كيف تخطط لسنة جديدة تزخر بالإنجازات؟

وأخيرًا حلَّ علينا العام الجديد 2025 -كل عام وأنت بألف خير عزيزي القارئ- وكعادتك كل عام إن كنت تفعل ذلك، أحضرت ورقة وقلمًا، وبدأت في كتابة أهدافك التي تريد تحقيقها في عام 2025، وتقول لنفسك إن هذا العام لن يكون كسابقه من الأعوام، وإنك تنوي أن تحقق أهدافك فعلًا، لا أن تخطها على ورق ولا تنجز منها شيئًا كما كنت تفعل في الأعوام الماضية، ولكن دعني أهنئك، لأن هذا العام سيكون فعلًا مختلفًا بإذن الله. أكمل معي المقال لتعرف كيف تضع خطة للعام الجديد.

ألقِ نظرة سريعة على الماضي

إذا بدأت في قراءة هذا المقال فهذا يعني أنك تريد تطوير حياتك وحالك، وذلك أمر عظيم. ولكن لكي تتمكن من ذلك لا بد من أن ترجع إلى الوراء لترى ما الذي منعك من ذلك في السنين الماضية؟ ما الذي أخَّر تطويرك، لا بد من أن تفحص المشكلات والعيوب الشخصية التي عطَّلتك في الماضي لتتمكن من التغلب عليها والمضي قدمًا.

تحديد الوضع الحالي 

لكي تتحرك إلى نقطة معينة لا بد من أن تعرف أولًا في أي مكان تقف، ما مواردك ونقاط قوتك الشخصية؟ كذلك أيضًا ما نقاط ضعفك الشخصية التي قد تمنعك من تحقيق الهدف الذي يدور برأسك؟ ما الفرص الخارجية التي قد تساعدك في رحلتك؟ وما المشكلات والتحديات الخارجية التي قد تهدد هدفك الخارجي؟ إذا كان لديك هدف ما وأجبت عن الأربع أسئلة تلك، فقد نجحت في تحديد موقعك على خريطة النجاح.

كيفية عمل مخطط للعام الجديد

والآن، أحضر ورقة وقلمًا، واقسم الورقة نصفين بالطول، وفي النصف الأيمن اكتب عشرة أهداف تريد تحقيقها في هذا العام، ثم اسأل نفسك سؤالًا: لو عرفت أنك لن تحقق هذا العام سوى هدف واحد، فما الهدف الذي تريد تحقيقه؟ اختر هذا الهدف واكتبه في الجانب الأيسر من الورقة، وكرر هذا الأمر حتى تصل إلى أهم ثلاثة أهداف، وهذا هو المطلوب؛ ثلاثة أهداف فقط.

مخطط العام الجديد

فمن أهم الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيقك لأهدافك في الأعوام الماضية هو أنك كنت تملأ جدول العام الجديد بعشرات وعشرات الأهداف، مستغلًّا حماس بدايات العام، وما أن يمر الوقت وتجد نفسك لم تحقق ما خططت له يصيبك اليأس والإحباط والاستسلام، لذا فاحترس من الحماس، ولا تجعله هو المحرك لك هذا العام.

ملحوظة: يمكن إضافة هدف أو هدفين زيادة بشرط أن يكون تحقيقهم لا يستغرق سوى أسبوع أو أسبوعين بالأكثر. 

الهدف الذكي

بعد أن تختار أهم ثلاثة أهداف، طبِّق عليهم قاعدة "الهدف الذكي"، وهي ببساطة خمسة أسئلة أو معايير لا بد من تطبيقها على هدفك حتى تستطيع تحقيقه، وهي:

أن يكون الهدف محددًا

فلا تكتب: هدفي هو أن أحصل على درجات جيدة في العام الدراسي. بل اكتب: هدفي أن أحصل على نسبة 90% في العام الدراسي الحالي.

أن يكون الهدف قابلًا للقياس

وذلك لكي تتمكن من متابعة تقدمك ومعرفة إذا كانت الأمور على ما يرام أم لا، فإذا كان الهدف هو خسارة 20 كيلو جرام من الوزن خلال عام، فيمكنك قياس وزنك في نصف العام لتعرف كم كيلو جرامًا خسرت حتى الآن.

أن يكون الهدف قابلًا للتحقيق

فلا تقل إن هدفك تعلم الطيران، اجعل أهدافك منطقية.

أن يكون الهدف ذا صلة بالمرحلة الحياتية

ليس من الصواب أن تكون طالبًا في الدراسة، ويكون هدفك هو تعلم اللغة الصينية مثلًا؛ فلن تفيدك هذه اللغة في المرحلة الحياتية الحالية، يمكنك تعلمها في إجازتك الدراسية، ولكن في أثناء الدراسة، هل تقدم لك فائدة ملموسة؟ الإجابة لا. 

أن يكون الهدف مقيدًا بوقت

لا تقل: هدفي هو قراءة خمسة كتب، بل قل: هدفي هو قراءة خمسة كتب في شهرين.

قسِّم الأهداف على مدار السنة

بعد أن حددت الثلاثة أهداف، وقمت بتنقيحهم، قسِّم الأهداف على مدار العام. وقد تتساءل: هل من المنطقي أن أقسم ثلاثة أهداف على 12 شهرًا؟ الإجابة: نعم، بل لا بد، فالهدف الآن ليس تحقيق أكبر عدد من الأهداف، بل هو وضع أهداف يمكن تحقيقها فعلًا على أرض الواقع، ولا تكون مجرد حبر على ورق؛ لذا ننصحك بجعل الأهداف الشهرية صغيرة جدًّا بقدر المستطاع، والهدف أن تبسط الأمر لدرجة تمنعك من التسويف.

أهداف يمكن تحقيقها

وتذكَّر أن كثرة الأهداف صداع على رأسك، وستجعلك تتراخى في النهاية. فإذا كنت تريد أن تحصل على جسد صحي، فاجعل هدف الشهر الأول أن تمشي يوميًّا مدة ساعة، وهدف الشهر الثاني أن تتوقف عن تناول الطعام غير الصحي، وهدف الشهر الثالث أن تذهب إلى الجيم. هي أهداف بسيطة ولكنك ستُفاجأ بعد ثلاثة أشهر بتقدم مستواك الصحي، وإذا أردت التأكد، صوِّر نفسك قبل تطبيق هذا الهدف، وبعد الانتهاء من الثلاثة أشهر، وانظر للفارق.

حاسب نفسك بنفسك

أنصحك بأن تقوم كل شهر أو شهرين أو كل مدة تحددها أنت بأن ترجع للوراء وتنظر إلى ما حققته، وكيف تسير الأمور، إن كانت جيدة فاستمر، وإن كانت لا فابحث عما جعلها تصل لتلك النتيجة، وقم بالتعديلات اللازمة.

كافئ نفسك

الأمر ليس حربًا، ومن يخبرك أنك مطالب بتحقيق كل شيء في عام 2025 شخص مخطئ، لذا فإن حققت هدفًا لا بد من الاحتفال والاستمتاع، كأن تذهب إلى السينما لمشاهدة فيلم، أو أن تجلس مع صديق لك على المقهى، أو أي نشاط تستمتع به حتى وإن كان شرب كوب قهوة في شرفة منزلك.

اهدم وابنِ من جديد

من الوارد أن تخطئ في بعض الأهداف، أو تضع هدفًا ثم يخطر ببالك هدف غيره يحقق لك نتيجة أفضل، أو حتى ألا يحقق لك هدفك الأول مرادك. لا بأس أن تلغي الهدف وتضع أهدافًا جديدة؛ فليس الهدف أن تضع أفضل خطة، وإنما أن تحسن حياتك. 

نصائح مختلفة

ختامًا، نوصيك بعدة نصائح

  1. ارحم نفسك واعذر تقصيرك، أنت إنسان في النهاية وكل إنسان يخطئ، ولكن المهم أن يصلح خطأه.
  2. ابتعد عن الإفراط في التخطيط، التخطيط الجيد مهم، ولكن إياك أن تنشغل بالمثالية المفرطة في التخطيط، الخطوة التي تلي التخطيط هي تنفيذ ما خططته فعلًا. 
  3. لا تنتظر بداية كل عام، إذا قرأت ذلك المقال في شهر 4 أو 6 أو أي شهر بعيد من بداية العام لا توجد مشكلة في أن تبدأ متأخرًا. تذكَّر: أنت لا تصارع أحدًا ولست في سباق، السباق الحقيقي أن تتفوق على نفسك. 
  4. اجعل التخطيط أسلوب حياة، لا تخطط في رأسك وحسب، أحضر ورقة وقلمًا، واكتب أهدافك وخططك على ورقة أو على قائمة المهام على جوالك، فذلك يُخرج الأهداف من حيز الأفكار السابحة في رأسك إلى حيز الواقع وبداية التنفيذ.
  5. وأخيرًا، لا تهمل ذلك المقال، فيمكن أن تسقط منك بعض المعلومات أو تحتاج الرجوع إليه في وقت لاحق؛ لذا أعد قراءة المقال مرة أخرى إذا احتجت لذلك؛ تعظيمًا للاستفادة. وكل التوفيق والتقدم كعادتك كل عام إن كنت تفعل ذلك

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مقال رائع .. ولكن التخطيط المسبق ونحن لا ندري مالذي قد يحدث لنا ويغير الموازين ... علينا الاكتفاء بعيش يومنا بسلام
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

أتفق معك
ولكن من المهم أيضا التخطيط بشكل مبسط وهامشي للأمور المستقبلية، وكلما اقترب موعد تلك الأمور ازداد تخطيطها لنا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة