ارتبط في أذهاننا مفهوما الإثارة والتشويق على أنهما مفهوم واحد أو وجهان لعملة واحدة، لكن في الحقيقة يوجد فرق كبير بين الإثارة والتشويق، ويجب أن تكون على علم بهذا الفرق ما دمت تنوي كتابة قصص الإثارة والتشويق، فكيف تفرق بينهما، وكيف تمزج بينهما في أحداث قصتك؟
ويوجد سؤال آخر ملح، ما نوع القصة الذي يشمل الإثارة والتشويق أو أكبر قدر منهما؟ أم أن قصص الإثارة والتشويق نوع من القصص موجود بذاته؟
هل حين تذهب إلى المكتبة لقراءة قصة قصيرة سوف تبحث في قسم الإثارة والتشويق عن قصتك المفضلة؟
ما قصص الإثارة والتشويق؟
تبنى قصص الإثارة والتشويق على فكرة الحبكة التي تثير فضول القارئ، وتجعله متعطشًا إلى مزيد، ويغرق في سيل من التوقعات لما هو قادم؛ فهي تبنى على عاملين؛ الإثارة العامل الأول، ثم التشويق العامل الثاني.
ومن ضمن عوامل نجاح قصص الإثارة والتشويق أنها تبنى على الإثارة أولًا، ثم تختم بالتشويق، ثم يذهب العاملان بالقصة إلى الذروة ثم النهاية.
لا يوجد نوع محدد من القصص القصيرة اسمه قصص الإثارة والتشويق، لكنهما عاملان يتحققان في القصة بغض النظر عن نوع القصة أو الفئة التي تنتمي إليها.
لكننا نستطيع القول إن أكثر القصص إثارة وتشويقًا هي القصص الخيالية التي تبنى أحداثها على أحداث خيالية بحتة؛ مثل: قصص السحر والقوى الخارقة وما إلى ذلك، وأيضًا نجد أن قصص الرعب توجد على رأس قائمة قصص الإثارة والتشويق، لكننا الآن نريد أن ندرك الفرق بين الإثارة والتشويق.
الفرق بين الإثارة والتشويق
أشرنا فيما سبق إلى أن الإثارة والتشويق عاملان يعززان قوة القصة، ويجذبان القارئ إلى إكمال القصة إلى النهاية ما دام الكاتب أتقن إقحامهما في أحداث القصة من البداية إلى النهاية.
وكن على علم أن من عوامل نجاح القصة القصيرة أن تبدأ بالإثارة، ثم يتبع الإثارة التشويق، وهذا ما يوضح الفرق بينهما، لكن كيف يكون ذلك؟
في البداية يبدأ الكاتب بخبر ما حول الشخصية بطلة القصة، وبعد مدة يظهر خبر مضاد للخبر الأول في القصة، هذه هي الإثارة، فهي تنشأ بين متضادين، أو خبر معاكس لخبر سابق.
حينها تنتهي الإثارة عند دخول القارئ قلب الأحداث، وحينها نبدأ التشويق، ويكون بتصعيد أحداث القصة بإبداع، فهو يندرج تحت بند الكتابة الإبداعية، فيكمل التشويق عنصر الإثارة الذي استخدم في بداية القصة.
لذا تستطيع أن تقول إن الإثارة الشرارة الأولى في عالم جذب انتباه القارئ، والتشويق النار الناتجة عن هذه الشرارة، وفيما يأتي سوف نتعرف إلى الأسلوب الذي تكتب به قصة إثارة وتشويق.
كيفية كتابة قصص الإثارة والتشويق
مقدمة قوية للقصة
عندما نرجع بالذاكرة إلى الخلف نجد أن أقوى القصص التي قرأناها من قبل كانت مقدمتها مميزة، وإذا رجعنا إلى السطور السابقة نجد أن القصة تبدأ بعامل الإثارة؛ وذلك بأن تحكي المقدمة، ويجب أن يتخلل الحكي عنصر الإثارة الذي يعطي القارئ المبرر؛ لكي يكمل بقية القصة، ويصل إلى النهاية.
فيجب تقديم الشخصيات والتلميح للمكان والزمان، وإعطاء نبذة عن الصراع الذي سوف يحدث بعد المقدمة، وتجعل الإثارة القرّاء قادرين على تخمين محتوى الصراع في القصة.
تطور الأحداث والعقدة
بعد أن ننتهي من المقدمة سوف ندخل في طور تطور الأحداث والعقدة، والعقدة ذروة الأزمات والتحديات التي يتعرض إليها أبطال القصة، حينها يتزعم عنصر التشويق هذه المرة زمام القصة وصولًا إلى نهايتها.
فيجب أن يحرص الكاتب على استخدام التشويق وتضمينه في الكتابة الإبداعية من أسلوبه الخاص؛ لكي يضمن جذب انتباه القارئ في كل كلمة يكتبها في هذه القصة.
يجب أن تجلس مع ذاتك جلسات متعددة، وتبدأ بعصف ذهني، ثم تفرغ ما نتج عن هذا العصف الذهني في ورق حتى وإن لم يكن مرتبًا، ثم تجلس مع ذاتك؛ لكي تبدأ في ترجمة ما توصلت إليه في أحداث القصة.
ولا مانع عند كتابة قصص الإثارة والتشويق أن تستعين بأصحاب الخبرة والمقربين؛ لكي تحصل منهم على أفكار عن القصة التي تكتبها، وعن صياغة أحداثها بمنطقية بعيدًا عن غير المنطقية التي تفقد القصة معناها، وتشعر القارئ بالإحباط عند قراءتها.
ذروة الأحداث
أشرنا فيما سبق أن ذروة الأحداث هي قمة العقدة في القصة، والنقطة التي يحكم القارئ بها على جودة القصة كلها، ويجب أن تكون مملوءة بعناصر الإثارة والتشويق حتى تزيد من متعة القراءة عندما تُقرأ، وتترك انطباعًا جيدًا عنها في النهاية.
نهاية قصص الإثارة والتشويق
نسرد في نهاية القصة الحل للعقدة التي وصلت إلى قمتها أو ذروتها، وحينها يجب أن يكون الحل مرضيًا بالنسبة للقارئ، وفي الوقت نفسه يكون غير متوقع حتى تشبع لديه غريزة حب التشويق والإثارة حتى آخر قطرة من قطرات القصة القصيرة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.