قد يعد تحفيز التلاميذ في بيئة الدراسة أمرًا صعبًا، نظرًا للأعباء الكبيرة التي يعانيها الطلاب من طول المناهج، وعدد المواد الدراسية الكبير، إضافة إلى الواجبات المتراكمة، وكذلك الأجواء الصعبة التي يعانيها بعض المدرسين وهو ما يحتاج إلى خلق شغف بطريقة إبداعية تحفز الطلاب وتدفعهم لحب الدراسة والتفاعل مع المواد الدراسية.
وفي هذا المقال نقدم لك مجموعة نصائح تساعدك على تحفيز طلابك ودفعهم إلى حب الدراسة.
اقرأ أيضًا: وسائل وأساليب تساعد المعلم في الإبداع وجذب الطلاب
البيئة الإيجابية
تعد البيئة الإيجابية إحدى الوسائل التي يمكن بها تحفيز الطلاب، وهو ما يحتاج إلى بعض الإجراءات، مثل:
اكتساب الثقة
في البيئة التعليمية -غالبًا- ما يعاني الطلاب كثرة المعلمين والناصحين، وهو ما يجعلهم يحتاجون إلى الثقة التي تأتي بعد شعورهم باستحقاق المدرس أو المعلم لهذا الدور، وهو ما يحتاج منك إلى كسب هذه الثقة، والاستحقاقية بتعاملاتك معهم بطريقة مبدعة وذكية، وكذلك بواسطة ترك انطباع جيد وجذاب عن طريق المعلومات المناسبة والمزاح بطريقة لطيفة والتعليقات التي تأتي في وقتها.
إثارة الإعجاب
تأتي مرحلة إثارة الإعجاب أيضًا في نطاق خلق البيئة الإيجابية بينك وبين طلابك، ومع أن الإعجاب يختلف من مجموعة إلى أخرى، فإنه -غالبًا- ما يتعلق بالطاقة الكبيرة التي يجب أن تتمتع بها في التعامل معهم، وكذلك في المظهر الجيد الذي يترك -غالبًا- انطباعًا طيبًا لدى الطلاب، إضافة إلى مشاركتهم الرأي، واستخدام الأمثلة والقصص الملهمة في التعامل معهم، وهو ما يترك لديهم انطباعًا جيدًا يتحول -مع الوقت- إلى إعجاب وارتباط.
الإبداع والفكاهة
أحد أسرار خلق بيئة إيجابية مع الطلاب هو التحلي بحس الفكاهة والدعابة، إذ يصبح التعامل أكثر حيوية، وتصبح المادة الدراسية مصدرًا للمتعة، ويمكن خلق جو لطيف يساعد على تحفيز الطلاب، خاصة إذا كان الأمر في حدود المعقول، ونشير أيضًا إلى الإبداع وأهميته في التعامل مع الطلاب، إذ يمكنك عمل المسابقات والمشروعات، وتكليفهم بفروض غير تقليدية، وهو ما يساعد حتمًا على خلق بيئة إيجابية بينك وبين الطلاب.
المشاركة
تعد المشاركة جانبًا مهمًا في البيئة الإيجابية، إذ يجب أن تمنح الفرصة للطلاب كلهم للمشاركة في الحصة الدراسية، إضافة إلى تشجيعهم على إبداء آرائهم وخلق حالة من حالات النقاش والجدل بطريقة صحية ومفيدة، يشعر معها الطلاب بأنهم مشاركون في العملية التعليمية بإيجابية.
اقرأ أيضًا: أهمية الانضباط المدرسي وعدم الغياب
خلق التحديات
في المرحلة الثانية من خطتك لتحفيز طلابك ودفعهم إلى حالة من حالات الشغف في الدراسة يجب أن تخلق التحديات التي تؤدي بدورها إلى الحماس الكبير والتشجيع الدائم للطلاب على التقدم، وهو ما يحتاج إلى بعض الإجراءات، مثل:
العمل الجماعي
حاول أن تدفع طلابك إلى العمل الجماعي، إذ يساعد ذلك على رفع مستوى التحدي والتحفيز، إضافة إلى رفع الضغوط عن الجميع، ويشعر الطلاب بأنهم جزء من مجموعة ولا يشعر أيٌّ منهم بأنه وحده المطالب بفرض أو عمل، ما يجعل المنافسة هي المحفز الأكبر، ويصبح التحدي وسيلةً رائعةً لخلق الشغف.
الاختيارات المتعددة
من النصائح المهمة التي ترفع من مستوى التحدي، وتدفع الطلاب إلى حالة من حالات الاستمتاع والشغف، هي أن تمنحهم اختيارات عدة، إضافة إلى حرية انتقاء شركائهم في المجموعة والموضوع محل البحث، وكذلك منحهم فرصة اختيار آلية العمل إذا كان ذلك متاحًا، وهو ما يشعر معه الطلاب بالمسؤولية والالتزام والرغبة في النجاح وتحقيق أفضل النتائج من دون ضغط أو رقابة.
توضيح التوقعات
من أجل أن يرتفع مستوى التحدي، يجب أن توضح لطلابك مستوى التوقعات حتى تحافظ على نوع من أنواع النظام في العمل، وكذلك على قدر من النتائج حتى لا تنقلب الحرية إلى فوضى، ويصبح هدف الطلاب هو الاستمتاع فقط دون الوصول إلى نتائج ونجاحات كبيرة.
تنويع أساليب الشرح
مع أن خلق البيئة الإيجابية ورفع مستوى التحدي تعد أمورًا مهمة جدًّا في تحفيز الطلاب؛ فإن تنويع أساليب الشرح والتعامل داخل الفصل الدراسي يمكنها أن تؤدي إلى نتائج رائعة، إذ يمكنك كسر المعتاد دائمًا بطريقة بسيطة.
فعلى سبيل المثال: يمكنك الشرح مدة 20 دقيقة، ثم البدء في طرح الأسئلة مدة 20 دقيقة أخرى، ثم العودة إلى الشرح، وفي حصة أخرى يمكنك البداية بالأسئلة، ثم الانتقال إلى العمل الجماعي ثم الانتهاء بالشرح، وهكذا كما يمكنك تقسيم الطلاب إلى مجموعات في مرة وفي مرة أخرى تغيير طريقة الأسئلة، وهي تغييرات بسيطة إلا أن آثارها كبيرة.
اقرأ أيضًا: 6 طرق تدريس مبتكرة.. تعرف الآن
نصائح تساعدك على تحفيز طلابك
- لا تترك مشاعرك الشخصية تؤثر في تعاملاتك مع الطلاب، خاصة الأحداث الشخصية والعائلية التي تمر بها، إذ يجب أن تظهر دائمًا أمام الطلاب بمظهر الشخص الثابت الواثق بنفسه الذي يتحول بعد مدة إلى مثل أعلى ومصدر للإلهام.
- لا تبالغ في أي شيء داخل الفصل، سواء في الحزم والظهور بمظهر المسيطر أو حتى في المزاح والفكاهة والظهور بمظهر الشخص خفيف الظل، فيجب أن تبقى دائمًا على حالة من التوازن التي تمنحك القدرة على السيطرة وكذلك الارتباط بالطلاب والحصول على محبتهم وثقتهم.
- كن على يقين بأنك لن تستطيع أن ترضي الجميع، ما يُوجِب أن يكون لديك قناعة بهامش من الخسارة مقابل النتائج الرائعة التي يمكن أن تصل إليها بتحفيز العدد الأكبر من الطلاب وخلق حالة من الشغف والتفاعل في العملية التعليمية، وذلك حتى لا تبدد كل المجهود والمكاسب من أجل إرضاء الجميع.
ختامًا، نرجو أن تكون هذه النصائح عن تحفيز الطلاب، وخلق الشغف في الفصل الدراسي، قد أضافت لك ومنحتك الحماس الكافي للتجربة.
ويسعدنا أن تشاركنا رأيك في التعليقات ومشاركة المقالة على مواقع التواصل لتعم الفائدة.
مقال مهم جدا لكل معلم
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.