في حياتنا اليومية، نسمع قصص النجاح على نحو متكرر. نقرأ عن أشخاص بنوا شركات ناجحة، أو تغلبوا على صعوبات كبيرة، أو حققوا إنجازات عظيمة.
هذه القصص تلهمنا، لكنها أحيانًا تدفعنا لاتخاذ قرارات غير واقعية؛ لأننا نميل للتركيز فقط على النجاحات التي "نجت" وبرزت، ونتجاهل المحاولات التي لم تنجح، وكأنها لم تكن.
اقرأ أيضًا: عبارات عن النجاح والمفاتيح العشرة للنجاح
لماذا التركيز على النجاحات فقط؟
عندما نركز فقط على قصص النجاح، نقع في فخ رؤية غير مكتملة للحياة، ونرى الجانب اللامع والناجح من القصة، في حين نتجاهل جميع المحاولات التي لم تصل إلى النجاح. هذا التوجه يجعلنا نتوهم أن طريق النجاح سهل، أو أن اتباع الخطوات نفسها سيؤدي دائمًا إلى النتائج نفسها؛ ما يدفعنا إلى اتخاذ قرارات بناءً على توقعات غير دقيقة.
لنأخذ مثالًا على ذلك: من يسعى لبدء مشروع تجاري قد يرى فقط قصص رواد الأعمال الذين حققوا نجاحات ضخمة، مثل أولئك الذين أسسوا شركات عالمية من الصفر. وقد يعتقد أن اتباع خطوات مشابهة سيضمن له النتائج نفسها، متجاهلًا مئات وربما آلاف المشروعات التي فشلت على الرغم من اتباع أصحابها الخطوات نفسها.
الحقيقة أن قصص النجاح تظهر جانبًا واحدًا فقط من الواقع؛ إذ لا نرى غالبًا التحديات التي واجهها الآخرون، أو القرارات التي انتهت بالفشل، لأن قصص الفشل لا تلقى الاهتمام نفسه.
اقرأ أيضًا: خطوات صناعة النجاح.. تعرف إليها الآن
تأثير هذا التحيز في قراراتنا
الاعتماد على قصص النجاح وحدها يؤثر على نحو كبير في توقعاتنا. فعلى سبيل المثال:
في مجال الاستثمار: قد يعتقد الشخص أن الاستثمار في الأسهم أو العملات الرقمية سيحقق له أرباحًا كبيرة؛ لأنه قرأ قصص مستثمرين نجحوا في ذلك، لكنه يغفل عن آلاف الأشخاص الذين خسروا أموالهم في استثمارات مماثلة.
في مجال التعلم: نرى أحيانًا أشخاصًا تعلموا مهارة معينة مثل البرمجة أو التصميم، وحققوا دخلًا جيدًا، لكن النظر إلى قصص هؤلاء الأفراد فقط قد يدفعنا للاعتقاد بأن النجاح مضمون، في حين يوجد كثيرون ممن لم يحققوا النجاح نفسه على الرغم من الجهد المبذول.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر عليك الخوف من الفشل ويدمر مستقبلك؟
كيف نتجنب الانخداع بالنجاحات؟
البحث عن الصورة الكاملة
من المهم ألا نتوقف عند قصص النجاح فقط، بل أن نتعمق في فهم الجوانب المختلفة لكل تجربة، فيمكن أن يكون البحث عن قصص الفشل مفيدًا لفهم التحديات الحقيقية.
الاستناد إلى بيانات وإحصائيات دقيقة
من الأفضل أن نعتمد على البيانات والتحليلات عند اتخاذ قرارات مهمة، حتى نكون أكثر وعيًا بالمخاطر والفرص.
التفكير في الاحتمالات
بدلًا من توقع النجاح فقط، من الجيد دراسة جميع الاحتمالات والنظر إلى المخاطر الممكنة والاستعداد لها.
الحياة ممتلئة بالنجاحات والإخفاقات، وكلاهما جزء لا يتجزأ من أي مسيرة. فالتفكير الواقعي يستدعي منا النظر إلى الجوانب المشرقة والمظلمة على حد سواء.
والنجاحات قد تكون مصدر إلهام، لكن قصص الفشل تحمل دروسًا لا تقل أهمية. لذلك، يجب أن نتحرر من وهم التركيز على النجاحات وحدها ونفكر بصورة أشمل وأعمق، لنتمكن من اتخاذ قرارات أكثر حكمة ووعيًا.
👍👍🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.