كيف تصنع طفلًا إيجابيًّا بالأخلاق الحسنة؟

أن تخرج طفلًا إيجابيًّا في هذا العصر الذي نعيشه أمر ليس بالهين. من أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة يجب أن يكون الطفل قد نشأ على الأخلاق الحسنة الطيبة، من احترام الكبير، والرحمة بالصغير، وطاعة الوالدين، والحرص على أداء العبادات، ومعاملة الجيران والزملاء والأصدقاء معاملة حسنة، والشفقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين، وتقديم المساعدة لمن يحتاج إليها، والابتسامة في وجه من نعرفه ومن لا نعرفه.

لماذا الأخلاق الحسنة؟ وما علاقتها بالإيجابية؟

مفهوم الأخلاق الحسنة من المفاهيم الواسعة التي تضم تحتها كثيرًا من الأشياء، أبسطها الابتسامة في وجه كل الناس على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وعقائدهم، وطاعة الوالدين، واحترام الكبير والرحمة بالصغير، والإحسان إلى الجيران، والمعاملة الطيبة للزملاء والأقران، والرحمة بالفقير والمسكين.

الأخلاق الحسنة وعلاقتها بالتربية الإيجابية

تحت هذا المفهوم، يتضح لنا فضل مخالطة الناس والصبر على أذاهم، فيتعلم الطفل منذ نعومة أظفاره أن يقابل السيئة بالحسنة، والإساءة بالحسنى، إذا رأى منكرًا يبادر بتغييره أو في الأقل إنكاره بالقلب، وهذا أضعف الإيمان، والمعنى الحقيقي للأخلاق الحسنة، كما يبادر لمساعدة المحتاج، ويكون عونًا للمظلوم، مطيعًا للكبير، وأن يستحضر النية الخالصة لله عز وجل في الأقوال والأفعال.

يكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أثنى على من يتخلق بهذا الخلق الكريم فقال: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم". لذلك فإن أعظم إنجاز يمكن أن يقدمه الآباء للأبناء، هو غرس الأخلاق الحسنة والقيم النبيلة، في نفوسهم منذ الصغر.

الطفل الإيجابي -إذن- مبادر، يتعامل مع الجميع دون استثناء، ولكي يستأثر بقلوبهم، يجب عليه التحلي بالأخلاق التي تقرِّب الناس منه، فلا يكون جافًّا غليظًا، ولا متكبرًا مغرورًا، أو مُعرضًا عن الناس. فالطفل عندما يتعلم رد الإساءة بالإحسان، ينشأ طيب القلب.

ما الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الطفل منذ الصغر؟

يجب علينا تربية أبنائنا منذ الصغر على الفضيلة، ومخالطة الناس بخلق حسن، وزرع القيم والأخلاق عند الأطفال، ومن أهم الصفات التي يحرص الوالدان على تنشئة الأبناء عليها:

الصدق

ما يميز الشخص الإيجابي، أخلاقه الحسنة، التي تجعله دومًا مبادرًا لتقديم يد العون للمحتاج، ولكي يكون الطفل مؤثرًا فيمن حوله، موضع ثقتهم، يجب أن يتحلى بالصدق؛ لأن الصدق منجاة، قد يكون المؤمن جبانًا، بخيلًا، لكنه أبدًا لا يمكن أن يكون كاذبًا.

الاحترام

في مجتمعاتنا التي تعج بالعديد من الأجناس والألوان والعقائد، يجب تدريب الطفل وتعليمه قيمة الاحترام للغير، احترام الشخص المخالف، سواء بعقيدته، لونه، جنسه؛ وذلك لكي يبني جسورًا من التواصل والثقة مع الآخر تقوم على أساس الاحترام المتبادل. نحن بأمسِّ الحاجة لهذه القيمة تحديدًا، خاصة في أوطاننا العربية، التي بات الطفل يشاهد أجناسًا عدة، وألوانًا مختلفة، فقد ينظر الطفل إلى طفل آخر من ذوي البشرة السمراء، فإن لم يكن هذا الطفل قد نشأ وتربَّى على احترام الآخر، فإنه سوف يسخر منه، أو يستهزئ به، أو يتنمر عليه.

الأمانة

من أعظم القيم والأخلاق الحسنة التي يجب أن يتربى عليها الطفل منذ صغره، خلق الأمانة، وهنا تؤدي القصص والحكايات دورًا في غاية الأهمية، كونها وسيلة محببة وشيِّقة للأطفال، فضلًا عن المواد المرئية مثل الكرتون والدراما. إلى جانب قصص الأنبياء، فهم القدوة والنموذج الذي يجب أن يُحتذى، وينشأ ويترعرع الأبناء على معرفة قصصهم وأخبارهم وأخلاقهم بحكي بعض القصص التي تُظهر خلق الأمانة لديهم. فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يلقب قبل بعثته بالصادق الأمين؛ لصدقه وأمانته، حتى مع غير المسلمين.

التعاون من أهم الأخلاق الحسنة التي نربي الطفل عليها

التعاون

من أجمل الصفات التي يجب غرسها في الطفل منذ الصغر، خلق التعاون، وهو عكس الفردية، بحيث يتعلم الطفل كيف يقدم يد العون والمساندة لمن يحتاج، بدءًا من إخوته في الأسرة، وأقاربه وأفراد عائلته، مرورًا بالزملاء والأصدقاء في الروضة، المدرسة، الشارع، النادي، وأبناء الجيران، وصولًا إلى كل من يحتاج المساعدة.

من أكثر الصفات اللصيقة بالطفل خلال مرحلة الطفولة المبكرة، الأنانية، ومن ثم فإن غرس هذا الخلق في نفسه منذ صغره ، من شأنه أن يجعله متعاونًا مع الآخرين، مشاركًا لهم في أفراحهم وأحزانهم، ما يساعد على تعزيز سلوك الأطفال الإيجابي.

التواضع

أيضًا من الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصغار، التواضع وعدم التكبر على الآخرين، سواء في البيت أو خارجه، فالناس تميل لكل شخص هين لين سهل، وتنفر من المتكبر المتعالي الأناني.

الكلام الطيب

مخالطة الناس والقرب منهم ونيل ثقتهم ومحبتهم، لا يمكن أن تتأتى إلا بطيب الكلام، وخفض الصوت، والمناداة بأجمل الأسماء والابتسامة الدائمة، بالإضافة إلى الآداب المختلفة، كأدب المجالس، الطعام، الحوار، السلام وغيرها من الآداب العامة، في سائر تعاملاتنا اليومية.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم بالتعليقات أسفل هذه المقالة في أهمية غرس الأخلاق الحسنة في الطفل منذ الصغر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة