من بين الحقائق البشرية التي يتوجب علينا إدراكها ومعرفتها، أن كل إنسان منَّا لديه مسؤولية وواجب يترتب عليه، وهو واجب الاحترام الذي نكنه للآخرين، وإظهار التقدير لهم مهما اختلفت أعرافهم، جنسياتهم، وأديانهم، ولكن البعض من البشر كحقيقة في العالم الحالي، لا يحترمون ولا يبدون أي اهتمام لتقدير غيرهم..
معنى كلمة إنسان
كلمة إنسان تنطوي على حقيقة نفسية، علمية دقيقة، تفصلنا عن الكائنات الأخرى ويجب أن تترسخ هذه الفكرة تماماً في العقل، كما يجب علينا أيضاً تكرارها بشكل كافٍ بصرف النظر عمَّا إذا كانت صواباً أو خطأ، لأن الأهم في ذلك هو إقناع عقلك بها، وبالتالي لنؤمن نهائياً لأن هذه العملية النفسية الإرشادية تساعد الفرد على مقابلة المشاعر السلبية، بالمشاعر الإيجابية وعادة ما نسمِّي تلك العملية بمحاورة أو مخاطبة الذات.
كيف تتم محاورة الذات؟ وفيمَ تتمثل أسباب التقدير المتدني للذات؟ وما هي خطوات تقدير الذات؟
محاورة الذات
إذا نظرت إلى نفسك في المرآة لمدة تتراوح ما بين ٢٠_٤٠ يوم، وكررت بصوت مرتفع عبارة إيجابية لـ ٧٠ مرة، سوف يقبل عقلك ويدرك ما تقوله كما لو أنه حقيقة مطلقة فإنك:
- تزداد ثقتك بنفسك.
- يشتد حماسك ويتطور شغفك.
- تزداد وتتضاعف رغبتك في أداء أمور تتعلق بما أقنعت به نفسك.
إذن أول فكره لإقناع ومخاطبة ذاتك هي أول فكرة لإنجاح هدف معين في حياتك.
اقرأ أيضاً شعور الندم وأثره السلبي علينا وكيفية علاجه
أسباب التقدير المتدني للذات
يقول الخبراء (علماء النفس/ علماء التنمية البشرية) أن أهم عنصر يجعل الأطفال يكتسبون تقدير الذات، هو قياس الأداء وفقاً للقدرات الشخصية المعينة التي يتمتع بها كل فرد، بعيداً عن مقارنة الآخرين، حسب قدراتهم المعينة والخاصَّة بهم.
السبب الأول
إذا كان الطفل يعيش في جو مثالي، بحيث نجد الأب مثالياً والأم مثالية، فإن الطفل بشكل غير متعمد يكون يعلم ويدرك حقاً أن مقارنة ذاته مع غيره ليس بالأمر الصحيح ولا يناسب مستواه، ولكن إن كان العكس بحيث الأب ضعيف الشخصية والأم ضعيفة الشخصية على الأرجح أنه سيعيش في جو مليء بالشكوك الذاتية، والمخاوف التي تعيق سيره في الحياة.
السبب الثاني
قد ينشأ البعض في شعور قلة تقدير الذات من تجارب الماضي المؤلمة، التي تقوم بمطاردته من وقت لآخر والسبب في ذلك، لا شكَّ أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بــ :
- الوالدين.
- المعلم.
- الأصدقاء.
- زملاء العمل/ المدرسة.
وذلك يكون مصحوباً ببعض الصدمات النفسية، التي يتعرَّض لها الطفل من قبل العوامل التي ذكرت سابقاً، ليبدأ عملية الشك في نفسه وتدني تقديره لذاته.
السبب الثالث
عادة ما يميل البشر إلى التأثير ذاتياً ونفسياً بتجارب الفشل، وعادة ما يقدم له اهتمام هستيريا دون الشعور بخطورة ذلك، لأن أي تجربة فاشلة أو أي صدمة نفسية تترك في الذاكرة ندبة وأثراً لا يُمحى ولا يُنسى، وبالتَّالي يسمح لها من دون أي سابق إنذار بالتأثير على حياته الشخصية في الحاضر ، وفي المستقبل أكثر ممَّا ينبغي.
اقرأ أيضاً 7 عادات يومية لجسم صحي
خطوات تقدير الذات
الخطوة الأولى
إذا نظرنا بعمق ونظرة حادة إلى حياة الناجحين، فسوف نكتشف أنها تمتلئ بتجارب فاشلة، ومثيرة حقاً، ومع ذلك إلا أن هذه التجارب تُحدث أمراً إيجابياً ما إن تعلم الفاشل من تلك التجارب؛ لأنه يعتبر ذلك الفشل مؤقتاً، ولكن يساعده ذلك في تطوير، وتغيير وضعيته للأحسن مدركاً الأخطاء التي قام بها سابقا.
الخطوة الثانية
لن يفوت الأوان إن حاولت تغيير تجاربك، ومحاولة فهم الدرس الذي تعلمته بعد الصدمة، والفشل الذي تعرَّضت له، فتتعلَّم كيف تُغيِّر رأيك في نفسك، وقدراتك، وبالتَّالي تكون أول خطوة في إصلاح ذات؛ وهي تقييم الذات لتسوية وتصحيح نقاط ضعفك، ومن ثم تحديد قوتك ورغبتك وكذلك هدفك.
...
المرجع:
كتاب الثقة والاعتزاز بالنفس للدكتور إبراهيم الفقي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.