كيف تتخلصين من عصبيتكِ على طفلكِ في أثناء المذاكرة؟

هذه المقالة تحديدًا لكل أم عصبية لا تتمالك أعصابها على طفلها في أثناء المذاكرة، نقدم فيها مجموعة من الخطوات التي من شأنها أن تجعلكِ أكثر هدوءًا مع الطفل في أثناء المذاكرة وكتابة الواجبات.

ما يجب أن تدركه الأمهات العصبيات تحديدًا أن العصبية لا يمكن أن تؤدي إلا إلى نتائج عكسية، فالطفل لن يطيعك، وسوف يكره المذاكرة، بل إنه سوف يكرهك شخصيًّا.

قد يهمك أيضًا لماذا يكره طفلك المذاكرة؟ 10 أشياء لا تتوقعها

العصبية ليست حلاً

فضلًا عما تؤدي إليه العصبية من قلق وتوتر؛ لأن الطفل يشعر وكأنها جلسة عذاب وليست جلسة مذاكرة. فأي نشاط يقوم به الطفل يجب أن يقوم به بحب، وإلا فالنتائج ستكون مخيبة، وكذلك المذاكرة، يجب أن يقبل عليها الطفل بحب.

الأم العصبية لا تجعل طفلها يركز في المذاكرة أو كتابة الدرس المطلوب منه، بل تجعل فكره وعقله منشغلًا بالعقاب الذي سوف يحصل عليه إن أخطأ، فيتشتت ذهنه، ويفقد قدرته على التركيز.

بالتالي فعدم الانتباه والتركيز يعني أن الأم سوف تعيد الشرح مرة واثنتين وعشرًا، وفي النهاية ستفاجأ أن الطفل لا يستطيع حل أسئلة الدرس؛ لأن المعلومات لم تدخل عقله من الأساس.

ما يجب أن تدركه الأمهات جيدًا أن العصبية على الطفل في أثناء المذاكرة، لا تؤدي فقط إلى فقدان التركيز والانتباه، بل إنها تدمر علاقتك بطفلك.

من المهم أن تدركي أن العصبية ليست الحل الأمثل، بل يمكن أن تؤدي إلى زيادة القلق لدى الطفل وتفاقم مشكلته في المذاكرة.

قد يهمك أيضًا أفضل طرق للمذاكرة بفعالية ودون نسيان.. تعرف الآن

فروق فردية

من الأشياء التي تجعل الأم هادئة في أثناء المذاكرة مع الأبناء، هي معرفة أنه توجد فروق فردية بين الأبناء. فكل طفل يتمتع بشخصية، ومواهب، واحتياجات فريدة تختلف عن الآخر؛ ما يجعل كل طفل يستجيب للأساليب التربوية والتعليمية على نحو مختلف.

لذلك فمعرفة الأمهات بهذه الفروق من شأنها أن تساعد في توفير بيئة صحية ومحفزة لكل طفل على حدة. قد يكون أحد الأبناء هادئًا ومنطويًا، أما الآخر فاجتماعي ويحب التفاعل مع الجميع. هذه الفروق تؤثر في طريقة تعاملهم مع المواقف اليومية.

على سبيل المثال، الطفل الانطوائي قد يحتاج إلى وقت بمفرده لاستعادة طاقته، في حين أن الطفل الاجتماعي يفضل النشاط الجماعي والاختلاط بالآخرين.

القدرات العقلية بين الأطفال تختلف أيضًا؛ فبينما قد يظهر بعض الأطفال مهارات متقدمة في الرياضيات أو العلوم، قد يتفوق آخرون في الفنون أو اللغة.

ما يجب تذكره دائمًا أن الذكاء ليس فقط في القدرة على حل المعادلات الرياضية، بل يمتد ليشمل الذكاء العاطفي، الاجتماعي، والإبداعي. من الضروري أن نمنح كل طفل الفرصة لاستكشاف مواهبه وتنميتها دون مقارنة مع الآخر.

شيء آخر في غاية الأهمية، ألا وهو أن بعض الأطفال قد يفضل التعلم بالتجربة العملية، في حين يميل آخرون إلى التعلم عن طريق القراءة أو المشاهدة.

بعض الأطفال يتعلمون بسرعة عن طريق الحواس، في حين يحتاج آخرون إلى الوقت والشرح المفصل؛ لذا يجب أن يتسم التعليم بالمرونة والتنوع ليتناسب مع أسلوب تعلم كل طفل.

ليس هذا فحسب، بل إن الأطفال قد يختلفون في مدى قدرتهم على التركيز والتذكر، فبعض الأطفال قد يتمتعون بقدرة عالية على التركيز مدة طويلة، في حين أن البعض الآخر قد يجد صعوبة في التركيز لأوقات طويلة.

وهذا يعني أنه يجب تعديل طرائق التدريس لتناسب مستوى التركيز لدى الطفل، مثل تقسيم وقت المذاكرة إلى مُدد قصيرة مع فواصل، أو استخدام وسائل تعليمية بصرية ومسموعة.

لكل طفل أسلوبه الخاص في التعلم، لذلك تختلف احتياجاته التعليمية. قد يحتاج بعض الأطفال إلى دعم إضافي في مواد معينة مثل الرياضيات أو القراءة، في حين قد يحتاج آخرون إلى فرص إضافية في المجالات التي يظهرون فيها براعة.

قد يكون بعض الأطفال بحاجة إلى تعليم خاص، كأن يقدم له الدعم في القراءة والكتابة، في حين يستطيع آخرون التكيف مع أساليب التدريس التقليدية.

السؤال هنا: كيف تتعامل الأمهات مع الأطفال فيما يخص مسألة الفروق الفردية؟

قد يهمك أيضًا كيف تتخلص من الملل أثناء المذاكرة؟

لا للمقارنات

من الأخطاء الشائعة التي قد تقع فيها معظم الأمهات هي المقارنة الدائمة بين الأبناء أو مع الأصدقاء، خاصة فيما يتعلق بالمذاكرة وكتابة الواجبات والالتزام والانتظام في المدرسة. "انظر إلى أخيك، صديقك، ابن عمك، كيف يذاكر دروسه ويكتب واجباته أولًا بأول دون أن يطلب منه أحد، لماذا لا تكن مثله؟!".

المقارنة هنا تؤدي إلى شعور الطفل بالضعف والعجز أو الإحباط، وقد تؤثر سلبًا في ثقته بنفسه.

لذا، من الأفضل أن تركز الأم على تحسين أداء كل طفل بمفرده دون النظر إلى مستوى أداء أخيه.

هذا فضلًا عن أن أسلوب المقارنات الخاطئة بين الأبناء، من شأنه أن يوجد مشاعر الكراهية والبغض والحقد بين الأبناء؛ فتتوتر علاقتهم، وتزداد مشكلاتهم وشجارهم.

قد يهمك أيضًا 8 نصائح للتركيز أثناء المذاكرة للامتحانات

أساليب تعلم مختلفة

في ضوء الفروق الفردية الموجودة بين الأبناء، يبدو جليًّا أن استخدام أسلوب واحد في التعليم أمر غير فعال، بل يجب تخصيص أساليب التعليم وفقًا للاحتياجات الفردية.

إذا كان أحد الأبناء يواجه صعوبة في مادة دراسية معينة، يمكن للأم أن تقدم الدعم الإضافي له، في حين قد يتطلب آخر أسلوبًا مختلفًا تمامًا في التعلم.

فكل طفل يتعلم بطريقة مختلفة، قد يكون أحد الأبناء أكثر تأثرًا بالتعلم البصري، أي عن طريق الصور والرسومات، في حين يفضل آخر التعلم السمعي عن طريق الاستماع إلى الشرح أو التسجيلات الصوتية.

أيضًا فبعض الأطفال يتعلمون عن طريق التجربة العملية، أي أنهم يفضلون التعلم عن طريق الأنشطة التفاعلية. لذا فمن الضروري هنا أن تعرف الأم أسلوب التعلم المفضل لكل طفل، وتعمل على تخصيص أساليب المذاكرة بما يتناسب مع هذا الأسلوب.

على سبيل المثال، يمكن استخدام الملصقات والصور لتحفيز الطفل البصري، أو الاستعانة بالكتب الصوتية أو مقاطع الفيديو التعليمية للطفل السمعي.

لكن ما يجب التأكيد عليه في هذه النقطة تحديدًا، أنه كلما تعددت الحواس في استقبال المعلومة، كانت أكثر ثباتًا في عقل الطفل.

قد يهمك أيضًا 4 نصائح عملية للأمهات للتخلص من العصبية في أثناء المذاكرة مع أطفالهن

شجِّع طفلك

التشجيع والمكافأة على اختلاف صورها تساعد في تحفيز الأبناء على المذاكرة والاستمرار في التعلم.

يحتاج كل طفل إلى نوع معين من التحفيز، وهذا يعتمد على شخصيته واهتماماته. يمكن أن تستخدم الأم المكافآت على نحو مناسب لكل طفل.

بمعنى أن الطفل الذي يحب الألعاب يمكن تحفيزه بوقت إضافي للعب بعد المذاكرة، في حين أن الطفل الذي يحب القراءة قد يفضل مكافأة تتعلق بكتاب جديد أو نشاط فكري.

قد يهمك أيضًا أهم الطرق الصحيحة للمذاكرة

تفهم مشاعر الطفل

من المهم أن تكون الأم مستمعة جيدة لمشاعر الطفل واحتياجاته في أثناء المذاكرة. قد يشعر الطفل بالإحباط أو الضغط النفسي نتيجة لصعوبة الدروس أو مقارنة نفسه مع أشقائه.

عندما تشعر الأم أن أحد الأبناء يواجه صعوبة، يمكنها التحدث معه بلطف لتفهم الأسباب، وتقديم الدعم العاطفي والتشجيع اللازم.

بعض الأطفال قد يحتاجون إلى نصائح تربوية بسيطة مثل "لا بأس من ارتكاب الأخطاء، المهم هو التعلم منها"؛ ما يعزز دافعهم لمواصلة المذاكرة.

ختامًا، تتعامل الأمهات مع الفروق الفردية بين الأبناء في المذاكرة عن طريق فهم احتياجات كل طفل وتقديم الدعم الملائم له في ضوء هذه الاحتياجات، فإن هذا من شأنه أن يعزز أداءهم ويحسِّن مستواهم الدراسي على نحو إيجابي.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، شاركونا آراءكم في التعليقات أسفل هذه المقالة من واقع تجربتكم وخبرتكم في أفضل الأساليب للتخلص من العصبية على الأطفال في أثناء المذاكرة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة