مع بدء الدراسة تواجه الأمهات تحديدًا مشكلة كبيرة تتعلق بجعل طفلها ينام مبكرًا من أجل الاستيقاظ في وقت مبكر والذهاب إلى المدرسة.
في هذه المقالة، نُقدِّم عددًا من النصائح العملية التي من شأنها مساعدة الأبناء على النوم مبكرًا، ومن ثم الاستيقاظ مبكرًا للذهاب إلى المدرسة.
قد يهمك أيضًا «متلازمة بدء الدراسة».. كيف تساعد طفلك على التكيف؟
الاتفاق المسبق
لكي توفر على نفسك مشقة إقناع الطفل بالنوم مبكرًا، أو إجباره بالقوة على الذهاب إلى السرير والنوم، يجب أن يكون بينكما اتفاق مسبق بين الطرفين -الآباء والأبناء- على مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُفضَّل أن يكون ذلك قبل بدء الدراسة بوقت كافٍ بحيث يتعود الأبناء على مواعيد النوم الجديدة وتجنب السهر، ولا يصبح الأمر شاقًا عليهم عند بدء الدراسة.
الاتفاق المسبق مع الطفل يُقلِّل من مقاومته لك، ويجعل قبوله أمرًا ممكنًا دون مشادات أو خلافات، فيتقبل الأمر بصدر رحب، ولا يشعر بأنه مفروض عليه، أو مجبر بالقوة، وإنما عن طيب نفس وخاطر ورضا.
أيضًا في ذلك إظهار الاحترام والتقدير من قبل الآباء تجاه الأبناء؛ فهو ليس قطعة ديكور أو أثاث موجود في البيت، ولكنه فرد من أفراد الأسرة، يجب أن نشعره بانتمائه لها، وأن يؤخذ برأيه في المسائل التي تخص الأسرة.
أهمية الاتفاق المسبق أيضًا مع الطفل، لا تجعله يفاجأ بالأمر، وبذلك يستطيع تنظيم وقته وفقًا لهذا الاتفاق؛ فلا يمكنه السهر أو الخروج مع الأصدقاء والتأخر خارج البيت ليلًا، حتى يتمكن من النوم مبكرًا في الموعد المتفق عليه مع الوالدين.
قد يهمك أيضًا 5 خطوات للتركيز في الدراسة والوصول إلى نتائج جيدة
ماذا عن الشاشات؟
من أكثر الآفات وأخطرها على الأبناء في هذا الزمان، الشاشات بأنواعها؛ فنجد غالبية الأبناء يقضون وقتًا طويلًا أمام هذه الشاشات التي تجذب العقول بسحر الشاشة والألوان والموسيقى والدراما والأكشن والألعاب الجذابة والمحتوى الترفيهي وغيره.
لذلك، التحكم في الوقت الذي يقضيه الأبناء أمام هذه الشاشات ضرورة لا غنى عنها من أجل تنظيم وقت النوم. فالسهر أمام الشاشات يؤخر نوم الطفل ويجعله متعلقًا بالمحتوى الذي يشاهده، فضلًا على أن مشاهدة محتوى العنف والإثارة قد يؤثر سلبًا على نومه.
يمكن تحقيق ذلك بالاتفاق مع الطفل على الوقت المسموح به للجلوس أمام هذه الشاشات بأنواعها، وفقًا لمرحلته السنية. لذلك يفضل غلق جميع أنواع الشاشات قبل النوم بوقت كافٍ، وهو ما يهيئ الأبناء للنوم في الوقت المحدد.
وقت محدد للنوم والاستيقاظ
تحدثنا في مقالات سابقة عن أهمية تنظيم الوقت للأبناء عن طريق جدول ينظم يومهم، يُحدد فيه بدقة موعد النوم والاستيقاظ، ووقت اللعب، ومواعيد الدروس، وهكذا.
بالتدريج يتعود الطفل على هذا الجدول ويصبح روتين حياة له، فتقل مقاومته، ولا يحتاج لمن يذكره بموعد نومه، وفوق ذلك يغني الوالدين عن كثير من الكلام لإقناع الأبناء بضرورة النوم مبكرًا من أجل الذهاب إلى المدرسة في الوقت المحدد دون تأخير.
ويجب على الآباء هنا تعريف الأبناء بعدد ساعات النوم التي يحتاج إليها كل يوم، وتحديدًا في الليل، من أجل إراحة جسده وعقله بعد عناء يوم طويل، وأن حاجة الجسم إلى الراحة تجعله أكثر حيوية وقدرة على الحركة والنشاط في اليوم التالي.
تجنب شرب المنبهات
من الأشياء التي تساعد الطفل على النوم مبكرًا، تجنب شرب المنبهات مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية قبل النوم بفترة كافية؛ وذلك لأن مادة الكافيين الموجودة في هذه المشروبات تُسبِّب الأرق للطفل وتجعل نومه صعبًا.
وجبة العشاء
يجب على الأمهات تحديدًا تجنب تناول الأبناء لوجبة العشاء قبل النوم مباشرة، بل يجب أن يكون ذلك قبل ساعتين في الأقل من النوم، وأن تكون وجبة خفيفة مع تجنب الوجبات الدسمة والمقليات والمقرمشات، وفي الوقت نفسه، يجب تجنب نوم الطفل وهو يشعر بالجوع.
لا للسكريات قبل النوم
إذا كنتِ حريصة على نوم طفلك مبكرًا، فيجب عليكِ تجنب تناول الطفل للسكريات بمدة كافية قبل النوم، مثل الحلويات والشوكولاتة؛ لأن السكريات تعطي الطفل طاقة ونشاطًا، وبذلك لن يتمكن من النوم في الوقت المحدد.
من الأشياء التي تجعل الطفل يرفض النوم مبكرًا هو القيلولة؛ فبعد عودته من المدرسة، لا يجب السماح للطفل بالنوم، وإن حدث، فيجب ألا يتعدى ذلك من 45 إلى 60 دقيقة لكي يتمكن الطفل من النوم على نحو طبيعي في الليل.
ممارسة الرياضة
حاجة الطفل لممارسة نشاط رياضي أيًا كان لا تقل عن حاجته للطعام والشراب؛ فالطفل لديه طاقة ونشاط، إذا لم تُخرَج عن طريق ممارسة الرياضة، قد تسبب له مشكلات عدّة، كالشجار مع الإخوة، وتخريب وتدمير الممتلكات والأثاث داخل البيت.
ممارسة الرياضة إذن متنفس للطاقة والنشاط لدى الطفل، وإخراج هذه الطاقة من شأنه أن يجعل الطفل يشعر بالراحة والحاجة إلى النوم، لا سيما الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة.
ختامًا، ففي حالة تنفيذ كل الخطوات السابقة، لا بد من الحزم مع الأبناء، وأقول الحزم وليس القسوة أو العنف، لأن بعض الأبناء قد يتدللون على والديهم من أجل السماح لهم بالسهر، ويكون ذلك عن طريق الإصرار على موقفك، بنبرة صوت معبرة، وتعبيرات وجه صارمة.
وأنتم، أعزائي القراء من الأمهات والآباء، شاركونا آراءكم من واقع تجاربكم وخبراتكم، كيف تقنعون أبناءكم بالذهاب مبكرًا إلى النوم؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.