تخلق الرطوبة العالية ودرجات الحرارة التي تزيد على 30 درجة مئوية والمياه الراكدة الظروف المثلى لتكوين الأغشية الحيوية وانتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات، حتى على الأسطح التي تبدو «جافة». وتلقي ثلاث دراسات حديثة الضوء على كيفية تأثير البيئات المصغرة الداخلية على نمو البكتيريا، ولماذا غالبًا ما تقصر تدابير التحكم التقليدية؟
دور الأغشية الحيوية في انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
في دراسة أُجريت عام 2022 (IJERPH)، فحص الباحثون آثار الرطوبة ودرجة الحرارة والتهوية على نمو البكتيريا في خزانات التخزين تحت 34 درجة مئوية و90 % رطوبة نسبية (RH)، وزاد عدد البكتيريا بمقدار 262 ضعفًا مقارنة بخط الأساس. ومع ذلك، حتى التهوية المعتدلة قلَّلت على نحو كبير من الأحمال البكتيرية -أكثر من تقليل الرطوبة وحدها- ما يسلط الضوء على قوة حركة الهواء في التحكم الميكروبي.
التحديات في تدابير التنظيف التقليدية بالمستشفيات
ركَّزت المراجعة المنهجية عام 2023 (JHI) على الأغشية الحيوية ذات السطح الجاف (DSBS)، الموجودة على الأسطح مثل الستائر والأسرَّة وأسطح العمل في وحدات العناية المركزة، على الرغم من أنها تبدو جافة، فإن هذه الأسطح تحتوي على بكتيريا قابلة للحياة ولكنها غير قابلة للزراعة (VBNC)، ولا يمكن اكتشافها بواسطة طرق الاستزراع القياسية.
ومن المثير للقلق أن 78 % من بروتوكولات التنظيف والتطهير فشلت في القضاء على البكتيريا القابلة للزراعة من DSBS؛ ما يشكك في موثوقية المراقبة البيئية الحالية.
استراتيجيات تنظيف متقدمة للتعامل مع الأغشية الحيوية
في دراسة أُجريت عام 2024 على الغرويات والأسطح (ب)، تعرضت الأغشية الحيوية للزائفة فلوريسينس لمستويات مختلفة من رطوبة نسبية الهواء لتقييم قابلية البلل، وكشفت النتائج عن أن الرطوبة العالية قلَّلت نفاذية مصفوفة الأغشية الحيوية في الماء؛ ما قد يحد من تغلغل المطهرات وفاعليتها. غيَّر محتوى الماء مباشرة السلوك الفيزيائي للأغشية الحيوية وتفاعله مع سوائل التنظيف.
التحسينات البيئية لتقليل خطر العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية
تتلاقى هذه الدراسات معًا على رؤية نقدية: توجد البيئات الدقيقة التي تدعم نمو الأغشية الحيوية، الرطوبة المحبوسة، ودرجات الحرارة المرتفعة، والحد الأدنى من تدفق الهواء بشكل شائع في أحواض المستشفيات، والمصارف، ورؤوس الصنابير، ومصائد الأرضيات، ورؤوس الدش، وقنوات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء. تخلق البنية التحتية سيئة التصميم خزانات من الرطوبة المتبقية، غير مرئية للعين ولكنها نشطة بيولوجيًا.
ويؤدي استمرار مسببات الأمراض القابلة للحياة في مثل هذه الظروف إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية (HAIS). فضلًا على ذلك، فإن اعتمادنا على طرق الاستزراع السطحي والنظافة المرئية يتجاهل البنية المرنة للأغشية الحيوية التي تقاوم المنظفات وتتجنب اكتشافها.
ويُعد فهم الدوافع البيئية لبقاء الأغشية الحيوية -وخاصة المياه الراكدة والحرارة والرطوبة- أمرًا ضروريًا لإعادة تصميم البنية التحتية وتحسين المراقبة وتطوير استراتيجيات تنظيف أكثر فاعلية. كما تظهر هذه الدراسات، فإن المشكلة ليست مجرد وجود البكتيريا، إنها النظام الذي يسمح لها بالازدهار دون أن يلاحظها أحد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.