كيف أعرف أي مجال مهني وأي عمل أُتقنه؟

المسار المهني هو وظيفة أو سلسلة وظائف يتولاها الفرد في أثناء سنين عمله، إلى أن يحين سن التقاعد الذي يتراوح غالبًا بين (60 - 65) عامًا حسب الدولة والقطاع.

وهو يشمل نمط العمل الذي يؤديه، وماهية النشاطات المرتبطة بهذا العمل، وهو يتطور بالوقت. والمسار المهني هو أحد القرارات المصيرية المهمة التي يتخذها الإنسان لأنه يبني على أساسه حياته، فعليه اتباع خطوات محددة لتحديد مسار مهني يناسبه ويحقق عن طريقه طموحاته.

اقرأ أيضًا: هل تم رفضك في اختبار وظيفة من قبل؟.. 8 أخطاء شائعة يجب الابتعاد عنها

ولا تقلق من خوفك حول المسار المهني، خصوصًا لو كنت في بداية رحتلك المهنية أو إذا لم تجد بعد المهنة التي تناسبك من بين المهن التي عملت بها، فكثيرًا ما يخطر أو كان يخطر ببالنا جميعًا أسئلة من هذا النوع (ما الخطوة الصحيحة؛ الوظيفة أم العمل الحر؟ هل أجد مجالًا مهنيًّا يناسبني فعلًا؟ هل البحث عن مجال العمل المناسب سيساعدني ويهيئني للعمل؟ وغيرها من الأسئلة الشائعة بين كثير منا.

في هذا المقال سوف نتطرق إلى أهم النقاط التي سوف تضعك على بداية الطريق، وتحد من أفكارك المشتتة، وهو ما سيسهم في اختيارك لمسار مهني صحيح، وانتقاء المجال الذي يناسب شخصيتك ويحقق لك النجاح.

خطوات تحديد المسار المهني

أولًا: اكتشف نفسك وتعرَّف عليها "حدِّد شغفك الذي يلائم مستقبلك".

حدِّد نقاط قوتك وتعرَّف على مهاراتك ومواهبك التي تفيدك مهنيًّا، ولإتمام ذلك على نحو سليم عليك وضع عدة أسئلة لنفسك والإجابة عنها بدقة ووضوح، وهي:

اقرأ أيضًا: 5 من أغرب الوظائف الموجودة في العالم

ما الذي تحب القيام به وتستمتع في أثناء قيامك به؟

- تعرَّف على مهاراتك الشخصية المهنية، مثل مهارة إدارة الوقت ومهارة إنجاز العديد من المهمات في وقت قصير أو مهارة التعامل في فريق عمل والقدرة على حل المشكلات... إلخ.

- تعرَّف على مهاراتك التقنية، مثل تحليل البيانات، التصوير، تصميم صور، الدوبلاج، تعلم اللغات، التسويق، الكتابة... إلخ.

- ما الذي يجذب اهتمامك؟ ما المجالات التي تحب وتستمتع في أثناء القراءة عنها والعمل بها، ولديك شغف وحب استطلاع نحوها؟ مثل التكنولوجيا أو الفن أو التصميم... إلخ.

- هل يوجد عمل تحب القيام به دون تقاضي أجر؟ فالعمل التطوعي يساعدك بنسبة كبيرة في اكتشاف اهتماماتك، وما الأشياء التي تتحمس للقيام بها.

- راقب نفسك وقت فراغك، ما الذي تحب القيام به، ما هوايتك؟ هل لديك هواية يمكن أن تتحول إلى مهنة؟

بعد القدرة على الإجابة إجابات محددة لتلك الأسئلة والانتهاء منها، سوف تستطيع حصر وتقليل المجالات الواسعة والكثيرة من حولك وتقلِّل التشتت بينها، وهذا بإجرائك بحثًا مفصلًا وشاملًا عن كافة الوظائف والمجالات التي تناسبك بناء على تلك الأجوبة، وبذلك تحديد باقي النقاط التالية.

اقرأ أيضًا: أكثر الوظائف طلبًا في العالم

ثانيًا: حدِّد أولوياتك واهتماماتك المهنية "التفضيلات"

الأولويات المهنية هي إجابة عن سؤال (ماذا تفضل؟)، ما شكل بيئة العمل؟ المكان مصنع أم مكتب أم شركة أم جمعية؟ فريق عمل أم وظيفة فردية الأداء؟... إلخ، فبعض الأسئلة يجب أن تجيبها مباشرة على نفسك لتتمكن من البحث على نحو أفضل. فاختيار بيئة العمل المريحة في أغلب الأحيان أهم من العمل نفسه، ومن أهم الأسئلة:

- أيهما أولى؛ المرونة في العمل أم القواعد والالتزام؟

- أيهما تختار؛ وظيفة روتينية أم وظيفة تطوِّر فيها نفسك؟

- ما الراتب الذي تقدِّر به مهاراتك وعملك؟

- هل تلك الوظيفة ستحقق لك أهدافك المهنية بعيدة المدى؟

- أيهما يناسبك؛ الدوام الكلي أم الجزئي؟

- ما نظام الإجازات التي تناسب ظروف معيشتك؟

أدرج وضع كل الأسئلة التي تتعلق ببيئة العمل وبالوظيفة وتهمك الإجابة عنها، بعدها ستتقلص دائرة بحثك للغاية.

اقرأ أيضًا: تعرف الأن على تسعة وظائف للعمل من المنزل.

ثالثًا: تعرَّف على المسارات المهنية المناسبة لك "فرصتك المهنية"

بعدما تعرفت على نفسك وحدَّدت شغفك وأهم ما يصف المسار المهني المتوافق مع حياتك وشخصيتك، الآن يمكنك أن تتعرف على المسارات المهنية التي ترغب في خوضها، وتُبنى على نقاط عدة قائمة على أساس ما سبق:

- ما المهنة التي تناسب شغفك وموهبتك؟

- هل يوجد مجال دراسة متعلق بها؟ أو هل هي تتعلق بمجال دراستك الحالي؟

- ما المهنة التي ستتمكن عن طريقها من تحقيق ذاتك على النحو الذي ترغب به؟

- هل هذه المهنة شائعة في سوق العمل أم مجهولة؟

رابعًا: قيِّم المسارات المهنية من جميع الجوانب "نقاط القوة"

من الطبيعي للغاية أنك لن تكون متيقِّنًا من المسار الذي ستختاره بنسبة 100%، على الأرجح ستكون النسبة كبيرة ولكن ليست كاملة، عليك تجربة هذا المسار أولًا لتتمكن من الحكم عليه، وأن تراقب كل ما حددته مسبقًا من آلية عمل وبيئة العمل -الموظفين والإداريين- وهل ستتمكن من التكيف في بيئة العمل تلك؟ وهل توجد نقاط قوة حقيقية؟

اقرأ أيضًا: 5 خطوات أساسية لإيجاد الوظيفة المثالية

 خامسًا: هل الوظيفة مستمرة في المستقبل أم ستنقرض؟

خاصة إذا كان العمل متعلقًا بالمجال التكنولوجي، تحدث الآن تغيرات عالمية كما نرى، وليس هذا المجال فحسب بل أصبح الأمر ينطبق على كافات المجالات المهنية، فلا بد أن تضع هذا الأمر في عين الاعتبار، وتكون على علم ودراية كافية بأن كثيرًا من الوظائف التي كانت مطلوبة على نحو كبير بالأمس استُبدلت اليوم ولا يعمل أحد بها.

ففي ظل تسارع وتيرة التقدم التكنولوجي والتغيرات الاقتصادية العالمية، أصبحت القدرة على فهم وتحديد التوجهات المستقبلية لسوق العمل العالمي أمرًا ضروريًّا ولازمًا لاتخاذ القرارات المهنية الفعالة والمستدامة.

ختامًا، رغبتك في بناء مسار مهني ناجح وقوي، هو أمر ليس سهل التنفيذ، ولكنه ليس مستحيلًا، فقط كل ما تحتاج إليه وضع أهداف ذكية. تخيل رؤية واضحة لمستقبل المسار الذي ترغب في بدئه، ضع خطتك على أسس قوية؛ فهي الإجراءات التي ستنقلك من كل مرحلة للتي تليها.

وعليك أن تتحلى بالصبر والمثابرة عند تنفيذها لتقوم بها على النحو المضبوط، واجعلها مرنة وقابلة للتغير، أي يجب أن توجد خطة بديلة، في حالة حدوث أي تغيرات طارئة، حدِّد وقتًا لخطتك، أشهرًا أو سنة، وطوِّر مهاراتك سواء الشخصية أو التقنية التي ستمكنك من النجاح في خطتك المهنية، فالعالم في تطور مستمر، ولكي تنجح لا بد أن تواكبه بفكرك وأسلوب عملك.

وأخيرًا كوِّن علاقات مهنية جيدة وقوية؛ لأنها ستساعدك كثيرًا في اكتساب الخبرات وزيادة المعرفة، وكلما تطورت في عملك كان بناء علاقات قوية وسمعة جيدة لنفسك أهم، وابق دائم التطلع على تطورات مسارك المهني.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة