على مدار العصور ينقسم البشر إلى مجموعة من الطبقات؛ منها الطبقة الحاكمة والأثرياء وأصحاب النفوذ، ومنها طبقة عامة الشعب، بطبيعة الحال تستفيد الطبقات العليا من السلطة، في حين تعاني الطبقات الدنيا بنسب متفاوتة بين كل عصر وعصر، وفي هذا المقال سوف نوضح أثر تقسيمات المماليك في استقرار الدولة؟
قسمت طبقات الشعب في عصر المماليك إلى طبقات عدة كونت المجتمع، وكانت توجد إمكانية انتقال فرد من طبقة إلى أخرى، بل يمكن القول إن المماليك على الرغم من انعزالهم عن المصريين عامة، فإنهم انخرطوا مع أكثر من طبقة كما سنوضح فيما يأتي.
كيف أثرت تقسيمات المماليك في استقرار الدولة؟
لكي نتعرف في الحديث إلى أثر تقسيمات المماليك في استقرار الدولة يجب أن نذكر كيف كانت تلك التقسيمات؛ أي ما التقسيمات الخاصة بطبقات الشعب والناس أيام المماليك، وتأتي التقسيمات على النحو التالي:
طبقة المماليك: كما هو ظاهر من اسمها، فهي مخصصة للماليك فقط، وتتكون من السلطان المملوكي والأمراء وكل القيادات في القصر السلطاني والقيادات العسكرية المنتمية إلى المماليك، وكانت تعيش هذه الطبقة حياة البذخ والترف، وكانوا يتمتعون بغالبية خيرات البلاد.
طبقة المعممين: وهي طبقة العملاء والفقهاء التابعين للقصر الملكي، وبعد مرور الزمن وجد بعض المماليك في هذه الطبقة مستغنين عن مكانتهم في طبقة الملوك والأمراء، وكانوا يتمتعون بنفوذ كبير في الدولة، ويتلقون الاحترام من السلاطين، ومن أثر تقسيمات المماليك في استقرار الدولة أن كان المماليك يقربونهم إليهم لإحساسهم بأنهم أغراب عن البلاد التي يحكمونها سواء في مصر أم الشام؛ لذلك كانت تغدق عليهم الهدايا والرواتب العالية، وكانت حياتهم في قمة الرفاهية.
طبقة التجار: تلك الفئة التي أسهمت إسهامات كبيرة في بناء المجتمع المصري، وموّلت الجيوش في الظروف الصعبة وفي التصدي للمغول والحملات الصليبية، ويتكون معظمها من الشعب المصري أو الشامي في الشام عامة، وكانوا من الطبقات الثرية في عصر المماليك نظرًا لنشاط الحركة التجارية، حتى إن السلاطين كانوا يتقربون إليهم، ويتخذونهم في كثير من مجالسهم، بل وصلت بهم الحال في أحيان كثيرة إلى الرغبة في مصاهرتهم.
طبقة أصحاب المهن والحرف: وجد في عصر المماليك نظام النقابات التي كانت تضم كل حرفة في نقابة منفصلة، تنظم هذه النقابات حقوق هؤلاء الحرفيين، وتحصر أعدادهم وتقدم يد العون لمن يحتاج منهم إلى المساعدة، وكانت تنظم العلاقة بين بعضهم البعض وبينهم وبين الجمهور الذي يتعامل مع حرفتهم، وكانت الحرفة منغلقة على نفسها حتى لا ينافسهم أحد فيها من خارج دائرتهم، وكان لهم شيخ يرجع إليه في حل النزاعات التي تنشب بين أصحاب المهنة أو الحرفة الواحدة.
طبقة العوام: ويمثلون معظم الشعب، وكانت تزدحم الشوارع بالمشردين والمعدمين وشبه المعدمين والباعة الجائلين؛ فكل هؤلاء كانوا ينتمون إلى طبقة العوام، وكان منهم من يشحذ على الطرقات.
وكانوا يعيشون في ظروف مادية واجتماعية قاسية، بل إن منهم مشردين كما ذكرنا، لا مأوى لهم سوى شوارع قاهرة المعز، وكانوا في حال احتياج دائمة كانت تضطرهم في أحيان كثيرة إلى النهب والسلب لكل ما يمكن أن تطوله أيديهم حتى إنه وجد عند بعض التجار كثير من الحراس الذين عينوا من أجل المحافظة على التاجر وعائلته وما يملكه في مواجهة تلك الشرذمة.
طبقة الأقليات الدينية: وهم المسيحيون الذين كانوا بمنزلة مجتمع منغلق على نفسه، يمارسون أنشطتهم الدينية والاجتماعية داخل الأديرة والكنائس، أما اليهود فقد كانوا أكثر انفتاحًا على الطبقات الأخرى نظرًا لعمل معظمهم في التجارة وقدرتهم على جمع الثروات الكثيرة.
طبقة الفلاحين: وهم أيضًا من الطبقات المعدمة التي كانت تعيش حياة صعبة وظروفًا قاسية بالمقارنة بالمماليك الذين كانوا حكامًا عليهم في الأقاليم، وكانوا يُحكمون بكثير من القوانين الصارمة، ومنها عدم القدرة على لبس بعض الملابس التي كانت تميز المماليك عن غيرهم.
طبقة الأعراب: وهم البدو الذين كانوا يسكنون الصحراء، وقد كانوا على خلاف دائم مع المماليك، وكانوا يتعاملون معهم على أن أصولهم مجموعة من الرقيق؛ لذلك كان الصدام يحدث دائمًا بين الفريقين وحدثت بينهما كثير من المعارك التي كانت الغلبة في معظمها للمماليك.
من أبرز سلاطين كل حقبة من دولة المماليك؟
شجرة الدر: كانت جارية في عهد الدولة الأيوبية، ثم أصبحت زوجة الملك صالح نجم الدين أيوب، وبعد ذلك تآمرت على توران شاه آخر السلاطين الأيوبيين، وبعدها أصبحت أول سلطانة من سلاطين المماليك.
الظاهر بيبرس البندقداري: وهو من أبرز سلاطين دولة المماليك، ومن أهم إنجازاته هزيمة الصليبيين في معركة المنصورة.
سيف الدين قطز: وهو من أشهر السلاطين في الدولة المملوكية البحرية، وله الفضل في الفوز في معركة عين جالوت التي كسرت شوكة المغول.
سيف الدين بن برقوق الشركسي: وهو من أشهر المماليك البرجية، وله الفضل في البنايات المعمارية التي تعد من الآثار الإسلامية المعروفة الآن، وأيضًا له الفضل في التصدي للحملات الصليبية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.