كيف تؤثر الرياضة والتأمل في زيادة الإنتاجية؟

شاهدت ذات مرة لقاءً تلفزيونيًّا -في إحدى منصات التواصل الاجتماعي- للفنان أحمد عز، وكان يقول إنه يمارس الرياضة بانتظام، ليس لبناء جسم صحي وقوي فحسب، ولكن لأن المجهود المبذول في الرياضة وداخل صالات الجيم والعرق الذي يسيل من كل منطقة من الجسم يؤثر في حالته المزاجية.

لذلك نستعرض في هذه السطور تأثير الرياضة في الإنتاجية والطاقة الإيجابية. فيمكن أن تكون في عمل ما وتجلس أمام جهاز الكمبيوتر لتنهي بعض التقارير المطلوبة منك، ولكنك موجود بجسمك فقط، أما ذهنك فغائب. فهل السبب عدم إتقانك العمل؟ أم أن السبب نفاد الطاقة الإنتاجية لديك؟

تأثير الرياضة في الإنتاجية والطاقة الإيجابية

تُعد الإنتاجية نوعًا من أنواع الطاقة. فبغض النظر عن قدرتك على الإنتاج والإبداع في العمل أو حتى في التحصيل الدراسي، فسوف تجد دائمًا أن مستوى إتقانك هذا متغير وليس ثابتًا على معدل واحد. فتارة تجد نفسك في قمة النشاط والحيوية، فتنجز في وقت قصير ما تعجز عن إنجازه في وقت أطول، وفي أحيان أخرى تجد أنك غير قادر على العمل، فأنت ذلك البالون الفارغ من الهواء الخالي من الطاقة الذهنية التي تعينك على الإنتاج. وينطبق الحال على الطاقة البدنية في الألعاب الرياضية. فهل تعرف لاعب كرة قدم مثلًا يقدم الأداء نفسه في كل مبارياته؟ بالطبع لا. 

تؤثر الرياضة في زيادة الإنتاجية والطاقة الإيجابية للفرد

لذلك، تدخلنا هذه المقدمة في موضوع مقال اليوم، فكما تؤثر الظروف القاسية في صحة وإنتاجية العمال، نجد التأثير الفعال للرياضة في الإنتاجية والطاقة الإيجابية. ولا نقصد هنا بالرياضة المنافسة على كأس أو درع، وإنما المقصود هنا الرياضة التي تنشط عضلات الجسم، مثل اللعب في الجيم أو الجري لمسافات طويلة في الطريق أو غيرها من الرياضات التي تهتم بتحريك أجزاء الجسم، دون الرياضات التي يتنافس فيها الفرد مع غيره. 

كنت أجد من يرتدي الملابس الرياضية ويضع سماعة الأذن في أذنيه ويركض على كورنيش الإسكندرية، فلم أكن أفهم المقصد أو الغرض من كل هذا الركض. ولكن بعد أن عرفت تأثير الرياضة في الإنتاجية والطاقة الإيجابية تأكدت أن هؤلاء الأشخاص لا يهدرون أوقاتهم ولا طاقاتهم هباءً. بل إن من وراء هذا الجهد كثيرًا من الاستفادة. ونتحدث هنا على كم الطاقة الإيجابية التي يتمتع بها الفرد في أثناء يومه، ولاسيما إن كان معتادًا على تلك الرياضة.

مميزات ممارسة الرياضة للإنتاجية

  • الرياضة تحسِّن الحالة المزاجية. فممارسة الرياضة حتى ولو تمارين بسيطة قادرة على إفراز الهرمونات المسئولة عن السعادة، والمقصود هنا مادة الدوبامين على رأس تلك المواد. 

  • تدخل في مجتمعات صحية تهتم بالرياضة، وتبني علاقات بأناس لهم الاهتمامات نفسها؛ ما يشجعك على المضي قُدمًا في الرياضة والاستفادة من تأثيرها أطول مدة ممكنة أو ربما باستمرار.

  • تعزز الرياضة المهارات العقلية مثل القدرة على التفكير، والتحليل، وتحسين مستويات الذاكرة. 

  • من تأثير الرياضة في الإنتاجية والطاقة الإيجابية تقليل الإجهاد النفسي، وعدم الشعور بالاكتئاب أو الحزن المستمر. 

أهمية التأمل والاسترخاء في حياة مزدحمة

إن كنت قد شاهدت أحد المسلسلات أو الأفلام، ووجدت مجموعة من الأشخاص يتقدمهم مدرب أو مدربة يجلسون على الأرض في حالة من السكوت والسكينة، فأنت في حضرة إحدى جلسات اليوجا. وإن سألت عن فائدة تلك الجلسات تجد أنها من تمارين التأمل. لذلك، نتناول في النقاط التالية أهمية التأمل والاسترخاء في حياة مزدحمة. 

يساعد التأمل على التخلص من الاكتئاب والقلق والأرق

  • التأمل يعينك على البقاء في اللحظة الحالية، وعدم الهروب منها. فهذه هي المرحلة التي يكون الإنسان فيها في حالة من الصفاء الذهني بعيدًا عن ضجيج الحياة وزحامها. ولكن، يمكنك القيام بكثير من تمارين التأمل، ومنها تمارين اليقظة الذهنية التي تشعر فيها بكل ما حولك من أشياء تبصرها وأشياء تسمعها وأخرى تلمسها وغيرها. 
  • يساعدنا التأمل في التخلص من كثير من الأمراض النفسية، أو في الأقل الحد من قوتها، مثل الاكتئاب والقلق المزمن والأرق وارتفاع ضغط الدم الناتج عن التفكير الزائد في أمور الحياة التي حدثت في الماضي التي سوف تحدث في المستقبل سواء القريب أو البعيد. 

  • يساعد التأمل والاسترخاء في علاج بعض الحالات الطبية، مثل حالات الربو وحالات الالتهاب العضلي والتهاب المفاصل. فقد نجد أن هذا الكلام غريب نوعًا ما، ولكنها حقيقة علمية مثبتة وليست مجرد آراء أشخاص غير متخصصين علميًّا في هذا الأمر. 

  • من أهمية التأمل والاسترخاء في حياة مزدحمة أنه يجعلنا واعين باللحظة الحالية، وذلك بالوعي الذاتي. فسوف تصب كل تركيزك في اللحظة الحالية بعيدًا عن الحسابات المعقدة والمقارنات التي تحدث لك عندما تصب تركيزك في الماضي وأخطائه وإخفاقاته، وعلى المستقبل ومخاوفك وقلقك من أحداثه. 

  • يعمل التأمل والاسترخاء على تحسين مستويات الانتباه لدى الفرد، والقدرة على العمل الذي يقوم به حاليًا. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة