صديقي المعلم.. كيف تُدير حصتك بفعالية؟
ينسحبُ الكثير من المُرشحين لهذه المهنة المُهمة من مواقعهم سريعاً وذلك لفشلهم في عملية الإدارة الصفية رغم تمكنهم العلمي كما أثبتت بعض الدراسات.
ولعلّ تلك النتيجة تدع البعض يتساءل: وما علاقة الإدارة بالتدريس؟ خاصّة وقد تشبّع المعلم بكمّّ هائل من المعارف في مجاله مما قد يجعل البعض منهم مؤهلاً لتأليف الكتب فضلاً عن تعليمها..
أقول : إن مهنة التعليم - عزيزي القارئ - ليست مجرّد إلقاء معلومات وفلسفة حديث، وإنّما هي معارف ومهارات، وخبرات وقدرات لا بدَّ للمعلم من استيعابها، ومن ثم تنفيذها وإسقاطها على واقع الحصة الدرسية، معرفة شاملة بخصائص من يعلمهم.. واكتشاف لمدى قدراتهم، وإدراك لميولهم ورغباتهم، ومعرفة لأنماط شخصياتهم.
كل ذلك يسهل عليه عملية الشرح والطرح، واختيار الطريقة المناسبة والأسلوب المناسب، فيلبي احتياجاتهم، ومن ثم يتحكّم في سلوكهم فيسهل انقيادهم وبذلك تتحقق الأهداف المرسومة لأجلهم.
فالتعليم أو التدريس ليس بالأمر السهل إذن، ومن رشح نفسه لتلك المهمة ينبغي أن يدرك تمام الإدراك بأن هذه المهنة على قدر شرفها وعِظَمِها تكون صعوبتها وكثافة الجهود في سبيلها.
ومن هنا لا يُستغرب صمود القليل في مضمارها وثبات النزر اليسير في ميدانها، لما تتطلبه من جهد وعناء، وتخطيط وتفكير، وتجديد وتطوير، وتودد وتلطف، فالمعلم الناجح هو الذي يبذل قصارى جهده في سبيل تحقيق أهدافه، وحبّ تلاميذه له، وللمادة التي يعلمها، ولن يتأتى ذلك كما هو معلوم إلّا من خلال التجديد لمعارفه العلمية والتطوير لمهاراته المهنية، والتحسين لعلاقاته الاجتماعية.
إذ لا نجاح لمن لا يجدد معلوماته، ولا يطور مهاراته، ولا يُحسّنُ من علاقاته..
ولعلّ ما يهمنا في مقالنا هذا هو مهارة الإدارة الصفية التي بدونها لن يؤثر الكمّ المعرفي الذي يحمله المعلم في المتعلمين ما لم يكن متسلحاً بمهارة الإدارة، فبمجرّد خروج طالب أو قيامه أو قعوده أو انحرافه عن مسار الدرس قد يُفشل الحصة الدرسية إن لم يكن المعلم قد وضع قواعد للعمل واستوعب التلاميذ ما ينتظرهم عند تجاوزها.
ولذلك كان من الأهمية بمكان أن يُلم المعلم إلماماً شاملاً بكيفية إدارة صفه تحسّباً لأي إرباك يحول دون تحقيق أهداف الحصة الدرسية كما يجب وفي الوقت المحدد.
فالتلاميذ بطبيعة الحال يمضون في سلوكهم وفقاً لما يُملى عليهم من قواعد ونظم وقوانين ولوائح كل حسب مستواه الدراسي وبما يتناسب مع كل مرحلة ومع كل موقف، وإن غياب تلك الأسس أو ضعف تفعيلها لا شكَّ بأنه سيؤثّر على سير الحصص الدراسية كما يجب، وسيعرقل عملية تحقيق الأهداف وفشل العملية التعليمية برمتها.
وعليه كان لزاماً على كل معلم أن يضع نصبَ عينيه هذه المهارة المهمة، (مهارة الإدارة الصفية) مجتهداً في التخطيط الدقيق لها والتنفيذ والتطبيق لمحتواها دون غفلة أو إغفال، فنجاح المعلم في الحصة في الغالب يتكئ على مدى قوّة الإدارة ومستوى هذه المهارة.
فإرساء النظام مثلاً وتوزيع المهام، والتعزيز والتحفيز، واتخاذ القرار وحسم النزاع، والثواب والعقاب، واحتواء المشكلات وحلّها وتجفيف منابعها، كل ذلك يعد من المبادئ الإدارية المهمّة التي لا بدَّ من تمثلها وتفعيلها لضمان النجاح في الحصة الدرسية وبدونها سيحل الفشل وذلك ما نخشاه.
والله الموفق.
أغسطس 18, 2022, 9:36 م
رااائع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.