العادات الصباحية، تلك الأفعال الصغيرة التي نكررها يوميًا -مثل الإفطار الخفيف أو فنجان القهوة- تمثل نسيج حياتنا. قد تبدو تافهة في ظاهرها، لكنها تمثل دورًا حاسمًا في تشكيل شخصيتنا وتحقيق أهدافنا. يقال إن تناول فطور خفيف في الصباح يعطيك الدافع نحو العمل والإنتاج، هل تصدق هذا الكلام؟ بالطبع نعم، لكنها ليست المعلومة الكاملة.
فما أهمية هذه العادات؟ ولماذا يجب علينا الاهتمام بتطويرها؟ في هذا المقال سوف نكمل هذه المعلومة؛ لكي تبدأ يومك بعادات تزيد إنتاجيتك، فهل أنت على استعداد لخوض تلك الرحلة معنا؟
إن العادات التي تمارسها في الروتين الصباحي مهمة للغاية، ولكن هل يعني ذلك أن نهمل باقي أقسام اليوم؟ بالطبع لا، فكل لحظة في يومنا مهمة للغاية، ولكي تعيش هذه اللحظة بأفضل حال وتزيد من إنتاجيتك في العمل فيجب أن تراقب تصرفاتك وعاداتك؛ فعاداتك تمثل يومك وتجعل منه يومًا ناجحًا أو غير ذلك.
كيف تبدأ يومك بعادات تزيد إنتاجيتك؟
ترتبط الإنتاجية بالوقت دائمًا عندما تبدأ في وضع خطة يومية؛ لكي تنجز أمرًا ما يتعلق بالدراسة أو العمل، فضع الوقت نصب عينيك، ولا تهمل هذا العامل حتى لا يستغرق عمل ما وقتًا طويلًا، وينتهي يومك دون أن تنجز عملًا غيره؛ لذلك إن كنت تفكر في الإنتاجية ففكر في إدارة الوقت أولًا.
تزدحم أيامنا بكثير من المهام، ونجد أنفسنا مضطرين إلى إنجاز عدد من المهمات في اليوم الواحد، وفي أيام كثيرة نجد أننا لن نتمكن من تأجيل أي عمل إلى يوم آخر بسبب ازدحام بقية الأيام بالعمل؛ لذلك يجب أن يكون لديك الإرادة والالتزام لكي تتمكن من إنهاء العمل في اليوم نفسه.
ولكي تتمكن من هذا الأمر يجب أن تطبق بعض العادات التي تعينك على هذه المهمة، وقد يصعب الأمر في البداية، لكنه سيسهل، ويكون في حيز التنفيذ فيما بعد، فأنت الآن تبني عادة، وبعد ذلك تسير العادة بطبيعتها، وتجد نفسك تنفذها دون أن تجد أي مشقة في ذلك، فهيا بنا مع أول عادة من العادات الإيجابية التي تزيد الإنتاجية.
تعلم كيف تحول مهامك إلى عادات
تعيقنا فكرة الإجبار على المهام المطلوبة منا عن تنفيذها أو إكمالها إلى النهاية أو حتى إكمالها بالإتقان المطلوب، ونحاول محاولات حثيثة لكي نتفاعل على هذه المهام؛ لنتمكن من إنجازها دون أن نعاني كل هذه المعاناة كل يوم، فمثلًا عندما تطلب منك مجموعة معينة من المهام أو التاسكات في العمل، مثل أن ترسل إيميلات إلى مجموعة من العملاء كل يوم في الوقت نفسه، فما الذي يجعلك تنفذ هذه المهمة كل يوم وفي التوقيت نفسه دون أن تشعر بأنك تعاني معاناة كبيرة.
إنها العادة يا صديقي العزيز، فكم من مهمة لم تنجز؛ لأن الشخص الذي يقوم بها لم يجد الدافع لإكمالها، وعندما تقيس هذا الأمر على نفسك تجد أنه من الصعب أن تجد الدافع اللازم لإنجاز مهمة معينة، فما الحل إذن؟
يكمن الحل في أن تحول هذه المهمة إلى عادة، وأن تدخل في عقلك من بداية اليوم أن لديك اليوم مجموعة من المهام التي يجب أن تنفذها، ويجب أن تضع في حسابك أيضًا أنها مهام مطلوبة منك كل يوم، وليس هذا اليوم فقط؛ إذن التعامل مع المهام بمنطق العادات قد يسهل من معاناتها أو صعوبة تنفيذها أو صعوبة الصبر على تنفيذها إلى النهاية.
العادات السيئة والإنتاجية
وفقًا لمن يعمل أعمالًا مكتبية كالكتابة على الكمبيوتر أو ما شابه ذلك يكون لديه بعض العادات التي قد تكون إيجابية، وفي الوقت نفسه عند الإفراط فيها تتحول إلى سلبية؛ منها إضاعة الوقت في غير فائدة أو أخذ قسط من الراحة أطول من اللازم بين كل مهمة والمهمة الأخرى؛ لذلك يجب أن تتخلص من عاداتك السيئة التي تعيق تنفيذ المهام وتضعف من إنتاجيتك.
تعزيز الإنتاجية بالتقويم
أشرنا فيما سبق أن من أسباب عدم الإنتاجية البارز إضاعة الوقت في غير فائدة، وأن تنفذ مهمة معينة في وقت أطول من اللازم؛ لذلك نسعى الآن إلى بناء عادات إيجابية من أجل الإنتاجية باستخدام التقويم؛ وذلك بأن تقسم المهمات إلى مهام يومية، وكذلك مهمات مرتبطة بأيام معينة.
نمتلك على هواتفنا الذكية تطبيق التقويم، فيمكنك وضع أسماء المهمات في الأيام المخصصة لها حتى يذكرك هاتفك بميعاد المهمة وميعاد اقترابها، هذا بالنسبة للمهام التي ستنفذها في الأيام القادمة أو على مدى الأسبوع الحالي، أما بالنسبة للمهام الخاصة باليوم فيمكنك استخدام التقويم لوضع كل مهمة في ساعة معينة حتى لا تتكاسل عنها، وتنفذها في الساعة المحددة؛ لأن الشيء المحدد يكون قابلًا للتنفيذ أكثر من الأمر غير المحدد في وقت معين.
وكن على علم أنك إن لم تضع توقيتات معينة للمهام اليومية سواء المرتبطة بالعمل أم الدراسة فسوف تجد نفسك قد وصلت إلى نهاية اليوم سريعًا، ولديك كثير من المهام التي لم تنفذ بعد.
الإنتاجية والكمال
من أكثر الأمور تدميرًا للإنتاجية هو السعي إلى الكمال؛ وذلك بأن يرسخ في عقلك أنه يجب عليك إنجاز المهمة كلها على الوجه الأكمل، وإلا فلن تنفذها، وهذا أمر خاطئ؛ لأن السعي إلى الكمال والهوس به قد لا يجعلك تبدأ يومك بعادات تزيد إنتاجيتك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.