إذا رأيت سلعة تقدّم لك بلا ثمن فاعلم أنّك أنت الثّمن، تخيّل هذه السّنوات الطّويلة الّتي مكثت فيها غائرًا في موقع الفيس بوك، ماذا لو كنت قضيتها في مواقع تعليميّة أو تثقيفيّة وهجرت الملل والاعتكاف على صفحات الفيس بوك..
وحركة التّصفّح غير الإراديّة بشكل آليّ على صفحات الفيس بوك، فما عدت أفتح حسابي غير مرّة واحدة كلّ عدّة أيّام، بعدما كنت أزوره عدّة مرّات في السّاعة الواحدة.
قد يهمك أيضًا
من ماسح الأرضيات إلى مؤسس واتساب وملياردير.. قصة كفاح جان كوم
كيف اعتزلتَ الفيس بوك؟
ولعلّكم تسألون عن هذا التّحوّل الجذريّ والمفاجئ، فكيف لشخص اعتاد على فعل شيء أن يتحوّل عنه بهذه السّهولة؟
أنا أجيبكم فليس السّرّ في التّحوّل نفسه، إنّما السّرّ في التّبديل، تبديل العادة السّلبيّة والسّيّئة بعادة أخرى حلّت محلّها، بالإضافة إلى شيء من الإرادة وعدد من الأدوات والأفكار الّتي ساعدتني على هذا التّغيير، وهي:
القناعة
أن تقتنع أنّه لا طائل من اعتكافك أمام أيِّ شيء دون فائدة سوى إضاعة الوقت وسرقة العمر، تخيَّل هذه السّنوات الطّويلة الّتي مكثت فيها غائرًا في موقع الفيس بوك.
ماذا لو كنت قضيتها في مواقع تعليميَّة أو تثقيفيَّة وما أكثرها وأيسرها على صفحات الإنترنت، أن تقتنع بأنَّ الوقت غالٍ وثمين، وأنَّ الحسرة على إهداره شديدة ومريرة ساعتئذٍ ستفيق وتعزم على الإقلاع عن هذا الإدمان.
قد يهمك أيضًا التسويق الإلكتروني.. تعرف على مقايسه وقواعده وعلاقته بالسوق
البديل
كما قلت سابقًا، فإنَّك لا تستطيع أن تفرغ زجاجة من مياهها دون أن يحلَّ محلّها الهواء، وكذلك لا يمكنك تغيير عادة حتّى تمارس عادة أخرى.
فتطرد الثّانية الأولى وتحلُّ محلَّها، هذه إستراتجيَّة من الاستراتيجيَّات المعروفة في تغيير العادات، وأنا شخصيًّا هجرتُ الفيس بوك فارًّا إلى رحاب هذه المنصَّة الرَّائعة منصَّة رقيم.
الشَّغف
لم يكن تعلّقي بالفيس بوك دليلًا على شغفي به، وأعتقد ذلك أيضًا لكثير ممَّن يهيمون ويولعون بالفيس بوك، فهم لا يعرفون سببًا لارتباطهم بالفيس بوك غير فراغهم القاتل وعاداتهم الّتي تعوّدت عليها أدمغتهم وأصابع أيديهم عندما تمتدُّ بشكل آليٍّ إلى جيوبهم لسحب هواتفهم وتنتقل بخفَّة على شاشته بغير وعي ولا إدراك صوب (الأبليكشن) الأزرق، ثمّ يشرع إبهامهم في الصّعود والهبوط ميكانيكيًّا بلا هدف، ولكنَّك فور أن تكتشف شغفك عندها ستكرِّس له وقتك وجهدك بكلِّ الحبِّ والطَّواعية.
السّلعة
قرأت قديمًا مقولة لأحد الرّجال وكان يقصد بها مواقع التّواصل الاجتماعيّ وعلى رأسها الفيس بوك:
"إذا رأيت سلعة تقدّم لك بلا ثمن فاعلم أنّك الثّمن"
نعم.. الفيس الذي فرحنا به قديمًا ولا نزال تحت جملة (مجانيّ وسيظلّ مجانيًّا) هذا لأنّ شركة الفيس بوك استطاعت بدهاء أن تستخدمك أنت لتكون مصدر ربحها ودخلها.
ألم تسأل نفسك يومًا كيفَ تحصل هذه المؤسسة العملاقة على أرباحها ومواردها؟
من طرق عدّة على رأسها الإعلانات سواء الإعلانات المستهدفة أم إعلانات الرّسائل أم مقاطع الفيديو، وغيرها من الموارد الرّبحيّة، لنشكل أنا وأنت المجتمع الخصب لنشر الدّعايات والإعلانات.
وهكذا تحرّرتُ من دوامة الفيس بوك واستبدلته بمواقع أخرى تثقيفيّة ومفيدة مثل موقع جوّك الذي يمكنك الرّبح منه عن طريق كتابة المقالات، يمكنك إنشاء حساب على موقع جوك من هنـــــــا.
ولا أنكر وجود فئة من النّاس تستخدم الفيس بوك استخدامًا نافعًا ومفيدًا وواعيًا، سواء في أشغالهم أم دراستهم أم اتّصالاتهم، فهؤلاء استطاعوا تقنينه وتطويعه لخدمتهم.
قد يهمك أيضًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.