كثير من الطلاب في مدّة ما يشعرون بالملل والفتور والخمول، وعدم القدرة على المقاومة والاستمرارية، ويتساءلون عن كيفية إعادة النشاط والحيوية، وتجديد الدوافع والحوافز، من أجل الاستمرارية.
اقرأ أيضاً ابدأ يومك بنشاط
النشاط وأهميته
النشاط هو الشعور الداخلي بالحماس لفعل شيء معين، أو الرغبة الدفينة لبلوغ هدف ما: النشاط هو الحيوية، هو الحرارة والحمية الخفية التي تدفعك دفعًا نحو المراد؛ ببساطة هو الدافع والحافز الذي يُولّد بداخلك القوة، التي تجعلك تُقدم على الفعل بكل حماس.
لكن قبل إخبارك بكيفية تجديد النشاط، لا بد وأن تعي ما يأتي: أنهُ كان لديك نشاط ما أصلًا، لفعل شيء بعينهِ، والأهم من ذلك.
الوقوف على أسباب الخمول وضعف النشاط والحيوية، وقلة الدافعية، كما يجب أن نعلم بأن معرفة الأسباب، هو نصف الحل.
اقرأ أيضاً تعريف "التفكير".. أساليبه وخصائصه ومعوقاته
أسباب قلة النشاط
وبما أنني مُمارس لمهنة التدريس فعليًا؛ لذا أنا على دراية كبيرة بجل هذهِ الأسباب:
1 - أسباب تتعلق بالمذاكرة
قد يكون عزيزي الطالب نظام مذاكرتك الخاطئ هو الذي يؤدي إلى قلة النشاط والحيوية، إليك بعض الأمثلة على ذلك:
- كثير من الطلاب يبدأ العام الدراسي بكثير من الحماس الزائد، مما يجعله يبذل مجهودًا كبيرًا، يؤدي لشعوره بالفتور والتعب بعد مدة صغيرة، وذلك لأنهُ قد بذل كل ما في وسعهِ، ولم يعد لديه من جهد ليبذله.
- ثم إن طرق المذاكرة التقليدية، القائمة على الحفظ والاستظهار، تؤدي إلى الملل وقلة التحصيل.
- كذلك مكان المذاكرة نفسه لو لم يكن مُلائمًا في أي جانب من الجوانب، سنتعرض لهذا كله عند الحديث عن الحلول.
2 - أسباب نفسية
الصحة النفسية للطالب لها عامل كبير في تحصيله الدراسي، وتؤدي في بعض الأحيان إلى قلة النشاط والخمول؛ فعلى سبيل المثال:
- الاكتئاب؛ نتيجة لأي سبب كان، كفقدان قريب أو عزيز عليك مثلًا، فهذا قد يؤدي للاكتئاب، الذي يؤثر سلبًا بالطبع على المذاكرة.
- الشعور بالإحباط، نتيجة لإحباطك من قبل الأهل والأصحاب، والتقليل منك ومن قدراتك، ويصفونك دومًا بالفاشل، وأنك لن تُقدم شيئًا، ولن تنجح.
- المُقارنة السلبية الغبية بأقرانك وزملائك، ووصفهم بأنهم أذكى وأفضل منك، أو مُقارنتك بأحدهم الذي سبقك، ولم يُحقق شيئًا، بقولهم فلان لم يفعل، وكان أفضل منك، هل تظن بأنك أنت الذي ستفعل؟
- إهدار طاقتك في أمور لا طائل منها ولا فائدة مرجوّة، مثل الانغماس في العلاقات العاطفية قبل أوانها، وذلك يُهدر طاقة الطالب في غير محلها.
- الشعور بالتوتر والقلق نتيجة كثرة التفكير، أو الخوف من قرب الامتحان.
3 - أسباب اجتماعية
لا شك أن البيئة المُحيطة بك صديقي الطالب تؤثر على تحصيلك وقدرتك على الاستيعاب، ومن هذهِ المؤثرات:
- الهاتف المحمول، نعم بما يحتويه من مُلهيات كثيرة، كوسائل التواصل الاجتماعي وما أكثرها، وغيرها من وسائل إضاعة الوقت، كالألعاب وبرامج الفيديو والدردشة، إذا استعملت استعمالًا خاطئًا طبعًا.
- صحبة السوء؛ ولا يخفى عليكم مدى خطورة هذه الصحبة، ولا يخفى على أحد أيضًا ما يفعله بعض الطلاب من ترك للمدارس والدروس والتسكع بمصروفاتهم على المقاهي والطرقات، وكم من سايبر يشهد.
وعلى الفيشاوي جلسنا بالساعات، أرى ابتسامتك أيها الورع، حسنًا لا تفعل هذا ثانيةً، لكن هذا كله يرتبط بطبيعة شخصيتك المزاجية الهوائية، التي لا تتحمل المسؤولية.
4 - أسباب طبية
نعم لا تتعجب، فقد يكون سبب ضعف النشاط والحيوية سببًا طبيًّا، مثل:
- مرض فقر الدم (الأنيميا) وهذا المرض يؤثر جدًا على القدرات العقلية للفرد.
- الجفاف ونقص السوائل في الجسم.
- نظام غذائي غير متكامل، أو به أخطاء.
- الأمراض المزمنة كالضغط والسكر.
- قلة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة.
-أو الإصابة بأي مرض يؤثر على قدرات الفرد العقلية، أو النفسية، أو الجسدية.
ملحوظة: يجب أن تعلم أخي وأختي الأفاضل، أنهُ قد يجتمع أكثر من سبب، وليس سبب واحد، يؤدي لقلة الدافعية والنشاط.
اقرأ أيضًا أربع حيل فعالة لجعلك تستيقظ مبكراً - وداعاً للكسل
كيفية تجديد النشاط
الأول
معرفة سبب هذا الخمول، والعمل على تلافي هذا السبب، بعلاج الأخطاء.
الثاني
اتباع عدة خطوات نظرية وعملية، من شأنها تعزيز النشاط والحافز والدافعية لديك.
الخطوات النظرية والعملية للحد من أسباب التقليل من النشاط والدافعية، من أجل تجديد النشاط.
اقرأ أيضًا كيف تتخلص من الملل في أثناء المذاكرة؟
نظام المذاكرة
لكي تجدد نشاطك غير من نظام مذاكرتك، وافعل الخطوات الآتية:
- قسم مجهودك على مدار السنة الدراسية، لا تضع مجهودك كله في بداية العام، وزع جهدك بالتساوي على مدار العام بشكل تصاعدي تدريجي، فتصل لقمة بذل المجهود في نهاية العام أو الترم، وليس في بدايته.
- نوّع من أساليب مذاكرتك؛ تقمص دور المعلم تارة، ودور المتعلم تارة أخرى وهكذا، تتنوع أساليب الاستذكار، يمكنك الاطلاع بنفسك والتعرف عليها باستفاضة.
- اختر المكان المناسب للاستذكار؛ مكان هادئ، بعيد من الضوضاء، مكان مريح نفسيًا لك، مكان منظم ونظيف، ولا مانع من تغيير المكان كل مدّة، لعدم الشعور بالملل، ولا مانع أيضًا من بعض الحركة والمشي.
والتجول في المنزل في أثناء المذاكرة كونه نوعًا من التغيير، لمن يحب ذلك طبعًا، ولمحبي الصوت المرتفع في أثناء المذاكرة، لا مانع من بعض العويل لو أردتم لكن رفقًا بالجيران، لا تُزعجوهم.
الصحة النفسية مهمة للغاية
- لا تلتفت للمُحبطين، لا تكن شخصية هشة يسهل التأثير عليها، ثق في قدراتك، وتأكد من أن نظرتهم قاصرة وضيقة؛ فمُقارنتهم لك بغيرك، مُقارنة ساذجة وظالمة، لأنهم يركزون على أفضل ما في غيرك، وأسوأ ما فيك.
- ابتعد عن العلاقات التي تُهدر من طاقتك من غير داعٍ.
- لا تعطِ نفسك فرصة للسقوط، دائمًا ذكر نفسك بحلمك وهدفك، ضعهُ نصب عينيك طوال الوقت، اجلس مع نفسك كل يوم مدة دقائق، لتذكير نفسك بما تريد، وإعادة ترتيب أفكارك.
ابتعد عن المُغريات قدر الإمكان
التي تمنعك وتحول بينك وبين تحقيق حلمك
- الهاتف، ضعهُ جانبًا عند الاستذكار، يمكن أن تُكافئ نفسك بعد المذاكرة وليس قبلها بما تُريد، كاستعمال الهاتف مثلًا.
- تجنب صحبة السوء، اصحب من يُحفزك ويُشجعك، لا من يُضيع وقتك في أشياء لا طائل منها، فصحبة المجتهدين لها أثر بالغ في التحسين من نفسك.
والتطوير من ذاتك للأفضل، وإذا لم يكن لديك القدرة على الالتزام بهذا من تلقاء نفسك، فلا مانع من الاستعانة بمن يُلزمك، ليس في هذا عيب، إذا كنت تعلم قدرات نفسك.
نصائح عامة لتعزيز نشاطك وزيادة الدافعية
- جرب تمرين التنفس، كل يوم من 5-10 دقائق: خذ نفسًا عميقًا من الأنف، ثم أخرجه من الفم ببطء، سيساعدك هذا كثيرًا جدًّا على الاسترخاء.
والتقليل من التوتر والقلق، وتحسين المِزاج، ويُساهم أيضًا في إيصال الأكسجين إلى المخ، مما يساعد في تنشيط خلايا المخ، وتحسين قدراتك العقلية.
- اجلس بمفردك كل يوم مدة دقيقتين فقط، في هدوء تام، ولا تُفكر في شيء مُطلقًا؛ هذا يعمل على تصفية الذهن وتنقيته، مما يُجدد من نشاطك لا شعوريًا.
- مارس بعض التمارين الرياضية، ولا مانع من بعض المشي والجري، من أجل تنشيط الدورة الدموية.
- إذا شعرت بالملل في أثناء المذاكرة، وعدم القدرة على الاستيعاب ؛ خذ قدرًا كافيا من النوم، حتى تستعيد نشاطك وحيويتك؛ غير من مكان مذاكرتك، أو افعل شيئًا تحبه لبعض الوقت، كالتمشي مثلًا، أو الاستحمام، لكن ليس في هذا البرد القارس طبعًا، أو اصنع مشروبك المفضل، ثم عاود المذاكرة، لكن لا تلتفت للهاتف قبل الانتهاء من إنجاز الذي حددته لنفسك.
- تناول كثيرًا من السوائل، خاصة المياه.
- احرص على تناول الأغذية المفيدة النافعة لك، وابتعد عن الضار منها، واستشر في ذلك أهل التخصص.
- ابتعد عن التشاؤم وأهله، تفاءل دائمًا، وارضَ ولا تسخط، حتى تكن مُحملًا بطاقة إيجابية، تعود بالنفع عليك وعلى غيرك.
- نظم وقتك، ولا تكن عشوائيًا في أي شيء.
- حدد هدفًا واضحًا مُباشرًا، حتى تنظم خطتك كلها من أجل تحقيقه، فيجب أن تعي ماذا تريد، وكيف ستصل إليه.
إذا فعلت ذلك كله، ستشعر بفرق ملموس مُباشرة بعدها.
النجاح والوصول للقمة
يجب أن تعلم أن النجاح ليس بالمجموع المرتفع، ولا بالوصول لكليات القمة، فإذا كان هدفك إحداها، ولم تُوفق مثلًا، فلا يعني ذلك نهاية المطاف، والثانوية مُجرد خطوة في طريق.
وإنما النجاح يكمن في النجاح في ميدان شغفك وحبك، لكن لا يعني ذلك التواكل وعدم المذاكرة والاجتهاد.
إذا لم تكن غايتك دخول كلية من الكليات التي تتطلب مجموعًا مرتفعًا، بل دائمًا ضع نفسك في جو من المنافسة، تطلع للحصول على أعلى الدرجات، حتى وإن كانت رغبتك في دخول كلية تأخذ من مجموع منخفض، كنوع من التحفيز الذاتي لنفسك.
والتفاخر وإسعاد الأهل لم لا؟ ولكي يُحفظ هذا بمنزلة إنجاز في تاريخك تفتخر بهِ دومًا، ولكي تُعوِّد نفسك على المنافسة وعدم الاستسلام، والبعد عن الخنوع والسلبية والاستكانة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.