مما لا شك فيه أن اللغة هي البوابة التي تَلِجُ من طريقها ثقافة كل بلدٍ عالمَ الأخرى، فيحصل بذلك مفهوم تواصل الثقافات وتلاقحها، ويصبح العالم كأنه قرية صغيرة، بغض النظر عن بُعد المسافات والمساحات الشاسعة، ولكن...
اقرأ أيضًا الترجمة من اللغة الرئيسية إلى اللغة الصغرى
تعَلُّم لغة أخرى غير لغتنا الأم
كلنا نريد تعَلُّم لغة أخرى غير لغتنا الأم، لأنه كما يُقال «تعلم لغة جديدة معناه امتلاك عالم جديد»، ولهذا نحاول باستمرار اغتنام كل الفرص بمختلف الوسائل في سبيل التعلُّم، وخصوصًا في هذا العالم الرقمي، الذي باتت عناوينه المثيرة تسرق نصف حماسنا، فتجد مَن يكتب على مقاطع فيديوهاته «تعلم الفرنسية في ستة أيام».
وآخر يكتب «أفضل طريقة لتتكلم بجميع اللغات في 24 ساعة». صحيح أن الأمر مبالغ فيه، لكن وجب الإشارة إلى أننا لا نحاول الآن التقليل من فاعلية نصائح غيرنا أو الاستهزاء بهم، بل نحن الآن نحاول أن نكون صريحين مع أنفسنا تجاه هذه المعضلة، ليكون العثور على حل فعَّال هدفنا الأسمى.
تتعدد الحلول وتتنوع أمامنا لِفَكِّ لُغزِ تعلُّم اللغات وإتقانها بُغية التواصل بها مع العالم الخارجي والانفتاح على باقي الثقافات، حيث الاكتشاف والإلهام ثم الإبداع.
إن الوسائل المقترحة من باقي الجهات لا تختلف كثيرًا عما سنتطرق إليه بعد قليل، فلكل طريقة درجات الفاعلية الخاصة ونجاحها حسب معايير معينة، لكن يبقى التقييم والانتقاد وحسن الاختيار بيد المتعلم، فهو القادر على تحديد مراكز كل الحلول ووضع كل طريقة في المكان الذي تستحقه.
اقرأ أيضًا اللغة العربية في لغة الهاتف المحمول
كيف نتعلم اللغات؟
نسْتَهِلُّ حديثنا بقول إن تعلم لغة معينة يحتاج إلى قدرة تحمل وصبر مع المداومة، إضافة إلى تجربة كل الحلول، فهذا كفيلٌ بتعجيل التعلم ثم الإتقان. وإن السر وراء هذا التعلم هو ربط اللغة المرغوب في الإحاطة بمختلف مكوناتها بمجال دراستك أو تخصصك بل حتى بعملك، وهذا الإعلان بشهادة مجموعة من التلاميذ بإحدى مدارس الثانوية بمدينة الزمامرة المغرب، إذ صرحوا بأن مستوى لغتهم الفرنسية على وجه الخصوص كان يتراوح بين الضعيف والمتوسط قبل سنة تقريبًا.
لكن ما إن اختاروا إحدى الشعب والتخصصات التي يُشترَط عليهم فيها دراسة معظم المواد باللغة الفرنسية، حتى لاحظوا أن مستواهم بدأ يتحسن شيئًا فشيئًا.
علاوة على ذلك إن قدراتهم على التواصل عرفت سهولة واحترافية لم تكن حاضرة من قبل، ذلك أن الكلمات بدأت تتضارب بداخلهم لتخرج من أفواههم، الشيء الذي جعلهم راغبين في ممارسة التمرينات فيما بينهم، كأن يختار أحدهم موضوعًا بسيطًا ويطرح الثاني إشكالية حوله، ليشمل الحوار الثالث والرابع ثم الخامس للإجابة عليهما، وإن كانت لغة أحدهم قاصرة، يتدخل مَن يعرف هذا القصور فيملأ تلك الفراغات، ليتحقق ما نسميه اليوم العمل الجماعي، الذي كان ولا يزال وسيظل مصدر التعلم والإبداع والتنمية والتخطيط والقوة والمتانة وكذا التعاون وإيجاد الحلول، فيصبح الحجر ذهبًا والشخص قويًّا وصلبًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.