أحد الموضوعات التي يجب على الوالدين أخذها بجدية هي تربية أطفالهم جنسيًّا منذ الصغر؛ لما لها من أهمية في حياتهم، وللحفاظ عليهم من تعرضهم للتحرش الذي بات للأسف ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا العربية.
في هذه المقالة سوف نسلط الضوء على مفهوم التربية الجنسية، وكيفية تربية أطفال ما دون الخامسة جنسيًّا، ودور الأهل في ذلك، مع تقديم بعض النصائح لتعليم الطفل الخصوصية وحدود المسافات في التعامل مع الآخرين.
مفهوم التربية الجنسية
التربية الجنسية للطفل في أبسط معانيها هي تعريف الطفل وتزويده بالمعلومات الضرورية عن الجنس حسب مرحلته العمرية لفهم نفسه، جسده، وحدود التعامل مع الآخرين في إطار من الخصوصية، يفهم بها الاختلافات بينه وبين الجنس الآخر.
اقرأ أيضًا: أهمية نشر الثقافة والتوعية الجنسية بين الأطفال والمراهقين
أسئلة طفلك الفضولية
كثيرًا ما يتعرض الوالدان لأسئلة محرجة من الأطفال الصغار، لدرجة أنهم يرتبكون ولا يعرفون بماذا يردون على أسئلة أطفالهم، فيهرب، أو يضرب وينهر، وهذه الردود تزيد فضول الطفل أكثر للوصول لأجوبة عن هذه التساؤلات، لكن عن طريق الإنترنت والأصدقاء، وهنا الخطورة.
أحيانًا تفاجأ الأم في أثناء جلوسها منهمكة في أعمال البيت بسؤال يأتي وقعه عليها كالصدمة: ماما، لماذا عندك ثدي، وما عندي ثدي مثلك؟! بابا، لماذا لديك شعر في لحيتك، وماما ليس لديها شعر مثلك؟!
من الخطأ على الوالدين الهروب من أسئلة الطفل الجنسية تحديدًا، بل على العكس يجب تشجيع الأطفال على طرح مثل هذه التساؤلات، وإعطاؤهم الإجابة المناسبة لعمرهم بدلًا من الهروب من أسئلته، وتزايد الفضول لديه لمعرفة الجواب الصحيح حول ما يطرحه من تساؤلات.
اقرأ أيضًا: أضرار العادة السرية للمراهقين.. 5 أضرار شديدة الخطر
السؤال الآن..
كيف تجيب عن تساؤلات طفل ما دون الخامسة؟
يجب على الآباء والأمهات في هذه النقطة تحديدًا، ونظرًا لطبيعة المرحلة العمرية لطفل ما دون الخامسة، أن يكون الجواب واضحًا، شافيًا، لا لبس فيه، وأن يكون دون أية تفاصيل.
بالتطبيق على التساؤلات التي بالأعلى لنعلم كيف نرد على أسئلة أطفالنا ما دون الخامسة، يكون الجواب كالتالي: حبيبي أنا امرأة، أما والدك فرجل.
أرأيتم كيف أن الجواب بسيط، واضح، دون أية تفاصيل أخرى؟ ويكفي لطفل ما دون الخامسة، أن يعرف علامة ظاهرية يستطيع بها التفرقة بين الذكر والأنثى.
كذلك الحال في الجواب عن التساؤل الآخر حول وجود شعر في لحية الأب، والأم لا، فيكون الجواب كالتالي: حبيبي، انظر إلى عمك، خالك، جدك، لديهم لحية مثل أبيك، لأنهم رجال، انظر إلى عمتك، خالتك، جدتك، مثلي ليس لديهن لحية؛ لأننا نساء، والنساء لا لحية لديهم مثل الرجال.
هنا يتعلم الطفل ما دون الخامسة علامة أخرى ظاهرية يمكنه بها التمييز بين الرجل والمرأة عن طريق شعر اللحية، وهكذا في كل الأسئلة التي يسألها أطفالنا، يكون الجواب واضحًا وبسيطًا، ودون خوض في التفاصيل.
اقرأ أيضًا: التربية الجنسية عند الأطفال.. تعلم الإجابة على أسئلة طفلك المحرجة
من أين جئت؟
هذا السؤال يتكرر كثيرًا من الأطفال: من أين جئت؟ وللإجابة عن هذا السؤال يمكن للوالدين الاستعانة بأشياء أخرى توضيحية، كالحيوانات على سبيل المثال، على نحو يوصل لهم المعلومة بوضوح وبدون خوض في التفاصيل، التي سنحتاج إليها في وقت لاحق عندما يتجاوز الطفل هذه المرحلة العمرية.
لذا المعلومة التي تخرج منا نحن الآباء والأمهات يجب أن تراعي العمر الزمني للطفل والمرحلة العمرية التي يقع فيها، بحيث يكون الجواب على قدر السؤال دون تفاصيل أكثر، ودون غموض يدفعه للبحث في وسائل أخرى.
اقرأ أيضًا: 5 مشكلات رئيسة لدى طفل الخامسة والسادسة
اللعب بالأعضاء التناسلية
من ضمن الأشياء التي يشكو منها الوالدان في هذه المرحلة، هي لعب الأطفال بأعضائهم التناسلية، والطفل في هذه المرحلة وبعد أن يتقن اللغة والمشي يبدأ في استكشاف البيئة من حوله معتمدًا على نفسه دون مساعدة أحد، وهو ما يزعجه عندما يحاول الوالدان تقييده ومساعدته في الوصول إلى شيء يرغب بالحصول عليه بمفرده دون مساعدة الوالدين.
لعب الطفل في أعضائه التناسلية -وربما تطرق إلى أعضاء أشقائه أو أبناء عمه أو خاله في بيت العائلة- يكون من دافع الاستكشاف لأعضائه، ومقارنتها بما لدى أقرانه أو أبناء جنسه من الذكور، قبل أن ينتابه الفضول في وقت لاحق للجنس الآخر، ومحاولة التعرف على وجه الاختلاف بينهما.
دور الوالدين هنا هو ترك الطفل يستكشف أعضاءه، ولكن مع تكرار هذه الحركات، يمكن إلهاء الطفل بمشتت آخر، بحيث نشغله عن اللعب بأعضائه التناسلية، وهي مسؤولية الوالدين في المقام الأول، قبل المدرسة، وقبل وسائل الإعلام، أو أصدقاء السوء.
اقرأ أيضًا: نصائح من أجل تربية طفل سعيد وسوي نفسيًا
أهمية التربية الدينية لطفل ما دون الخامسة
عن طريق أسئلة الطفل الفضولية تتضح أهمية التربية الإيمانية للطفل منذ نعومة أظفاره، وفي المثالين السابقين، يمكننا الجواب بمنطلق ديني إيماني، بأن الله الخالق عز وجل خلق الرجال بهذا الشكل وبهذه المواصفات، وميَّزهم عن النساء بذلك، وكذلك النساء. فنحن بذلك نربط أطفالنا بالخالق عز وجل، وهذا مفهوم في غاية الأهمية والخطورة لأطفالنا منذ الصغر، فالطفل يولد على الفطرة.
الغريزة مدخل آخر لتربية الطفل جنسيًّا، فعندما نحضر للطفل صورة الأسد "الذكر" واللبؤة "أنثى الأسد" نبين له كيف أن الأسد لديه شعر؛ لأنه ذكر، في حين أن أنثى الأسد ليس لديها شعر مقارنة بالأسد؛ كونها أنثى.
البقرة وهي ترضع أطفالها، نخبره كيف أن لديها صدرًا كبيرًا؛ لأن لديها أطفالًا ترضعهم؛ لذلك خلقها الله على هذه الشاكلة أو الصورة، في حين أن الذكر"الثور" ليس لديه ذلك، وهو ما يعرف بضرب الأمثال.
اقرأ أيضًا: هكذا تستعد للزواج (1).. أيهما أقوى: الرجل أم المرأة؟
اللمس الحسن
دور الآباء والأمهات تجاه أطفالهم أيضًا أن يعلموهم الفرق بين اللمس الحسن واللمس السيئ، فعندما يأتي أحد لمصافحتك باليد، فهذا لمس حسن، أما إذا حاول أحد لمس أعضاء جسدك في المناطق الحساسة -ونسميها بأسماء حسنة- فلا نسمح له بذلك، وندربه على الأساليب التي يمكن بها إبعاده عنها، سواء أكان ذلك بالصراخ، أم استدعاء من هو أكبر منه في محيطه، وغيرها من وسائل الدفاع.
نقطة أخرى مهمة وهي عدم مصاحبة من هم أكبر منه، سواء في المدرسة أو الشارع أو النادي أو أي مكان آخر، فضلًا على تعليمه أو تدريبه على رياضة فردية يدافع بها عن نفسه، ولا يعطي الآخرين فرصة التدخل في حياته، سواء بطلب رقم هاتفه، أو الرقم السري لمواقع التواصل الاجتماعي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.