كيف تفسر حلمك؟

كثيرٌ من الناس يتعجبون أحيانًا من أحلامهم ويبحثون لها عن تفسير فيسألون أحيانًا أصدقاءهم، وأحيانًا أخرى بعض المفسرين الذين يتصدون لتفسير الأحلام، وذلك من خلال تفسير الرموز والأشياء التي يراها الحالم ونحن نجد هؤلاء المفسرين يسألون طالب التفسير عن حياته، وعن حالته الاجتماعية هل هو متزوج أم لا وعن عمره وعن عمله؛ لأن الحلم في الحقيقة يفسر حسب طبيعة كل فرد، فلو أن عشرة أشخاص حلموا نفس الحلم فإنه سيكون هناك عشرة تفسيرات لهذا الحلم.

عندما يستغرق الإنسان في التفكير والتأمل في موضوع ما فإنه ينفصل عن الواقع المحيط به ويبدأ في التخيل. 

تخيل الموضوع، وتخيل نفسه، ويرسم صورًا في خياله ليست واضحة الملامح.

لكنها يراها ويركز في محاولة رسمها بدقة كما يريدها هذه المرحلة من الاستغراق تعتبر مقدمة للحلم وهو ما يطلق عليه أحلام اليقظة يتحكم فيها الإنسان، ويحلم بما يريد أن يحققه في الواقع وفق تصوره ورغباته، ولهذا فهي لا تحتاج لتفسير فهو يعرفها جيدا.

أما الدرجة الأولى في سلم الحلم فهي عندما يستغرق الإنسان في غفوة أو نعاس أو نوم وهي درجات النوم حسب درجات العمق والاستغراق؛ فالغفوة هي شبه نوم ما بين النوم واليقظة، وهي قصيرة المدة في الغالب تكون استراحة فقط من اليقظة.

لا يرى فيها الإنسان حلم، أما النعاس فهو يكون على حافة النوم الملاصقة لليقظة أو نستطيع أن نطلق عليه بداية الطريق إلى النوم ومدته قصيرة أيضًا 

وقد يرى الإنسان فيه نوع من الأحلام لكنها تكون في معظمها متعلقة بموضوعات اليقظة، حيث إن الإنسان لا يزال قريبًا من اليقظة؛ لذا فهو يستجيب سريعًا لأي مؤثر خارجي ويستيقظ على الفور.

في بداية النوم تكون الأحلام عبارة عن انعكاسات لموضوعات اليقظة وصورها والبيئة التي يعيش فيها الإنسان فيحلم بأماكن عمله وبيته ونشاطه وبأنه يأكل ويشرب، هذه الأحلام نستطيع هي ما يطلق عليه أضغاث الأحلام فهي أحلام عادية وبدائية مرتبطة بالواقع ولا تنبئ عن شيء.

في الدرجة الثانية من الأحلام عندما ينام الإنسان بعمق أكثر، وهو في هذه الحالة يتجرّد من موضوعات اليقظة بعد أن ابتعد عنها بالاستغراق في النوم وتكون مدتها طويلة نسبيًا لا يشعر فيها النائم بما حوله من مؤثرات خارجية ولا بجسده، ويصبح فكره مجرّد تنطلق فيه الروح دون الجسد في عالم الأفكار والمعاني في هذه المرحلة يرى النائم ما يمكن أن نطلق عليه بالأحلام التنبؤية أو الرؤى التي تنبئ عن شيء سيقع أو وقع بالفعل في مكان ما، ويجد رؤيته هذه تتحقق كما رآها بالفعل ولأن في هذه المرحلة يكون الفكر مجردًا وبعيدًا عن موضوعات اليقظة فإنها تعتمد على الرمز أكثر من الشكل المباشر فعندما ترى مثلًا في هذه الدرجة بابًا مفتوحًا مزينًا بزينة جميلة فهو يرمز إلى معاني الدخول والفتح والخير والجمال، وهذه الدرجة لا يصل إليها إلا النفوس الصافية والعالمة والمستنيرة.

آخر مرحلة أو الدرجة الثالثة في سلم الحلم تحدث في النوم الأعمق والاستغراق الكامل في النوم، وهي نادرة الحدوث، حيث يرى الحالم الأنبياء والصالحين ويتحدّث معهم ويصل إلى معرفة الحقائق والمعلومات.

وتشير دراسات سير العلماء والحكماء والمبدعين إلى أنهم قد حصلوا على كثير من معلوماتهم عن طريق أحلامهم.

ويأتي أيضًا في هذه الدرجة الحلم بالطيران، حيث يمثل قمة التحرر من المادة ويستغرق تمامًا في التجربة الروحية ويشعر بتدفق الطاقة الروحية التي هي في حقيقتها نور ساطع من الله سبحانه وتعالى يكشف الحقائق تصغر معه كل حقائق الجسد والمادة.

وهي ما يعرف بالنورانية فيشعر المرء بالغبطة والسعادة والتكريم وبقيمة روحه، وهذه الدرجة تحتاج إلى نفوس أكثر صفاء واستنارة.

أعتقد أن كل إنسان يستطيع أن يفسر حلمه بالرجوع إلى هذه المراحل الثلاثة وبمعرفته جيدًا بنفسه، وتفكيره، ورغباته، وتخيلاته، وأفعاله. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.