وباء الجراد.. متى بدأ وكيف نكافحه؟

تعرضت دول عدة مؤخرًا لأزمة اقتصادية شديدة الخطر بسبب انتشار "وباء الجراد"! وقد هاجمت أسراب لا حصر لها من الجراد مناطق عدة في العالم، فأتت على المحاصيل الزراعية.

تاريخ بداية وباء الجراد

ولم يكن وباء الجراد هو الأول من نوعه، فلقد تعددت تلك الغارات والهجمات الجرادية من قبل، وأشهرها ما حدث في أواخر الخمسينيات، وأواخر الستينيات، وأواخر السبعينيات، وقد تسبب كل منها في إحداث الأضرار والتلفيات. ولكن وباء الثمانينيات يُعد أخطرها؛ نظرًا لاتساع الرقعة المعرضة لهجمات الجراد، إذ هدد جميع دول إفريقيا وغرب آسيا.

لقد بدأ الوباء الأخير في أوائل عام 1987م، مع الجو المناسب من الحرارة والأمطار، وقد أدت غزارة الأمطار إلى انفجار رهيب وزيادة في أعداد الجراد الصحراوي في إقليمي أريتيريا وتيجري بإثيوبيا.

إن الجراد يحتاج إلى تربة رطبة تساعد على عملية فقس البيض، كما يحتاج إلى وفرة الأعشاب لتتغذى عليها الصغار.

أنواع أسراب الجراد

وقد تحركت هذه الأعداد في أسراب، ويتألف السرب الواحد من ملايين عدة تصل إلى ألف مليون، وأحيانًا خمسين ألف مليون، ويغطي السرب الواحد مساحة حوالي 1000 كلم²، والأسراب نوعان:

  • النوع الأول السرب الطبقي: يُرى في الظروف الجوية الغائمة وفي وقت العصر بعد أن يبرد الجو، وهذا النوع هو مساحة مسطحة من أفراد الجراد المتراص، ويطير على ارتفاع منخفض لا يزيد على 300 م عن سطح الأرض، وكثافة هذا النوع كبيرة في أثناء الطيران إذ تصل إلى 10 جرادات في المتر المربع.
  • النوع الثاني السرب الركامي: يُرى في الظروف الجوية المشمسة، وتتراكم أفراده بعضها فوق بعض في الجو، فتكوِّن ما يشبه البرج.

شكل سرب الجراد الطبقي

وهذا النوع يطير على ارتفاعات عالية قد تزيد على 1000 متر من سطح الأرض، وكثافة الأفراد من هذا النوع تكون بسيطة، نحو 0.01 جرادة في المتر المربع.

لماذا يهاجر الجراد؟

وأهم العوامل التي تسبب هجرة الجراد:

  • تغير الظروف المناخية.
  • موسم الشتاء غير مناسب لحياة الحشرات.
  • تغير الوضع الجغرافي للبيئة، كأن تتحول الأراضي العشبية إلى أراضٍ جرداء.
  • انقضاء مصدر الغذاء، عندما يكون الغذاء مؤقتًا، كالأزهار أو الفطريات أو غير ذلك.
  • عدم توافر المناخ المناسب لمزاولة الحشرة بعض أنشطتها، كالنشاط التناسلي مثلًا.

مكافحة وباء الجراد

ولعلَّ أبرز المواد الكيميائية التي أُنتجت لمقاومة الجراد مادة "الديلدرين"، وهي مبيد قوي يستمر تأثيره لعدة أشهر، ولكن مشكلته أنه سام، وعندما يُوضع على الأرض يقتل جميع الحشرات والكائنات التي تأكل منه، وهذا ما دعا كثيرًا من الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى حظر استخدامه ومنع الدول الأخرى من استخدامه، بالرغم من الخطر المحدق نتيجة لتفشي هذا الوباء.

أما المبيدات التي تُستخدم الآن، فإنها ضعيفة ولا يمتد تأثيرها إلا لبضعة أيام من رشها.

إن الجرادة تأكل قدر وزنها يوميًّا من المزروعات، وقد يزيد على وزنها في مرحلة النمو، وهذا يعطي مدى الخسارة التي تحل بالزراعات نتيجة سطو أسراب الجراد التي يتعدى تعدادها الألف مليون للسرب الواحد، وتزن الجرادة الواحدة نحو الجرامين.

جرادة تأكل المزروعات

أما دورة الحياة في الجراد، فإنه عندما يبلغ مرحلة النمو يبدأ في التزاوج. ولا تضع الأنثى بيضها في التربة الجافة أو المغطاة بالماء، بل تضعها في تربة رطبة، وتشرع الأنثى بدك الأرض عن طريق مؤخرة الجسم لعمل حفرة صغيرة، ثم تفرز مادة غروية تفرش بها بين 20 و100 بيضة، ثم تخرج الحوريات بلون أخضر، فتتجمع وتأكل ما يقابلها من نباتات خضراء، ويتعرض الجسم لخمسة انسلاخات حتى يسود لونه مع وجود بقع خضراء مصغرة، وبعد الانسلاخ الأخير ينتج الطور اليافع (جرادة مكتملة النمو)، وهو ذو لون أحمر مصفر.

ومدة الحياة من 12 إلى 70 يومًا، خاضعة لدرجة تشبع الجو بالرطوبة.

المرجع

ص ص : 52-48 كل سؤال وله جواب، مصطفى عاشور، الجزء الرابع، مكتبة ابن سينا

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة