كيف تتعاملين مع مشاعر الغيرة من المولود الجديد؟

تحدثنا في مقالة سابقة عن مجموعة من النصائح التي يجب على الأبوين عملها مع ابنهم الأكبر قبل ولادة المولود الجديد، كي لا يشعر بالغيرة عند قدوم شقيقه الأصغر إلى الحياة.

السؤال: ماذا لو لم يفعل الوالدان بهذه النصائح من باب التجاهل أو النسيان، وجاء المولود الجديد وبدأت مشاعر الغيرة تبدو ظاهرة على أخيه الأكبر؟ هذا ما سنتناوله في هذه المقالة، عن كيفية إشعار الطفل الأكبر أنه ما زال يحظى بالحب والاهتمام كما كان في السابق، وأن قدوم أخ له لا يعني تراجع مكانته في قلب والديه.

مشكلة الطفل الأكبر

تكمن مشكلة الطفل الأكبر في المقام الأول في أنه وقبل مجيء المولود الجديد، كان محور اهتمام الأسرة والعائلة، محط أنظار وتدليل الجميع، وهنا يتعين على الوالدين فهم هذه النقطة جيدًا، بأن يظهرا الحب والاهتمام بالابن الأكبر والحديث أمامه في حضور أفراد العائلة كيف أن لحظة ميلاده من أسعد لحظات حياتهم التي لا يمكن نسيانها، فهو الفرحة الأولى في حياتهم.

تحدثي معه دائمًا كيف كان حمله مريحًا، كيف أنك كنت تتحدثين إليه وهو لا يزال جنينًا في بطنك كما لو كان موجودًا أمام عينيك، اعرضي عليه مجموعة من الصور التي التقطت له في ميلاده الأول، وكيف أن الجميع كان سعيدًا بقدومه.

طبيعي عندما يأتي مولود جديد أن يقسَّم الاهتمام على شخصين بعد أن كان لحساب طفل واحد، وبذلك يقل الوقت المخصص للطفل الأكبر مقارنة بما كان عليه الوضع قبل قدوم شقيقه الأصغر. من الضروري على الأم تحديدًا أن تستغل وقت نوم مولودها، في قضاء وقت مع طفلها الأكبر تشاركه لعبته المفضلة أو هواية يحبها تشعره فيها بأنه لا يزال فتاها المدلل الذي يحظى بقلبها.

في هذه اللحظات وفي أثناء لعبك معه، أخبريه أن شقيقه الأصغر بعد أشهر قليلة سيكبر ويلعبان سويًا ويتشاركان الألعاب، وأخيرًا سيجد من يقضي معه وقته، ويلعبان سويًا، ويذهبان إلى النادي معًا، ويقضيان معظم الوقت مع بعضهما بعضًا، فهذا من شأنه أن يحبب الطفل الأكبر في شقيقه الأصغر، وينتظر بشوق ولهفة أن يكبر ويلعبا سويًّا.

من بين الأشياء السلبية التي تصدر من بعض الأمهات بجهل ودون علم، هي المقارنة بين الأبناء، وهو أمر غير مفهوم، لأن ذلك من شأنه أن ينمي مشاعر الكره بين الأبناء، خاصة وأنهما ليس في المرحلة العمرية نفسها، ولا توجد بينهما نقاط مشتركة للمقارنة، كأن تقول لطفلها الأكبر: شقيقك الأصغر أفضل منك.. انظر إليه وهو صامت لا يحدث ضوضاء مثلك.. أخوك يأكل أفضل منك.. إلخ.

كل هذا التصرفات من شأنها أن تخلق مشاعر سلبية تجاه الابن الأصغر. من بين النصائح التي ننصح بها الأمهات أن تشغل وقت طفلها الأكبر بالأنشطة والاشتراك له في أقرب نادٍ لتنمية مواهبه ومهاراته، وأيضًا تشغله عن مشاهدة الأم وهي تهتم بصغيرها، فتتولد لديه مشاعر الغيرة على نحو أكبر.

هذه النقطة تحديدًا -شغل وقت فراغ الطفل- في منتهى الأهمية أيًا كانت المرحلة العمرية التي يوجد فيها الطفل، فدائمًا يحرص الوالدان على شغل وقت أطفالهما بما يفيد، بتوفير الألعاب المتنوعة التي تصدر الأصوات وألعاب الفك والتركيب، وتوفير أدوات الرسم والتلوين وغيرها.

شغل وقت فراغ الأطفال العاديين ضرورة تربوية، ولأطفال طيف التوحد أكثر أهمية؛ لأنه طفل روتيني يحب الروتين ويكره التغيير، لذا إذا تركناه على حالته وعزلته اندمج أكثر في عزلته وتوحده، أما إذا شغلنا وقته بما يفيد أسهم ذلك في تحسين تواصله وتفاعله مع الآخرين.

عندما يكبر المولود الجديد شيئًا فشيئًا نحرص على اقتناء بعض الألعاب التي يمكن للطفل الأكبر مشاركة أخيه الأصغر لعبته، ويلعبان سويًا، فهذا مما يزيد القرب بينهما، في البداية تلعب معهما الأم، إلى أن يندمجا معًا في اللعب، ويتشاركا في وقت لاحق اللعب والأكل والشرب وغيرها من النشاطات داخل البيت.

نصيحتي للآباء والأقارب

مهم جدًا أن يقضي الأب وقتًا أطول مع طفله الأكبر ولا يشعره بأي تغيير بعد قدوم أخيه الأصغر، خاصة وأن الأم لا يمكنها ترك مولودها بمفرده، على عكس الأب، الذي عليه أن يغطي هذه الفجوة في الاهتمام بطفله الأكبر، اللعب معه، الخروج معه، إحضار بعض الهدايا التي يحبها، ومشاركته لعبته المفضلة.

وننصح أفراد العائلة والأقارب أيضًا بإظهار مشاعر الحب والاهتمام للطفل الأكبر، وتجنب التدليل الزائد للمولود الجديد في حضور شقيقه الأكبر.

وأنتم إخوتي وأخواتي المتزوجين ممن رُزقوا بالذرية الصالحة، شاركوني من واقع تجربتكم، كيف تعاملتم مع هذه النقطة تحديدًا -الغيرة بين الأبناء- لتعم الاستفادة على كل من يقرأ هذه المقالة، وأنا أولهم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة