كثيرًا ما نسمع ونقرأ معلومات، مثل أن علم التشريح ينص على أن منطقة التعبير عن المشاعر عند الرجل تختلف عن منطقة التعبير عند المرأة، ولكنَّ الحقيقة تنص على أن الأمر مختلف، فالواقع يرينا أنه يوجد رجال كثيرون يتكلمون بحكمة وطلاقة.
اقرأ أيضًا من كتاب " الجنس الآخر ".. هل الأنوثة كافية لتعريف المرأة؟
ميل الرجل إلى الصمت أكثر من الكلام
كما نسمع مؤخرًا أنه إذا أصاب الرجلَ مكروه أو ادلهمت الحياة وتكالبت عليه، فإنه يلجأ إلى العزلة والبعد والصمت والراحة، ليعبر عن هذه المشاعر التي تعتريه، ومنهم من يلجأ للراحة والبعد عن المشكلات وعدم التفكير فيها لشدة ضغوطات الحياة، أما المرأة فلكي تتجاوز مشكلاتها فهي غالبًا يجب أن تتحدث عنها وتخرجها لشخص يستمع إليها.
ونقول ردًّا على هذا الكلام، إن الرجل في فطرته متسم بالرجولة، والرجولة مسؤولية وقوة وما هذه الأعذار إلا لمن يتنصل عن المسؤولية سواء مسؤولية التعبير عن مشاعره، ونثر الود والكلمات الجميلة في ربوع بيته، أو مسؤولية حل مشكلاته الأسرية والزوجية.
اقرأ أيضًا علامات الرجل المتلاعب.. احذري هذا النوع من الرجال
زوجي يهرب من التحاور معي
دائمًا تشتكي النساء من أزواجهن الصامتين خاصة في المواقف المتأزمة، فبدل أن يتناقش الزوج مع زوجته مثلًا بشأن أموال العملية التي يجب أن تجرى هذا الأسبوع لابنه، يركن الرجل إلى الصمت ويخرج ويرجع دون أن يكلم أحدًا، ويتركها في حسرتها وتيهها لا تدري كيف تنقذ ولدها، فيتشقق قلبها حزنًا وكمدًا عليه، وتنتظر كلمة مواساة ليطمئنها زوجها أن ابنهما سيصبح بخير، أو أنه يسعى إلى أن يجهز مالًا للعملية، أو يعلمها إلى أين يذهب كل يوم.
هكذا هم بعض الرجال يتأزمون كثيرًا فيصمتون ظانين بذلك أنهم حاملون عبء الحياة كلها على كاهلهم، في حين هم غافلون عن جانب كبير من جوانب الحياة، وهو: الجانب الشعوري والنفسي، الذي لا يمكن أن نقول للرجل إنه حامل للمسؤولية إذا لم يتحمل مسؤولية احتواء عائلته.
اقرأ أيضًا مقارنة بين الرجل والمرأة بيولوجياً
المعاناة من تقلب الطرف الآخر بين شدة الصمت والهجر وبين الاعتذار والإقبال
إن أكبر شيء يفقده الشخص الصامت الهارب هو عدم القدرة على المواجهة، فهو يهرب حتى من نفسه ومن أفكاره، ولكي تساعدي زوجك على النهوض بنفسه عليك أن تدركي أولًا كيف تقنعين أي إنسان بالمواجهة وعدم الهرب.
أما مزاجه وتحكمه وحبه للتملك، فهي أمور راجعة لصفات اكتسبها زوجك خلال سنيِّ حياته، فإذا وجدت نفسك غير قادرة على تغييره ولن تستطيعي العيش معه فلا تحرمي نفسك متع الحياة بسببه، وانطلقي وابحثي عمَّن يناسبك بعيدًا عنه.
للأسف ليست كل الحلول بيد المرأة، ورغم أننا لا نعتاد التوجيه لغير المعني بالنصيحة، فإننا هذه المرة خاطبنا الرجال في موضع الحديث مع المرأة؛ لأن لا مفر من أن تُدخل الزوجة من يقنع زوجها وما يشعره بمسؤوليته.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.