كيف تفهم الأم إشارات طفلها؟

من الأشياء التي أودعها الخالق عز وجل في الإنسان منذ لحظة ميلاده، القدرة على التعبير عن المشاعر والانفعالات، حتى قبل أن تتشكل اللغة لديه، عن طريق 9 إشارات فطرية سوف نتعرف عليها في هذه المقالة.

هذه الإشارات التسع تشترك فيها تعبيرات الوجه والأصوات ولغة الجسد، يعبر بها الطفل عن استجابته للمثيرات المتعددة التي يتعرض لها على مدار الساعة.

إشارات الطفل الأساسية

منذ لحظة الميلاد الأولى، تمثل هذه الإشارات لغة التعبير الأساسية للطفل، وتمثل القاعدة الأساسية التي تنبني عليها شخصية الطفل العاطفية، ومنها تتكون المشاعر.

هذه الإشارات تتنوع ما بين إشارات الفرح، وطلب المساعدة. على سبيل المثال، فإن إشارات الفرح تتضمن الاهتمام، الاستمتاع، والمفاجأة. في حين تتضمن إشارات طلب المساعدة، المعاناة، الغضب، الخوف، الخجل، والاشمئزاز من الطعم ومن الرائحة السيئة.

يقول البروفيسور "باول سي هولينجر" في كتابه "ماذا يقول الأطفال قبل أن يتكلموا": "يعدُّ الاهتمام والاستمتاع إشارتين إيجابيتين، أما المفاجأة، فإنها تعيد تركيز الجهاز العصبي، ليستجيب إلى المثير المفاجئ.

بالمقابل، فإن المعاناة والغضب والخوف والخجل والاشمئزاز من الطعم ومن الرائحة السيئة هي إشارات سلبية، وعلى ما يبدو فإن كثرة الإشارات السلبية هي ظاهرة ضرورية من مظاهر النمو، فمن أجل الحفاظ على النفس، يحتاج الطفل إلى التعبير عن حاجاته إذا كان يعاني مشكلة ما، بخلاف ما إذا كان على ما يرام".

عند خروج الأم من المستشفى إلى البيت بعد الولادة، يكون من السهل عليها فهم احتياجات طفلها من بكائه، نبرة صوته، فهذه النبرة تشير إلى أنه يشعر بالجوع، والأخرى، أنه يشعر بالاشمئزاز ويرغب بتغيير الحفاضة، أما النبرة الثالثة، فتعني أنه مريض، وهكذا.

دون أن يتكلم الطفل أو يتفوه بكلمة واحدة، يمكن للأم فهم الإشارات التي يرسلها إليها لكي يخبرها بما يريد، والأغرب من ذلك كله أن الأم تفهم جيدًا ماذا يريد طفلها في مرحلة الطفولة.

بالمقابل، فإن الطفل حينما يكون سعيدًا، يمكن أيضًا للأم معرفة ذلك عن طريق ابتسامته الجميلة المرسومة على وجهه، عيونه البراقة، وهكذا.

غير أنه وبتطور نمو الطفل يصبح الأمر أكثر تعقيدًا، وأقصد هنا المشاعر، فلن يكتفي الطفل بالقول "أنا جائع" أو "أنا متعب" بل سيبدأ بالتعبير عن مشاعر الفضول حتى الخيبة، ومن الغضب إلى الحب، وهذا يصعِّب مهمة الأم في فك شفرة حاجات طفلها.

في هذه النقطة تحديدًا، ولكي نفهم ما يحدث، تشير الدراسات والبحوث العلمية الموثقة، إلى وجود أكثر من 25 عضلة مختلفة بالوجه، سواء كان الشخص طفلًا أو شابًّا، تمكَّن العلماء من تحديد التعبيرات والإيماءات المرتبطة بكل إشارة.

الإشارت التسع في الوجه

فالطفل الصغير يركز بصره على منطقة الوجه قبل الالتفات إلى أي مثير آخر، وفي الوجه يركز تحديدًا على منطقة العينين، ثم الفم، هكذا الأطفال جميعًا، سبحان الخالق، وكأنهم مبرمجون فطريًّا ولا إراديًّا على ذلك.

يرصد "هولينجر" هذه الإشارات التسع على النحو التالي:

· الاهتمام: بخفض الحاجب أو رفعه لأعلى، مع تركيز في النظر والإصغاء، وقد يكون الفم مفتوحًا.

· الاستمتاع: عن طريق ابتسامة عريضة وشفاه منفجرة.

· المفاجأة: يصاحبها رفع الحاجب، اتساع العيون، والفم مفتوح بشكل دائري.

· المعاناة: تظهر في بكاء الطفل، تقوُّس الحاجب، انهمار الدموع.

· الغضب: يبدو الوجه عبوسًا، العيون ضيقة، والفكان مطبقان، مصحوبًا باحمرار في الوجه.

· الخوف: العينان محملقتان، البشرة شاحبة، برودة وتعرق، ارتجاف في الوجه، وقشعريرة في الجسم.

· الخجل: يمكن ملاحظته بوضوح بواسطة خفض الجفون، ارتخاء عضلات الوجه والرقبة، يصاحبها تدلي الرأس للأسفل.

· الاشمئزاز من الطعم: ينتج عنها نتوء الشفتين واللسان.

· الاشمئزاز من الرائحة: تتسبب في ارتفاع الشفة العليا والأنف، واتجاه الرأس بعيدًا.

غير أن كل واحدة من هذه الإشارات قد تتصاعد تدريجيًّا، فالمفاجأة قد تصل حد الذهول، والمعاناة قد تصل حد الكرب، والاستمتاع يمكن أن يصل إلى الابتهاج.

كيف تتعامل مع مشاعر طفلك؟

التجاهل وعدم فهم الرسائل المقصودة من إِشارات الطفل يؤدي إلى شدة وحدَّة هذه الإشارات، فالطفل الذي يعبر عن الجوع بالقول "أنا جائع"، قد تتحول هذه الإشارة التي تدل على المعاناة إلى كرب، إذا لم يتم فهمه والاستجابة المناسبة له وهي من مشكلات الأطفال.

الأمر مختلف بعض الشيء بالنسبة لمشاعر الخجل والاشمئزاز، كونها عادة ما تتأخر لدى الأطفال. فالخجل قد يأتي بسبب الشعور بالدونية، أو غرابة الأشياء التي تحدث من حوله، ولذلك تؤثر على نحو أو آخر على مفهوم تقدير الذات بالنسبة للشخص.

بالنسبة للاشمئزاز من الطعم والرائحة، ففي ذلك حماية للطفل وحفاظ على حياته من تناول الأطعمة الفاسدة، وهذا يرتبط بحاسة التذوق لدى الطفل، وأيضًا بالنظام المعدي المعوي، ويظهر بوضوح عندما يقيء الطفل فإنه يشعر بعدها بالراحة بعدما تخلَّص من المواد الخطرة.

أما الاشمئزاز من الرائحة، فيرتبط بالنظام الشمي، فمن خلال الأنف، تخرج الاستجابة التحذيرية من رائحة معينة، يرتبط بها المستوى الأعلى للاستجابة، ألا وهي الاشمئزاز من الطعم. ترتبط هذه الإشارات بمستوى أعلى، ألا وهو الرفض والازدراء.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة