كيف تعبر عن عواطفك في الكتابة؟

إن راودتك خاطرة ما ولم تحب كتمها، فلا بد أنه قد ساورتك فكرة سلك مسار الكتابة الطويل، لكنك لم تدرك على الغالب مدى وعورة هذا الدرب. الكتابة كالغربال، إنها لا تحتفظ إلا بالنوابغ، أقول دائمًا إن الكتابة تقتضي خيالًا واسعًا رحبًا وعواطف جياشة، أنت لن تكتب ما لم تختلج العواطف بقلبك، اللهم إلا الخوارزميات والمقالات العلمية.

والآن نأتي إلى مشكلة صعبة يعانيها كثيرون، إلى المشكلة التي وأدت مسيرة كثيرين قبل أن تولد وطمست نجوميتهم التي كانت ستسطع، ألا وهي: كيف أحول عاطفتي إلى كلمات؟

أولًا: سبب المشكلة الرئيس اختلال التوازن بين قوة العاطفة وقوة اللغة، مثلًا أكتب في مرات كثيرة نصًّا أجده حلوًا عذبًا مستساغًا، فإذا قرأته وقد انطفأت عاطفتي رأيت جماله يخبو ويضمحل، السبب هو أن لغتي أضعف من أن تحمل أحاسيسي.. هذا التفسير يعني أنك تسير على الصواب في تشخيص الخلل الذي يعيق طريقك.

حلول لمشاكل الكتاب 

أقترح أن تستخدم الوصف والرمزية، الوصف مرتبط بالوجدان مباشرة، والوصف هو الجسد في حين أن الروح هي الأحاسيس، ويتضح هذا في فكرة الرمزية.

مثلًا في قصة لي استخدمت فكرة التنغستين لتجسيد شعور لم أجد له اسمًا، والتنغستين بالمناسبة نوع من المصابيح يبدأ بضوء ساطع ومع الوقت يصبح أصفر ثم برتقاليًّا ثم أحمر. 

في رواية أضواء الموت جعلت لكل لون دلالة وجعلت الأخضر متاهة من الدلالات، قد تبدو فكرة سطحية لكنها لم تُكتَب بهذه الصيغة في الرواية.

يعني لو أحببت التعبير عن شعوري تجاه شيء أربطه بهذه الرمزية، وأنصح وبشدة بالالتجاء إلى الرمزية، فهي بنظري جوهر الإبداع الأدبي.

عليك أيضًا تطوير اللغة وأن ترتبط وجدانيًّا بالأشياء، فالكتابة هي استنطاق الجماد، فإن كانت أحاسيسك تريد الإبحار إلى ضفاف الكون القاصية فهي لن تسافر في زورق مهلهل، صحيح؟

أنا مثلًا مغرمة بالنجوم، من هذا الرابط ستتولد أفكار تحملينها على اللغة التي بنيتها سابقًا لتنتجي عملًا راقيًا.

ملخص فكرة المقال تقوية فكرة العمل الأدبي ماديًّا ببناء لغة سليمة، وتدعيمها جوهريًّا بإرسائها في أشواط بعيدة من العواطف، وبناء روابط مع آيات الكون الناطقة الصامتة (الوصف طريقةً والرمزية منهجًا).

وأخيرًا، أتمنى أني ساعدت قليلًا، وأرجو أن يكون المقال مفيدًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال رائع جدا وجميل
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة