يوجد كثير من الأشخاص يسعون إلى كتابة القصص، ولكن، ترى هل يفلحون في مقصدهم؟ أم أن الجزء الضئيل منهم هم من تطفوا أعمالهم على سطح الشهرة بين الجماهير؟ إن كنت واحدًا من هؤلاء وتريد أن تكون كاتبًا ناجحًا فهيا نتعرف على تطوير مهارات كتابة القصص.
بدأت القصص القصيرة من الموروثات التي ورثناها على المستوى الديني وعلى مستوى الأساطير، ولكنها تطورت حتى وصلت إلى ما عليه الآن.
لذلك، تتطلب القصة بعض المهارات المهمة التي يجب أن تكون لدى الكاتب حتى يتمكن من كتابة القصة وترى قصته النور بدلًا من أن تكون حبيسة الأدراج.
ما المقصود بمهارات كتابة القصص القصيرة؟
إن مهارات كتابة القصة هي القدرة التي تكون لدى الكاتب ليعبر عن ما يجول في خاطره من مشاعر وأفكار ويسردها في أحداث القصة، والكاتب الجيد هو الأقدر على أن يوصل المشاعر الخاصة به في أحداث القصة فتنتقل إلى القارئ، وهنا يكون لكل كاتب شخصيته الخاصة به في الكتابة.
وقد تعتقد أن ما ذُكر هو مهارة خاصة بالكاتب حباه الله إياها ولا دخل له في ذلك، وهذا صحيح ولكن لا يعبر عن كل الحقيقة، فالحقيقة أن الكاتب قادر على تطوير مهارات كتابة القصص الخاصة به لكي ينقلها من مرحلة الموهبة والهواية إلى المرحلة الاحترافية.
وعند هذه المرحلة يكون الكاتب على دراية بكل القواعد والشروط التي تُبنى عليها القصة القصيرة، فالأمر هنا لا يتعلق بتطوير مهارات الكتابة في المطلق، ولكننا نقصد تطوير مهارات كتابة القصة القصيرة على وجه التحديد.
لماذا تطوِّر مهارات كتابة القصص؟
يوجد عدد من المميزات التي يجنيها الكاتب والقارئ على حد سواء، عندما يطور الكاتب مهارات كتابة القصص، ونسرد هذه المميزات في النقاط التالية:
-
يمتلك الكاتب القدرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره بطريقة واضحة للغاية.
-
يكون قادرًا على التواصل مع القارئ ويوصل إلى ذهنه أفكاره ومشاعره.
-
يكون قادرًا على التعبير عن أحداث القصة لتكون واضحة للقارئ.
-
يكون قادرًا على بناء الحبكة التي تعد أهم عنصر من عناصر كتابة القصة القصيرة.
-
تلقائيًّا تتطور لديه مهارات الكتابة في عدد من المجالات الأخرى، مثل كتابة المقالات والأخبار وغيرها من الأعمال الأدبية والصحفية.
تطوير مهارات كتابة القصص
عندما نطور مهارات الكتابة في القصة القصيرة، يجب أن نتبع بعض الشروط، وتجد هذه الشروط في العناوين التالية:
مبادئ اللغة
قبل أن تنوي كتابة قصة قصيرة، يجب أن تكون على علم أنه لا يمكن كتابة القصة دون الاهتمام بأساسيات اللغة، ونقصد هنا الاهتمام بعلامات الترقيم من فاصلة ونقطة وغيرها، وأيضًا تهتم بكتابة الكلمات بطريقة صحيحة، ويجب أن تعرف الفرق بين الهاء والتاء المربوطة، ومتى نضع الهمزة على أو تحت حرف الألف، ومتى تكون على السطر، ومتى تكون على النبرة، فكل هذا مهم عند كتابة القصة أو أي عمل أدبي عمومًا.
استمر في الكتابة
لا يمكن أن تطور مهارات كتابة القصة إلا إذا استمررت في الكتابة، فيجب أن تتدرب باستمرار، ويوجد كثير من الأساليب للتدريب، فيمكن مثلًا تخصيص وقت يومي تبدأ فيه بالكتابة، حتى إن كنت على غير استعداد، وفي هذه الجزئية بالتحديد سوف نتحدث في الفقرة التالية.
اكتب عندما لا تريد الكتابة
يعتقد كل الناس أن أفكار الكتابة تأتي إليك عن طريق الوحي، ولكن هذا خطأ شائع، فعلى حسب ما قاله الكاتب عمر طاهر وعدد من الخبراء في هذا المجال، إنه عندما تجلس أمام الكمبيوتر الخاص بك في الوقت الذي لا تشعر فيه بالرغبة في الكتابة، تنهال عليك الأفكار ويكون مستواك في الكتابة أفضل.
التعاون مهم في الكتابة
هل سمعت من قبل عن الورش الكتابية، هي تلك المساحات التي تتوافر لمجموعة من الكتّاب في مكان واحد لكي يكتبوا معًا ويشاركوا الأفكار، فهي إحدى الوسائل الناجحة للغاية لكي تثري أفكارك وتصقل مهارات كتابة القصص.
ومن ضمن أوجه الشراكة في الكتابة أن تبحث عن صديق أو زميل وتعرض عليه ما تكتب، لكي يعطيك هو الرأي بشأنه ما تكتبه.
ويفضل أن تبحث عن شخص لا يخاف من أن ينتقدك، حتى إن سدد لك أقوى الألفاظ بخصوص ما كتبته، فيجب في البداية أن تكون على دراية بكل الأخطاء التي تقع فيها حتى تتلافاها في الكتابات التالية، فإن ظل شريكك يجاملك في ما تكتب فلن تشهد كتابتك أي تطور.
اقرأ وحلل
لا تكتفِ بالقراءة فقط، بل لا بد عليك أن تحلل ما تقرأ.
اقرأ جزءًا من عمل قصصي لكاتب من الكتّاب الكبار، وابدأ في رصد مميزات ما قرأته في نقاط لكي تضيفها إلى مهاراتك في كتابة القصة، فهذه الطريقة تعد من أهم أساليب تطوير مهارات كتابة القصص التي تشعر بنتائجها الإيجابية على الفور، ولكن، يجب عندما تقرأ أن تقرأ بنية التعلم والتفكر وليس بنية التسلية فقط.
مقال رائع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.