كيف تتخلص من التفكير الزائد في 7 خطوات؟

في ظل الضغوط الكبيرة التي يحياها الناس اليوم، سواء كانت ضغوطًا معيشية، اقتصادية، اجتماعية، وظيفية، وغيرها، باتت مشكلة التفكير الزائد تؤرق حياة كثيرين.

باختصار، التفكير الزائد هو حالة نفسية يعانيها كثير من الأشخاص، فيجدون أنفسهم محاصرين في دوامة من الأفكار والمخاوف التي تتكرر دون توقف ودون سبب واضح.

المشكلة أن هذه الحالة التي قد يستغرق فيها الشخص وقتًا طويلًا من يومه وحياته عمومًا، يمكن أن تؤدي إلى القلق والاكتئاب وتؤثر سلبًا في نوعية الحياة.

التفكير الزائد في أشياء مضت، أو مواقف حدثت، أو الخوف من المستقبل، يؤدي بالإنسان إلى الإصابة بالوساوس التي ترهق تفكيره، فضلًا على حالة الإجهاد والتعب التي يصاب بها الشخص المصاب بها.

وفقًا لطلبة المدارس والجامعات، فإن التفكير الزائد والاستغراق فيه يصيب الطالب بحالة من عدم الانتباه والتركيز، فيبدو مشتت الفكر والذهن، لا يحصل معلومة، وينسى بسرعة ما قرأ أو تعلم.

السؤال الآن: كيف يمكن التخلص من التفكير الزائد في خطوات عملية؟

اقرأ أيضًا: التفكير خارج الصندوق.. تحويل العالم من خلال الابتكار والإبداع 

التفكير في الماضي والمستقبل

التوقف عن التفكير في الماضي بأحداثه ومواقفه ومشكلاته وأحزانه، وكذلك التوقف عن القلق والخوف من المستقبل، يُعدُّ الخطوة الأولى نحو التخلص من التفكير الزائد.

دع التفكير في الماضي، إلا إذا كان بهدف الاستفادة من مواقف حدثت، أو بقدر التخطيط لحياتك، فغير ذلك لا يفيد الإنسان بل يسبب له المتاعب ويشل تفكيره، ويجعله مرتبكًا، مترددًا، يقدم رجلًا ويؤخر الأخرى.

اللحظة الحالية هي التي نملكها، وهي الأولى بالتفكير فيها وفي كيفية استغلالها على الوجه الأمثل. أما التفكير في الماضي، فلا نملك إعادته أو استرجاعه، وكذلك التفكير في الأمور الغيبية المستقبلية، التي لا نعلم عنها شيئًا. لذلك، عش يومك ودع الماضي والمستقبل.

حسن التوكل على الله

على كل إنسان اليقين بأنه لا شيء يحدث في هذا الكون إلا بمراد الله. ومن أدرك هذه الحقيقة، استراح قلبه وفكره، فلم يشغله التفكير في الماضي وأحزانه، أو الخوف من المستقبل الذي يجهله؛ لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه.

فالطير تخرج في الصباح متوكلة على خالقها، بطنها فارغ، فتعود آخر اليوم ممتلئة بالطعام، والنملة من بين الصخور الصماء يأتيها رزقها. فكيف بالإنسان، أكرم خلق الله!

وقف الفكرة من بدايتها

مشكلة التفكير الزائد تكمن في الاستغراق في الشيء الذي نخشاه؛ لذلك، تبدو الخطوة المنطقية هي التوقف فورًا عن التفكير فيه من البداية. فهذه الأفكار من الوساوس بالنسبة للإنسان. كل ما عليه هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والتفكير في شيء آخر إيجابي، تمامًا كما نسميه الإلهاء بالنسبة للطفل الذي يبكي من أجل الحصول على شيء ما، فنلهيه بشيء آخر يشغل تفكيره. أو كما نقول باللغة العامية: "بص على العصفورة".

تغيير نمط التفكير

عندما يجد الإنسان نفسه مستغرقًا في التفكير بشيء ما، وأقصد هنا الأفكار السلبية، عليه أن يتحدى هذه الأفكار، عن طريق محاولة إعادة صياغة تلك الأفكار بطريقة إيجابية.

على سبيل المثال، إذا كنت تفكر: "سأفشل في هذا العرض أو في هذه المهمة أو هذا الاختبار"، حاول تغييرها إلى: "سأبذل قصارى جهدي، وهذا يكفي".

وهذه نقطة مرتبطة بالسابقة، ألا وهي حسن التوكل على الله. فالله عز وجل يطالب الإنسان بالسعي والأخذ بالأسباب، وليس بالتفكير في النتيجة، فهي من عنده سبحانه وتعالى، لأنه عز وجل يعلم الأصلح للإنسان.

قلل التفكير وزد العمل

هناك حكمة تقول: "علينا أن نسعى وليس علينا النجاح". وهذا يعني أن الإنسان عليه أن يبذل مجهودًا كبيرًا على قدر طاقته من أجل تحقيق الأهداف.

اكتبها على ورقة

تُعدُّ الكتابة طريقة فعالة لتفريغ الأفكار. حاول الاحتفاظ بمفكرة يومية لتدوين مشاعرك وأفكارك. يمكن أن يساعدك ذلك على التعرف على الأنماط السلبية في تفكيرك ومعالجتها بشكل أفضل.

إدارة الوقت جيدًا

التخطيط والتنظيم الجيد للوقت من شأنه أن يشغل وقت صاحبه. وتذكر أن "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، فلا يجب أن يكون الإنسان فارغًا، وإلا راودته الأفكار السلبية، والتفكير الزائد بها، سواء ما مضى أو ما هو آت.

تربويًّا، على الآباء والأمهات ألا يدعوا أبناءهم فارغي الأيدي بالساعات والأيام، بل أحيانًا بالأسابيع والشهور، كما في إجازة نهاية العام الدراسي؛ لأن النفس إن لم تشغلها بالحق، شُغلت بالباطل. وهنا أتعجب: كيف لأب أن يسمح لابنه الذي بلغ الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، جالسًا في البيت دون عمل أو دون مهارة يتعلمها؟

والعجب كل العجب، من آباء وأمهات يتركون أبناءهم بالساعات أمام الشاشات بأنواعها المختلفة، دون رقابة على المحتوى الذي يشاهدونه.

الاسترخاء مع التنفس

الاسترخاء مع التنفس، كما يقول الدكتور صالح عبد الكريم – مستشار تربوي ونفسي – بمنزلة فصل إجباري للتفكير الزائد. ولها صور وأنماط عدة منها: التأمل لبضع دقائق يوميًّا. كما يُعدُّ التنفس العميق وسيلة فعالة لخفض وتقليل التوتر والقلق.

إلى جانب ما سبق، فإن وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق، ومشاركة المقربين الأفكار والمخاوف، والتقليل من التعرض للأخبار السلبية وغير السارة، من الوسائل والأساليب الفعالة للتخلص من التفكير الزائد.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات، حول أيٍّ من الطرق التي ذكرناها في هذه المقالة، ساعدتكم في التخلص من التفكير الزائد.

اقرأ أيضاً 5 خطوات لا تفوتك لتعلم التفكير الصحيح

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة