كيف تعرف أنك مريض نفسي؟ (2)

اتفقنا في المقالة السابقة أن حب الحق والخير والجمال هو مقياس الصحة النفسية، وأن بُغضها هو مقياس اعتلال الصحة النفسية.

ولكن قد يتساءل كثير من الناس؟ هل يوجد من يكره هذه الصفات الثلاث؟

والحقيقة أنه يوجد فعلًا من يكره هذه الصفات، بل ويحب عكسها، وهي الباطل والشر والقبح.

وبرغم أنها تكون واضحة تمامًا، ولكن أبدًا لا يراها صاحبها. فالمعتل النفسي لا يشعر أبدًا ولا يعرف أنه مريض.

قد يهمك أيضًا كيف تعرف أنك مريض نفسي؟

الصفة الأولى: الحق

ولنبدأ بالصفة الأولى ألا وهي الحق. وتعريفه في الاصطلاح هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وفي اصطلاح أهل المعاني هو الحكم المطابق للواقع. أي أن الحق واضح جلي، فهل يوجد من يكره الحق؟

بالفعل يوجد كثيرون، إن لم يكن الغالبية. والحقيقة أن من يكره الحق إنما يكرهه لأغراض شخصية؛ ليحقق بها أهدافًا غير سوية.

فكل كارهي الأديان، إنما يكرهونها لأنها تنهى عن الفُحش والفُجر، وتضع حدود المعاملات.

فالدين حق، وهم يكرهونه، وكذا المبادئ الحسنة، يكرهها كثيرون لأنها تقيِّدهم عن بعض المعاملات الاجتماعية، بل وينصرون الباطل ليحققوا أهدافهم غير السوية.

ويوجد من لم يكره الحق فقط؛ وإنما غيَّر الفكر، وجعل الباطل حقًّا. والأمثلة كثيرة وسوف نتكلم عنها تباعًا.

قد يهمك أيضًا المرض النفسي.. أعراضه والوقاية منه

الصفة الثانية: الخير

أما الخير، فهو ما ترتاح إليه النفس السوية، ويشعر الغير بالسعادة الوقتية، والخير معروف. فمساعدة الناس خير، والكلمة الطيبة خير، وإنفاق المال على المحتاجين خير، وإطعام المساكين خير، والتقرب إلى الأهل خير، وجبر الخواطر خير.

فوجوه الخير كثيرة، وهي بالسعادة كفيلة. فهل يوجد من يكره ذلك؟ بالفعل يوجد من يكره ذلك، بل ويستلذ بإيذاء الغير، وهذا هو بعينه الشر.

قد يهمك أيضًا أغرب طرق علاج للمرض النفسي قديماً.. معلومات ستصدمك

الصفة الثالثة: الجمال

وأخيرًا الجمال. والجمال هو صفة الحسن التي تبعث في النفس السرور، والجمال نسبي، فما نراه جميلًا، قد يراه غيرنا قبيحًا، والعكس صحيح.

والجمال في الشكل والفعل والقول، وأثبتهم القول، فقد يبقى وإن فني الزمان، وأوسطهم الفعل، فقد لا نقوى يومًا على الأفعال، وأكثرهم ذهابًا الشكل، فقد يغيره الزمان.

والعجيب أنه يوجد من يكره الجمال، وينشر القبح قولًا وفعلًا وشكلًا، والأمثلة في مجتمعاتنا كثيرة، وقد طالت جميع المستويات.

وكل ذلك تسببه الأمراض النفسية، وسوف نعرفها تباعًا في المقالات القادمة إن شاء الله.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة