كيفية فتح متجر إلكتروني دون خبرة دليل شامل خطوة خطوة

أصبحت فكرة إنشاء متجر الكتروني والبدء في الربح من الإنترنت حلمًا يراود كثيرين، وعلى الرغم من أن التجارة الإلكترونية قد خطت خطوات واسعة، فإنه توجد كثير من الناس لا يملكون خبرة ويبحثون عن خطوات فتح متجر إلكتروني، فلم يعد امتلاك متجر حكرًا على الخبراء أو أصحاب الخبرة الطويلة، بل يمكن لأي شخص، حتى من دون خلفية تقنية أو تجارية، أن يبدأ مشروعه الرقمي بخطواتٍ مدروسة. وتعتمد الفكرة على فهم الأساسيات: اختيار المنتجات المناسبة، واستغلال أدوات التكنولوجيا الحديثة لتسويقها بذكاء، وتحويل الشغف إلى مصدر دخل حقيقي.

في هذا المقال، نوضح لك كيف تفتح متجرًا إلكترونيًا من دون خبرة سابقة، ونقدم لك دليلًا شاملًا يناسب المتاجر الإلكترونية للمبتدئين، وكيف تستفيد من التكنولوجيا في تسويق منتجاتك وتحقيق الأرباح.

مفهوم التجارة الإلكترونية

تعتمد التجارة الإلكترونية على استخدام الإنترنت في عمليات البيع والشراء وتنفيذ العمليات بصورة تلقائية دون الحضور الجسدي أو الشخصي، إذ يمكن التعامل عن بُعد بطريقة مبتكرة وفعالة، وهو ما يسمح بالتعامل مع عدد كبير من المشترين والبائعين والمؤسسات والشركات والأفراد من كل مكان في وقت واحد، مع كثير من المميزات التي تتميز بها التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية.

كذلك، فإن اتساع نشاط التجارة الإلكترونية أدى إلى ظهور عدد من أنواع التجارة الإلكترونية وأنماط البيع والشراء، ويُعد من أشهرها تجارة «الدروب شوبينج» وتجارة «أمازون FBA»، إضافة إلى طريقة بيع منتجاتك بنفسك والقيام بكل العمليات المطلوبة من تخزين ونقل وشحن وتوصيل بمعرفتك الخاصة.

مفهوم المتجر الإلكتروني

المتجر الإلكتروني منصة افتراضية يجري إنشاؤها على الإنترنت بعرض الخدمات والمنتجات طول الوقت وعلى مدار الساعة، وهو ما يمثل واجهة افتراضية يستطيع من طريقها العملاء الوصول إلى المنتجات والخدمات.

ويمثل المتجر الإلكتروني فرصة كبيرة للعملاء من أجل الاطلاع على عدد من المنتجات ومقارنتها ومعرفة الأسعار واختيار المنتجات المناسبة دون الاضطرار إلى البحث في المتاجر والشركات والمحلات التقليدية. ثم إن الأمر يمثل فرصة أيضًا للأشخاص الذين يبحثون عن الاستثمار بإنشاء المتاجر الإلكترونية التي تساعدهم في الوصول إلى العملاء بأقل التكاليف وعلى مدار اليوم وفي كل مكان في العالم.

مميزات التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية

تتميز التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية بعدد من النقاط التي يجب استغلالها لتحقيق الأرباح ومواكبة العصر، حتى إنه توجد شركات ومؤسسات كبيرة بدأت تتجه إلى التجارة الإلكترونية على الرغم من نجاحها ووجودها الكبير على أرض الواقع منذ سنوات طويلة. ومن أهم هذه المميزات ما يلي:

• التكلفة المنخفضة: تتميز التجارة الإلكترونية بأنها تسمح للجميع بالعمل مهما كانت الإمكانيات المادية والقدرات التجارية، فهي لا تحتاج إلى عدد من الموظفين أو مساحات تجارية كبيرة، وإنما يمكن لأي شخص إنشاء متجر إلكتروني وإدارة أعماله بتكلفة منخفضة، وتسمح للفرق الصغيرة بعمل المشروعات والأعمال المختلفة والمنافسة مع الشركات والمؤسسات الكبيرة.
• الوصول العالمي: كذلك، فإن التجارة الإلكترونية تسمح للمستثمرين بالوصول إلى الجمهور في كل مكان في العالم دون محدودية المكان أو اللغة أو النطاق الجغرافي، على عكس ما يحدث في التجارة التقليدية، إذ تكون هناك صعوبات كبيرة في نقل المنتجات والوصول إلى المستهلكين والتواصل معهم على نحو فعَّال.
• المرونة العالية: من ناحية أخرى، تتيح التجارة الإلكترونية للأفراد والمجموعات والمؤسسات تحقيق أرباح كبيرة من خلال تطوير المنتجات، وتطوير طرق البيع والشراء والتسويق، وعمل العروض، والتواصل الفوري والمنتظم مع العملاء، ومعرفة المتطلبات، وتغيير الخطط من خلال مراقبة ردود الأفعال.
• سهولة الإدارة: وفقًا للإدارة التجارية والمالية، فإن التجارة الإلكترونية لا تتطلب كثيرًا من التخصص والخبرة والمهارات، إذ تتوفر وسائل متعددة للدعم والتقنية على الإنترنت وعلى المنصات التجارية الإلكترونية، لذا لا تحتاج إلى أن تكون خبيرًا لإدارة عمليات الشحن والتوصيل وخدمة العملاء، بعكس التجارة التقليدية التي كانت تتطلب التخصص وتضع كثيرًا من الشروط.
• متاحة 24 / 7: من أبرز ما يميز التجارة الإلكترونية أن المنتجات تظل معروضة طوال 24 ساعة دون توقف؛ لأنها لا ترتبط بمواعيد الفتح والإغلاق كما يحدث في المتاجر والشركات التقليدية، وبذلك يمكن للعملاء الوصول إلى المنتجات والتفاعل معها وشرائها في أي وقت، وهو ما يعطي هامشًا كبيرًا لتحقيق الأرباح.

كيف تجد فكرة منتج مربح؟

قبل البدء، يجب أن تقرر ماذا ستبيع. إليك بعض الوسائل:

• حل مشكلة تواجهك: أفضل المنتجات هي التي تحل مشكلة حقيقية تعاني منها أنت أو من حولك.

• استغل شغفك وهواياتك: هل تحب الرسم، الطبخ، أو الرياضة؟ حول شغفك إلى منتجات يمكنك بيعها.

• راقب الترندات: استخدم أدوات مثل Google Trends أو راقب الهاشتاجات الرائجة على تيك توك وإنستغرام لاكتشاف المنتجات التي يزداد الطلب عليها.

كيف تستعد لفتح متجر إلكتروني من دون خبرة سابقة؟

يحتاج قرار بدء العمل في التجارة الإلكترونية إلى بعض الإجراءات لكي يكون الشخص مستعدًا لفتح متجر إلكتروني، سواء دون خبرة سابقة أو مع وجود بعض الخبرات والمهارات. ومن أهم هذه الخطوات ما يلي:

عليك أن تُحدِّد المنتجات التي تستهدفها من أجل تسويقها على المتجر الإلكتروني، وهو ما يحتاج إلى التركيز على عدد محدد من المنتجات أو الخدمات التي تتناسب مع الفئة المستهدفة ومع المنطقة الجغرافية، وكذلك الطريقة التي ستعلن بها عن المنتجات، إضافة إلى النظر إلى المنافسين في تقديم هذا المنتج.

في الخطوة الثانية، يجب عليك أن تُحدِّد شكل التجارة والحساب التجاري لعمل المتجر الإلكتروني الخاص بك، فطرائق إنشاء الحسابات التجارية متنوّعة، ثم إن وجود عدد من المنصات الإلكترونية التي توافر واجهات سهلة الاستخدام مع وجود بعض الأدوات المساعدة بالقوالب الجاهزة وأدوات التسويق التي توفر كثيرًا من الوقت والجهد، هل تبيع منتجاتك الخاصة، أم تعتمد على دروب شوبينج، أم أمازون FBA؟

بعد ذلك، عليك أن تقوم بمعرفة الإجراءات القانونية التي تحتاج إليها لإنشاء تجارتك الإلكترونية، مثل القوانين المنظِّمة للعمل واللوائح المحلية الموجودة في النطاق الجغرافي، وكذلك الأوراق الخاصة بالضرائب، وهو ما يمكن معرفته بالمستشار القانوني أو المحاسب الذي يُفضَّل أن يكون ذا خبرة في التجارة الإلكترونية.

كيفية إنشاء حساب تجاري للتجارة الإلكترونية

توجد منصات تجارية توافر حساباتٍ وخدماتٍ متنوعةٍ للأشخاص الذين يبحثون عن البدء في التجارة الإلكترونية التي تتوافق مع المحترفين والمبتدئين. لذا يجب عليك معرفة الخطوات الصحيحة لإنشاء حساب تجاري للتجارة الإلكترونية، وهي كالتالي:

اختر المنصة الإلكترونية المناسبة مع عملك وتجارتك، إضافة إلى اختيار أسهل الطرق في عرض المنتجات والتعامل مع العملاء، إذ تتوفر ثلاثة أنماط أو أنواع شهيرة في التجارة الإلكترونية يمكنك اختيار أحدها للبدء فورًا في عملية التجارة، وهي تجارة «الدروب شوبينج» والتجارة عن طريق «أمازون FBA».

ويتساءل كثيرون ما أفضل منصة لفتح متجر إلكتروني؟

يعتمد الاختيار على ميزانيتك وخبرتك التقنية. من أشهر المنصات:

• Shopify: منصة عالمية سهلة الاستخدام ومناسبة للمبتدئين، لكنها مدفوعة.

• Salla (سلة) و Zid (زد): منصات عربية ممتازة توفر حلولاً متكاملة للسوق السعودي والخليجي.

• WooCommerce: إضافة مجانية لبرنامج WordPress، تمنحك تحكمًا كاملاً لكنها تتطلب بعض الخبرة التقنية.

• سجل حسابك وجهز متجرك: بعد اختيار المنصة الإلكترونية المناسبة، افتح الحساب التجاري وقُم بالتسجيل، وهو ما قد يتطلب بعض الوثائق التي تؤكد صحة المعلومات التي سجلتها. ثم إن بعض المنصات قد تطلب طرقًا للدفع، وبعضها يقدِّم هذه الخدمة مجانيًّا، وذلك حسب ظروفك وطبيعة تجارتك.
• أضف المنتجات والصور الجذابة: يأتي الدور على تصميم المتجر من الداخل، إذ يتطلّب ذلك اختيار القوالب الجذّابة ورفع صور المنتجات بجودة عالية. ويمكنك وضع الصور الخاصة بالمنتجات التي تنوي استهدافها، وكتابة المعلومات والأوصاف المناسبة مع تحديد الأسعار، ووضع وسيلة التعامل مع الجمهور من سياسة الشحن والإرجاع وطريقة التواصل وغيرها.
• اضبط إعدادات الدفع والشحن: عليك أن تستفيد من الأدوات المتاحة التي تمنحها المواقع والمنصات لتعزيز متجرك الإلكتروني، وتعيين وسائل الدفع، واستخدام أدوات تحليل البيانات، وإدارة العمل بصورة آمنة تسمح لك بمعالجة المشكلات أولًا بأول، ومعرفة المعلومات بطريقة منتظمة مثل المبيعات والمخزون والمرتجعات وغيرها.
• أطلق متجرك وابدأ التسويق الإلكتروني: عندما تصل إلى هذا الحد، فلا بد أنك قد أعددت خطة للتسويق للمنتجات بصورة شاملة، بالتسويق للمتجر الإلكتروني في محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، واستهداف المستخدمين، وتحسين تجربتهم، وتسهيل عملية التعامل مع المتجر، ما يسمح بجذب مزيد من الزوَّار.

ما تكلفة إنشاء متجر إلكتروني؟

تتفاوت التكلفة تفاوتًا كبيرًا، فكيف يمكنني فتح متجر إلكتروني مجاني؟ بعض المنصات مثل زد وسلة تقدم باقات مجانية بخصائص محدودة، وهي بداية ممتازة. أما تكلفة إنشاء متجر إلكتروني احترافي فتشمل عادةً: رسوم اشتراك المنصة (تبدأ من نحو 25 دولارًا شهريًا)، تكلفة شراء اسم النطاق (Domain)، وميزانية التسويق الإلكتروني.

خمس خطوات لفتح متجر إلكتروني مجاني

كما أوضحنا طريقة عمل حساب تجاري على إحدى المنصات والاستفادة من الأدوات والخدمات التي تقدّمها تلك المنصات، التي قد تكون مجانية أو مدفوعة، فإننا نقدّم أيضًا طريقة لعمل متجر إلكتروني مجاني للمبتدئين في خمس خطوات سريعة:

أولًا: اختيار إحدى المنصات المجانية التي تقدّم خدمة إنشاء المتاجر الإلكترونية، مع عدد من الخدمات والأدوات الأخرى التي يمكن استخدامها في عملية تسويق المنتجات والتعامل مع العملاء بصورة مجانية تمامًا.

ثانيًا: يجب عليك تحديد الاسم المناسب للمتجر الخاص بك وتسجيله في نطاق مجاني توفّره المنصة التي اخترتها، وهو أمر قد يؤثر عليك بعد ذلك في عملية التسويق، لذا فعليك الاهتمام بهذه الخطوة.

ثالثًا: يأتي الدور على تصميم المتجر من الداخل، إذ يتطلَّب ذلك اختيار القوالب الجذَّابة التي تتناسب ألوانها وشعاراتها مع نوع المنتج أو نوع الخدمة التي تقدِّمها، إضافة إلى رفع صور المنتجات بجودة عالية، ووضع الأسعار وتوضيح خيارات الشحن.

رابعًا: عليك أن توفِّر طرقًا آمنة للدفع، ما يتيح للعملاء شراء المنتجات بطريقة سلسة. وفي الغالب، يمكنك ربط حسابك البنكي بالموقع الإلكتروني مع تفعيل خاصية الدفع الإلكتروني، وتحديد السياسات الخاصة بالاستبدال والاسترجاع بوضوحٍ تامٍّ لاكتساب ثقة العملاء.

خامسًا: يأتي دور إطلاق المتجر الإلكتروني والعمل على تسويقه بوسائل تتوافق مع الفئة المستهدفة وطبيعة المنتجات، مع التحقق من سهولة الانتقال والتصفّح في الموقع، ما يجعل تجربة المستخدم ممتعة ومفيدة.

نصائح لنجاح المتجر الإلكتروني للمبتدئين

رغم الحماس الكبير الذي يتّصف به المبتدئون في مجال التجارة الإلكترونية، فإن معظمهم يفتقد الخبرة والمعرفة التي تمكّنهم من النجاح، لذا قد يكونون عُرضة للفشل أو الخسارة، وهو ما يحتاج إلى الوعي ببعض التفاصيل التي نقدّمها لك في نقاط محدّدة كالتالي:

• تصميم جذاب وسهل الاستخدام: يجب أن يكون تصميم الموقع الإلكتروني جذّابًا وسهلًا، إضافة إلى سهولة التعامل مع المتجر الإلكتروني وسرعة التحميل، كي لا يملَّ العملاء من المتجر وينسحبوا لصالح متاجر أخرى أكثر جاذبية أو أكثر سهولة في التعامل.
• صور ووصف احترافي للمنتجات: يجب أن تكون صور المنتجات واضحة واحترافية، إضافة إلى المعلومات الوافية والمقنعة والدقيقة عن المنتجات والخدمات، ما يضمن ألّا يحتاج العملاء إلى السؤال عن أي منتج، وهو ما يعزّز من تنافسية المتجر الإلكتروني ويمنحه الثقة والمصداقية لدى العملاء.
• الاهتمام بالتسويق الإلكتروني: تقوم التجارة الإلكترونية على التسويق. وفي هذا الجانب، يمكن للأشخاص المبتدئين أو لأصحاب الميزانيات المحدودة استغلال منصّات التواصل الاجتماعي والإستراتيجيات المجانية في التسويق، إضافة إلى التفاعل مع العملاء ومشاركة التقييمات الإيجابية.
• خدمة عملاء ممتازة: الاهتمام بخدمة العملاء أمر يضمن سرعة الاستجابة ووفرة الإجابات، مع قدرٍ عالٍ من المرونة في إرضاء العملاء على مدار الساعة بكل الطرائق الممكنة، واستقبال الشكاوى والطلبات والاستفسارات عبر قنواتٍ متعددة لتعزيز التواصل واكتساب الثقة.
• تحسين محركات البحث (SEO): من الأمور المهمة التي قد يُهملها المبتدئون في مجال التجارة الإلكترونية هي مسألة تحسين محركات البحث، وهو ما يحتاج إلى بعض المعرفة، مثل استخدام الكلمات المفتاحية ومراقبة سرعة التحميل، وهو ما يأتي مع الوقت لكن الوعي به من البداية قد يساعد على تحقيق النجاح وتجنّب الخسائر.
• العروض والتخفيضات: من أهم الأمور التي ننصح بها في التجارة الإلكترونية هي عمل العروض والتخفيضات وكوبونات الخصم وعروض الشحن المجاني التي تعزّز من تنافسية المتجر الإلكتروني وتجعل العملاء يرتبطون بالمتجر ويتحوّلون إلى وسيلة للدعاية بحديثهم عن تلك العروض والخصومات.
• المراقبة والتحليل: الأمر المهم أيضًا في نجاح المتاجر الإلكترونية هو المراقبة الذاتية، بتتبع الأداء وتحليل البيانات وفهم سلوك المستخدمين من أجل العمل عليها ووضع الخطط المناسبة لكل مرحلة بحسب ردود الأفعال.

وفي النهاية، فإن التجارة الإلكترونية قد فتحت أبوابها على مصراعيها للجميع، إذ يستطيع أي شخص أن يُنشئ متجره الإلكتروني ويبدأ في التجارة. لكنها في الوقت نفسه تُعد من المجالات التنافسية التي تحتاج إلى التطور والمرونة والتجديد المستمر لتحقيق النجاح والتواجد وسط هذا الزحام الكبير من المنافسين.

وفي نهاية مقالنا الذي تضمّن خطوات فتح متجر إلكتروني من دون خبرة سابقة، نأمل أن نكون قد قدمنا لك الإفادة، ويسعدنا كثيرًا أن تُشاركنا رأيك في التعليقات، ومشاركة المقال على مواقع التواصل لتعمّ الفائدة على الجميع.