في ظل المتغيرات المتلاحقة من حولنا، والتطورات الهائلة، إذ لا تكاد تمر لحظة واحدة دون اكتشاف جديد، أو ابتكار يضيف للإنسانية، وهذا يعني تدفق مزيد من المعلومات والمعارف التي يجهلها الإنسان. لذلك أصبح من الضروري على كل إنسان تعلم مهارة "كيف يتعلم".
حتى إنه يمكن القول بأن الأشخاص الذين يتقنون مهارة التعلم، ينعكس ذلك على حياتهم إيجابيًّا. غير أن السؤال الذي يجب أن يسأله كل شخص لنفسه هو: هل أنا أتعلم على نحو فعال أم لا؟ الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى تفصيل، نعرض له خلال هذه المقالة.
لقياس فعالية التعلم من عدمه، توجد علامات؛ العلامة الأولى هي سرعة التعلم، والعلامة الثانية هي عدد الأخطاء بعد التعلم، والعلامة الثالثة عدد المحاولات في أثناء التعلم.
اقرأ أيضًا مفاهيم تربوية لتطوير شخصية الطفل ودعم نموه الشامل
ما معنى ذلك؟
يوجد شخص قد يستوعب مهارة أو معلومة في مدة قصيرة، وآخر قد يستغرق منه فهمها وقتًا طويلًا. لا شكَّ بأن المتعلم الذي استوعب في وقت قصير تعلمه أكثر فعالية من الآخر.
العلامة الثانية تتعلق بعدد الأخطاء بعد التعلم، بمعنى أن هناك شخصين؛ الأول ارتكب ثلاثة أخطاء بعد عملية التعلم، في حين أن الآخر ارتكب خطًا واحدًا، وهذا يعني أن الشخص الأقل أخطاءً هو الأكثر فعالية في التعلم.
أما العلامة الثالثة، وهي عدد المحاولات في أثناء عملية التعلم؛ فالأول بعد 10 محاولات نجح، والآخر تمكن من بلوغ الهدف بعد 5 محاولات فقط، لا شكَّ بأن صاحب المحاولات الأقل هو الأكثر فعالية ممن احتاج لمحاولات أكثر.
اقرأ أيضًا شريان النمو.. التعليم يرسم مستقبل الأجيال
هل توجد فروق في عملية التعلم؟
ما سبق يدعونا إلى طرح هذا التساؤل: هل توجد فروق بين الأشخاص في عملية التعلم؟ الجواب، بالتأكيد توجد فروق بين المتعلمين في عملية التعلم، فهناك من يتعلم ببطء، وهناك من يتعلم بسرعة، وهناك من يكون تحصيله أكبر مقارنة بالآخر وهكذا.
في هذه النقطة تحديدًا، يلفت الدكتور طارق السويدان -المفكر العربي والإسلامي- الأنظار إلى ما يسمى بعقلية النمو التي تعني ببساطة التركيز على مدح الجهد المبذول وليس مدح القدرات، بمعنى أن الآباء والأمهات مع أبنائهم الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة، لا يقارنون الطفل بغيره من الطلاب؛ لأن لكل شخص قدراته وإمكاناته المختلفة عن الآخر.
ليس هذا فحسب، بل فكرة الغلو بالقول إن هذا الولد عبقري أو ذكي أو العكس، لها آثار سيئة على المدى البعيد. فالطالب الذي وصفته بالذكي، وفي إحدى الاختبارات حصل على درجة ضعيفة، عندها يبدأ الشك في قدراته وإمكاناته، فالناس تصفه بالعبقري في حين أنه راسب في إحدى المواد الدراسية أو حصل على درجة ضعيفة بها، وهكذا.
يجب على الآباء والأمهات في هذه النقطة تحديدًا توجيه الشكر للطفل على محاولته وجهوده من أجل بلوغ الهدف المنشود، وليس محاسبته على نجاحه أو فشله. فالمدح هنا للمحاولات الحثيثة التي يبذلها الطفل من أجل بلوغ الهدف المنشود بغض النظر عن النتيجة.
وهذا ما يجب أن نوصله للطفل الذي يجتهد ويحصل على درجة جيدة؛ نكافئه ونشجعه، ونقول له: وصلت لهذه الدرجة بفضل مجهودك وتعبك، ولا نقول له: لأنك ذكي أو عبقري.
وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة؛ كيف تتعاملون مع جهود أبنائكم في التعلم؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.