كيف تحافظ على صحتك في فصل الصيف؟

فصل الصيف فصل الأزاهير والورود، فصل ترسل فيه الشمس أشعتها الذهبية، فتمنح الإنسان والحيوان الفيتامينات الضرورية لتأمين نموه وتنظيم حياته.

لكنه مع هذا يتسم بظهور أمراض تأخذ بتلابيب السكان لانحرافهم عن قواعد الصحة، فتضوي أجسامهم، وتجعلهم زبائن دائمين عند الأطباء، يطرقون أبواب عياداتهم طالبين البرء والشفاء.

مشكلات المعدة في الصيف

والمعروف عند كل طبيب وصيدلي أن عدد المرضى والمستشارين يزداد صيفًا، ويطّرد هذا الازدياد بازدياد جهل أفراد الشعب ببعض قواعد الصحة.

فكثرة الاستغراق في تناول المرطبات والماء البارد يورث الإنسان خللًا في المعدة، وتشويشًا في الجهاز الهضمي، فضلًا على ضررها البالغ في تصديع الأسنان وتنخيرها.

تأثير المرطبات على المعدة

ويتطلب المرء الماء البارد صيفًا ليبترد، أو ليعوض السوائل الكثيرة التي ينضح بها جسمه عرقًا؛ لذلك يشعر بالعش، وهو يغالي في محاولة إرواء غليله باستعمال المرطبات التي قد تصل درجة حرارتها إلى الصفر.

إذا لامست هذه المواد الباردة جدران المعدة يسارع الدم إليها لتعديل حرارتها، وبعد زمن قليل يشعر المرء بالظمأ الشديد بسبب احتشاد الدم، فيعاود شرب المرطبات والمبردات، وبتوالي إدخالها وتوالي حشد الدماء تصاب المعدة بالتوسع وجدارها بالاحتقان والالتهاب، وتتعرض إلى الإصابة بالقرحة المعدية.

كيف يعمل الجسم على تنظيم درجة الحرارة؟

وقد جهزت الطبيعة الإنسان بوسائل دقيقة لتنظيم حرارته ومكافحة الحر بجهاز محكم، ويربض جهاز تنظيم الحرارة في مقدمة المخ، فعندما ترتفع حرارة الجو يرسل الجهاز تعليماته إلى الجلد والرئتين وإلى الغدد الدرقية.

فيزداد جريان الدم الذي يخفف شدة الحرارة بالإشعاع (Radiation)، وتأخذ آلاف الغدد العرقية تفرز العرق الذي يمتص الحرارة من الجلد فيتبخر، ويرطب الجسم، وكل منا يشعر بالابتراد إذا ما رشت الأرض بالماء صيفًا؛ لأن تبخر الماء الذي على سطح الأرض يرافقه امتصاص الحرارة وتلطيف الجو.

وقد اهتدت بعض شعوب الشرق الأوسط بالغريزة إلى وسيلة طبيعية لمكافحة الحر، وهي شرب بعض المنقوعات الحارة كمغلي الليمون الحامض المجفف الذي يساعد على التعرق، والتعرق الوسيلة الطبيعية للابتراد، فضلًا على احتواء الليمون على فيتامين (ث – c) الملطف والمدر.

مغلي الليمون لمكافحة الحر

إننا ننصح القراء ألا يكثروا من تناول المرطبات التي تسيء إلى معداتهم، إضافةً إلى إساءتها إلى أسنانهم الخزفية التي تتشقق وتنتخر نتيجة تمددها بالحرارة، وتقلصها الفجائي بالمبردات، مثلها مثل الأواني الزجاجية التي تنكسر عند تعاقب السوائل الباردة والحارة عليها.

ويقل الاحتراق الغذائي في الجسم صيفًا؛ لذلك يصد الإنسان عن الأطعمة الدسمة، وتعاف نفسه الشحوم والدهون، لكن العادة والجشع يدفعان المرء إلى تناول الأطعمة الدسمة المخصصة لفصل الشتاء، فيصاب جهازه الهضمي بالتلبك والتعفن وتكثر التفسخات والغازات البطنية، ما يرهق الكبد ويتعبها؛ لأنها العضو الوحيد المكلف بهضم الدسم وامتصاص السموم الناجمة عن تفسخات الأطعمة في الأمعاء.

 

المرجع

ص ص : 395-393 الدكتور صبري القباني، طبيبك معك، دار العلم للملايين، الطبعة السادسة عشرة، 1981م.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة