الزجاج مادة صلبة شفافة فريدة من نوعها، فالزجاج يجمع بين خاصيتين، الصلابة والسيولة معًا، وهو متعدد الاستخدامات. ويمكن للبعض أن ينظر إلى عملية تصنيع الزجاج على أنها صعبة، لكنها عملية قديمة للغاية، ويمكنك الآن أن تعرف أنها سهلة؛ لأنها عُرفت منذ القدم وتطورت عبر العصور حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. وفي مقال اليوم سوف نعرفك كيفية صنع الزجاج.
هل الزجاج من المعادن؟
في الحقيقة لا يعد الزجاج من المعادن؛ وذلك لأنه مادة صلبة غير عضوية، تجمع خصائص كل من المواد السائلة والمواد الصلبة معًا، ويكفي أنه مادة مصنوعة وغير طبيعية، فتعتمد طريقة تصنيعه على مزج بعض العناصر الكيميائية مثل السيليكا والصودا والجير، لذا بالتأكيد فهو ليس معدنًا على الإطلاق.
تاريخ صناعة الزجاج
يعود تاريخ صناعة الزجاج إلى ما قبل عام 2500 قبل الميلاد، أي إلى آلاف السنين، وكانت مكلفة جدًا في الماضي، إلى جانب أنها كانت تعد أمرًا نادر الحدوث وصعبًا على الجميع، على عكس اليوم الذي أصبحت فيه عملية تصنيع الزجاج أمرًا سهلًا ومنتشرًا.
وتشير الدلائل والآثار إلى أن أول من صنع الزجاج هم المصريون القدماء والبابليون. وقد استُخدم الزجاج قديمًا في صناعة الخرز والأواني الصغيرة وغيرها من الأشياء.
أما في الوقت الحالي فيمكن القول إنه يدخل في تصنيع جميع الأشياء المهمة في المنزل؛ كالعوازل والعدسات، ويدخل في صناعة الأوعية وأدوات التزيين وغيرها كثير من الأشياء الأخرى. ومرَّت عملية التصنيع بمراحل مختلفة إلى أن وصلت وتطورت إلى ما هي عليه الآن.
كيفية صنع الزجاج
اختلفت المواد المستخدمة في صناعة الزجاج، ومع مرور الوقت تطورت الصناعة واكتشفت وسائل جديدة لتشكيله وتلوينه، ولكن لا تزال طريقة صناعته واحدة وتتسم بالخطوات نفسها بصفة عامة. وتمر صناعة الزجاج بعدة مراحل قبل أن يخرج لنا بالصورة الأخيرة له. وفي السطور التالية سوف نشرحها لك بالتفصيل.
خلط المواد الخام
يتم خلط المواد الخام جميعًا معًا. ويتكون الزجاج عامةً من مادة الرمل والسيليكا والصودا والحجر الجيري، ويمكن إضافة الألومينا أحيانًا لأنها تساعد في زيادة مقاومة الزجاج للخدوش والتآكل الكيميائي، ويتم جمعها معًا بنسب محددة، ويمكن إضافة بعض المواد الأخرى حسب الحاجة ونوع الزجاج المطلوب.
الصهر والتكرير
في هذه الخطوة يُوضع الخليط في أفران خاصة بصهر الزجاج، ويكون على درجة حرارة عالية جدًا يمكن أن تصل أحيانًا إلى 1700 درجة مئوية، وتُعد هذه الخطوة مرحلة محورية في عملية تصنيع الزجاج؛ حيث تتحول المواد الخام إلى زجاج منصهر مُعد للتشكيل.
التشكيل
الخطوة الأساسية في صناعة الزجاج هي التشكيل، ويمكن في هذه الخطوة بداية تشكيل الزجاج المنصهر بعدة أساليب، مثل استخدام النفخ أو الصب أو السحب، ويمكن أيضًا استخدام القولبة الآلية، أما القولبة اليدوية فتتضمن عدة مراحل، مثل استخدام أنبوب نفخ مصنوع من النيكل وفيه يتم التقاط كرة من الزجاج ونفخها في أثناء قلبها في القالب، ثم الخطوة الثانية هي ربط لوحة علوية في هذا الأنبوب ثم نفخ وسحب الزجاج.
وبعد ذلك يُلتقط الزجاج على شكل كرة ثم يُقطع بالمقص ويترك ليسقط في قالب مقعر ثم يتم ضغطه بالقالب لتشكيله، والخطوة الأخيرة هي استخدام قضبان زجاجية ملونة كمادة أولية مذابة، والبدء في تشكيل الزجاج المنصهر باستخدام بعض الأدوات الصغيرة مثل الشفرات والكماشات.
التلدين
بغرض إزالة الضغوط الداخلية المتراكمة في الزجاج في أثناء عملية التشكيل نقوم بعملية التلدين؛ لأن في أثناء عملية التشكيل يتعرض الزجاج لتقلبات في درجات الحرارة تنتج عنها تغيرات في شكله؛ ما يؤدي إلى التأثير في قوة المنتج الزجاجي وثباته الحراري.
التبريد
يتم تبريد الزجاج ببطء لمنع تكون وحدوث أي تشققات أو كسور به. ويُعد التبريد ببطء أمرًا غاية في الشدة لتجنب الإجهادات الناشئة عن التبريد السطحي السريع، مع ضمان عدم وجود تشوه أو عيوب به.
وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم الذي تعلمنا فيه كيفية صنع الزجاج بطريقة بسيطة جدًا، مع العلم أن آخر خطوة بعد التبريد يكون تشطيب الزجاج، سواء كان بإضافة بعض اللمسات الخاصة عليه، أو تلميعه وطلائه بالألوان. أتمنى أن تكون قد حصلت على معلومات مفيدة يا صديقي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.