تتزاحم في رؤوس الناس مشروعات مستقبلية شتى ونوايا لتطوير أنفسهم، وتعلّم مهارة جديدة، أو حرفة جديدة لكسب المال منها، أو تعلّم العزف على آلة موسيقية.
يوجد مَن يريد البراعة في الرسم، أو الكتابة والتأليف، أو ممارسة رياضة ما، وربما الغناء، أو تعلم الرياضيات، أو البرمجة.
لكنَّ ضيقَ الوقت من جهة، وصعوبة تعلّم المهارات وصولًا إلى مستوى البراعة من جهة أخرى، يقفان عائقًا شديد الصعوبة في وجه تحقيق مشروعاتنا التي نخطط لها بقلوبنا وعقولنا.
اقرأ أيضًا كيف تتعلم مهارة إصلاح الأشياء وتربح المال منها؟
مشكلة صعوبة احتراف مهارة بسبب ضيق الوقت
وهذه كانت المشكلة التي سعى إلى حلّها جوش كاوفمان في كتابه هذا، فقد ذكر مشكلة ضيق الوقت، وأيضًا صعوبة الاحتراف في مهارة ما، فالمهارات تتطلب الوقت، وكثيرًا من الانشغال بالممارسة والتدريب وتجاوز الصعوبات والعقبات (والوقت أهمها طبعًا).
ذلك بأنّه وجد فكرة مبنية على دراسات، وهي ببساطة أنّه من الصحيح أنّ تعلم مهارة ما وصولًا إلى الاحتراف في مستويات عالية بحاجة إلى وقت وجهد كبيرين.
إلّا أنّنا إذا خفّضنا درجة المستوى الذي نريد أن نصل إليه، إلى الدرجة التي عندها نستطيع البدء بممارسة هذه المهارة بتمكّن (التمكُّن وليس الاحتراف الكامل)، فإنّنا سنحتاج إلى نحو عشرين ساعة من التدريب الجدّي الصارم في مهارة واحدة (مقسّمة إلى أيام طبعًا).
ومِن هذا المستوى، نستطيع الانطلاق إلى مستويات أعلى بزيادة التدريب، وتكون عشرون ساعة الأولى هي الوصول إلى برّ الأمان في هذه المهارة.
لكنّ هذه الساعات يجب أن تكون منظمة وفق منهج معين، فكيف؟ لقد طرح المؤلف هذه المنهجية في الكتاب، إلى جانب أنّه طرح خطوات وأساسيات تعلّم المهارة فكريًّا (أي جمع المعلومات عنها والإلمام بأساليب ممارستها).
اقرأ أيضًأ التفاوض.. مهارة حيوية للوصول إلى النجاح
ما أهم الافكار التي ناقشها الكتاب؟
1. تدرّب مدّة عشرين ساعة، ليكن تدريبك باستخدام الساعة أو المؤقّت، ولجلسات محددة كلّ يوم، مثلًا: اتخذ عشرين دقيقة أو أكثر في الجلسة الواحدة، مرتين في اليوم.
2. راجع مدى تقدّمك وقارن بين مستواك الحالي ومستواك السابق (قد تستفيد من تسجيل ملاحظاتك وما تعلمته بالممارسة)، وهو ما سماه بالتغذية الراجعة.
3. ركّز على كمّيّة التدريب وكثافته، لا بأس إن حدثت الأخطاء، فنحن هنا نتعلّم ونصحّح أخطاءنا.
4. حافظ على سلامتك بالأخص في المهارات التي تتطلب تدريبًا مجهدًا بدنيًّا جدًّا، مثل نوع من الرياضة، اتخذ تدابير السلامة دائمًا وكن مرتاحًا.
5. لا تنتظر حلول الوقت المناسب، لا أحد يجد الوقت المناسب لفعل أي شيء بالأخص مع كمية الانشغالات الهائلة في الحياة، ووقتنا محدود بأربع وعشرين ساعة يوميًّا، عليك أن تخصص هذا الوقت من يومك للتعلم والتدرب.
ومن المفيد بالطبع أن تكون جلسات التدريب متقاربة ويوميّة؛ لتحافظ على المستوى الذي بلغته وتتطور أكثر، وثمّ وبعد الوصول إلى برّ الأمان يمكننا الصعود مثلما نشاء بالتطور في هذه المهارة التي اخترناها، لكنّ المهمّ هنا هو الاستمرار.
وبرأيي إنّ كلّ مهارة تحتاج إلى وقت وتدريب مختلف عن الآخر، لكنّ عشرين ساعة الأولى هي رقم عامٌّ مفيد جدًّا لاكتساب مهارة ما.
كلّ التوفيق لكم بإذن الله تعالى.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.