كيف تحصل على السعادة؟

في كثير من الأحيان، تنبض قلوبنا بحثًا عن معنى أبدي، عن نور يشق طريقه وسط الظلام ليضيئنا. لكننا، للأسف، نبحث في الأماكن الخطأ، نطارد سرابًا ظنًّا منا أنه السعادة، في حين أعباءنا المتراكمة واشتياقنا المفرط إليها يجعلاننا أكثر بؤسًا، فنحرق أنفسنا بنار التوقعات، بدلًا من أن نضيء طريقنا بنور الحقيقة.

المشاعر تتغير وليس الحياة

انظر حولك... كيف يحقق أصدقاؤك أحلامهم في حين تظل أنت عالقًا في مكانك؟ كيف يُرزق غيرك وأنت لا تجد رزقك؟ كيف تتحول الحياة إلى كابوس لمجرد أنك رأيت جريمة هنا أو مأساة هناك؟ تتمتم في داخلك: "لم يعد يوجد أمان!" "الحياة قاسية جدًّا!"

لكن، دعني أخبرك بالحقيقة الصادمة: الحياة لم تتغير، بل مشاعرك هي التي تتقلب، فتُخدع وتظن أن كل شيء من حولك قد تبدل.

وكلما استسلمت لهذه العواصف، وجدت نفسك تائهًا في جزر موحشة، لا تنمو فيها ثمار السعادة. تتأرجح بين الشكوك والندم، تحاسب نفسك بلا رحمة، وتشعر بأنك غريب عن العالم، بلا أمان، بلا راحة.

ولكن، إن كنت تريد السعادة، فعليك أن تتوقف عن مطاردتها في الخارج.. السعادة ليست في امتلاك المزيد، بل في الاكتفاء.. ليست في الركض وراء حياة مثالية، بل في قبول الحياة كما هي.

تقبل حياتك كما هي

اترك معارك الحياة التي لا طائل منها، وطهِّر قلبك من كل ما يعكر صفوه.. سدَّ الفجوة التي يتسلل منها الحزن، لا لتمنعه، ولكن لتمنحه المساحة ليعبر دون أن يسلبك نفسك.

لن تكون حياتك خالية من الحزن، لكنك ستتعلم كيف تمنح السلام لنفسك، وكيف تجعل الهدوء يتسلل إليك كما يتسلل نور الفجر إلى الظلام.

لا تقاوم قدرك، فكل ما يحدث لك قد يكون في صالحك، حتى وإن بدا لك العكس.

عناصر السعادة عبر قصة حقيقية

ودعني أروي لك تفاصيل قصة شخصية، دون ذكر أسماء...

كان في ما مضى أن أحدًا انتقد مقالًا قد نشرته على صفحتي على فيسبوك، وقال عن كتاباتي: "مجرد ترهات". لم يسعني وقتها سوى الحزن الشديد على ما وجهه لي هذا الصديق الفاضل من نقد لاذع. فكرت حينها أن أرضيه محاولًا تحسين ما لم يعجبه في ما كتبت، لكنني فشلت في ذلك فشلًا شديدًا، وشعرت بعجز مطلق.

لكن سرعان ما أدركت حقيقة جميلة كسرت شيئًا في داخلي، مفادها أني لن أستطيع إرضاء الجميع!

أحمد الله في كل حين على كل شيء، وأكتفي بما بين يدي، وأنظر إلى الجانب الإيجابي من الأمور.

أولًا: لماذا أحمد الله في كل حين؟

دائمًا ما يخوض المرء تجارب قاسية، لكن سرعان ما يتعلم وينمو في المعرفة، فالتجارب مثل السماد الذي يُنثر على الأرض لتقوية النباتات.

ثانيًا: أكتفي بما بين يديّ

ولا أقصد بهذه الجملة أن تتوقف عن الأحلام والطموح، لكن شتَّان الفرق بين الطموح والطمع، بينهما خيط رفيع جدًا، فاحذره.

الاكتفاء بنصيبك من الحياة

ثالثًا: أنظر إلى الجانب الإيجابي

في كل شيء في الحياة جانبان، أحدهما إيجابي والآخر سلبي. على سبيل المثال، مواقع التواصل الاجتماعي سيئة لمن يستخدمها بطريقة سيئة، وجيدة لمن يستفيد منها بطريقة جيدة، فدائمًا كن من أصحاب الجانب الجيد، وركِّز في الإيجابيات دائمًا.

وإلى هنا يكون قد انتهينا... أشكركم على القراءة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

بصراحة رائع واتفق معك
لقد عشنا مثل هذة المواقف
وفعلا مهما نحاول لن نرضى
الجميع. تحياتى لك ولهذة
الكلمات الرائعة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

نعم السعاده في الرضى بما قسمه الله لنا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.