميله لإكمال قراءة الرواية.

وفي هذه السطور القادمة، نقدم لكم نصائح لكتابة مقدمة رواية مشوقة

في البداية يجب أن تكون الرواية ذات أحداث معقولة، فترتيب الأحداث ووضع السيناريو يسهم كثيرًا في كتابة مقدمة الرواية، ولكي تستطيع كتابة مقدمة الرواية عليك اتباع الخطوات الآتية:

1. البحث عن مصادر الإلهام الخاصة بك: فكر جيدًا في كل الأمكنة التي تحب الجلوس فيها، وركز على الأفكار التي ينسجها خيالك ويمكن سردها في رواية، كذلك تفاعل مع المشاعر الخاصة التي تنتج عن تفكيرك المستمر وتركيزك على الأشخاص والحكايات؛ لأن الإلهام ينبثق من إحساس الكاتب وقدرته على التعمق بالأمور والتفاعل معها، ويمكن أن يكون الإلهام شخصًا تحبه أو حيوانًا تألفه، أو مكانًا تفضل الجلوس فيه، أو من واقع حياتك وأحداثها التي لا تنتهي.
2. حدد الزمان والمكان الخاص بروايتك: من الخطوات التي يجب اتباعها لكتابة مقدمة رواية مشوقة هو تحديد زمان الرواية ومكانها أصلًا، فلا يمكن كتابة مقدمة الرواية دون تحديد أهم عناصرها، لكن خذ في حسابك أن عنصري الزمان والمكان لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، فليس من المعقول أن نتخيل مكانًا في الرواية دون زمان، ولا زمانًا فيها أيضًا دون مكان.
3. حدد الرواي أو منظور السرد: لكي تستطيع كتابة مقدمة رواية ناجحة ومشوقة عليك أن تحدد وجهة السرد، هل أنت من ستسرد أم سيكون السرد على لسان الغائب، وهو ما يعرف بالراوي الغائب ويكون عالمًا بأحداث الرواية ومجريات الأمور فيها؟
4. اذكر مقتطفات من الصراع الحادث في الرواية: لكي تنجح في إعداد مقدمة رواية مشوقة عليك أن تلقي الضوء على بعض مناطق الصراع في روايتك، وليس المقصود خرق أحداث الرواية، لكن جعل الصراعات والأحداث غامضة بعض الشيء حتى تلهم القارئ وتساعده على التعمق والولوج إلى عالم روايتك.

كيف تكتب مقدمة رواية جذابة لغويًا؟ 

هذه النصائح تخص البنية الفكرية في كتابة مقدمة الرواية، أما اللغة فيجب أن تكون مقدمة الرواية خالية من المترادفات اللفظية الكثيرة، ويجب أن تفتتح الفقرة الأولى بأسلوب جذاب، ومعلومات شيقة تعبر عنها عبارات قصيرة مختصرة، لكنها تحمل من المعاني الكثير، وذلك لأن القارئ يكوّن انطباعه من الجملة الأولى في مقدمة الرواية، ويحدد بعدها هل يستمر في القراءة أم يلقي الرواية جانبًا ويجذب غيرها؟

وأيضًا يجب ألا تطيل السرد حينما تكتب مقدمة رواية؛ لأن السرد الكثير يفقد القارئ عنصر التشويق، ويشعر بأن الكاتب يحاصره، كذلك يجب ألا يثرثر الكاتب في أثناء إعداده مقدمة الرواية، وذكر ما لا قيمة له أبدًا.

ومن المهم كذلك ألا يكثر الكاتب عند كتابته مقدمة الرواية من ذكر الأساليب البلاغية، واستعراض قوته اللغوية؛ لأن ذلك يفقده عنصر القوة والبلاغة أصلًا، فيجب أن يكون حذرًا في استخدام المصطلحات البلاغية، وأن يكون عاديًا جدًا غير متحذلق في كتابته للعبارات.

أنواع مقدمة الروايات

توجد عدة أساليب مستخدمة في كتابة مقدمة الروايات، وتساعد جميع هذه المقدمات على الدخول بالقارئ إلى عالم الرواية دون أن يشعر، فيتحول إلى الشغف لإكمال الرواية إلى النهاية، ومن هذه المقدمات:

1. مقدمة الرواية الصادمة: وهذه المقدمة تسعى إلى تحقيق نوع من الصدمة للقارئ فضلًا عن إثارته، وذلك بأن تثير الشبهات حول حقيقة علمية، أو تخالف منهجًا متعارفًا عليه، وتجعل القارئ في ترقب مستمر حتى تأخذه الأحداث إلى ما لا نهاية، وتكون الجمل الأولية في كتابة هذه المقدمة الصادمة عادةً مأخوذة من نهاية الرواية، أو حتى تكون النهاية مفتوحة.
2. مقدمة النصف: وهذا النوع من المقدمة يبدأ من منتصف الأحداث، فيجعل عقل القارئ يعمل ويفكر في أي جزء من أجزاء الرواية هو يقرأ، غير أنها تورط القارئ في الرواية، فلا يستطيع التخلص منها دون أن يعرف أين ينتهي به خيط الأحداث، وبذلك يكون قد أنهى الرواية أصلًا.
3. مقدمة الرواية من مكان له طابع خاص: وقد تكون مقدمة الرواية معبرة عن خصائص مكان ما، هذا المكان يمكن أن يحدث تناقضات غير مألوفة في نفس القارئ فيشوقه للقراءة، أو يمكن أن يكون المكان دافئًا لدرجة أن القارئ يرتبط عاطفيًا بالرواية ولا يستطيع تركها، ويمكن أن يُشعر هذا المكان القارئ بالنفور أو الفزع، فيقرر إكمال الرواية حتى يرضي فضوله.

في نهاية هذا المقال ننبه إلى أنه يجب أن تضع بصمتك الخاصة في كتابة مقدمة الروايات، إن كنت تريد أن تكون مشهورًا أو تود أن تحظى بمكانة مرموقة بين أقرانك وفي عائلتك.