كيفية توسيع خيالك الأدبي

هل سألت نفسك يومًا، ما الفائدة من الخيال؟ لقد خلق الله داخلنا القدرة على الخيال، وفي الوقت نفسه ينصحنا عدد من الخبراء بألا نعيش في الخيال والوهم ونواجه مشكلاتنا ونتقبل واقعنا كما هو، إذن فما الفائدة من قدرتنا على التخيّل؟ تختفي كل هذه الأسئلة كالسراب عندما يتعلق الأمر بكيفية توسيع خيالك الأدبي.

فإن انتهى الخيال سوف تنتهي الثورة الأدبية؛ لذلك نحن في أمس الحاجة إلى توسيع الخيال من أجل إثراء الحركة الأدبية بكل ما هو جديد.

يحتاج الأدب إلى ما يجول في خيالي وما يجول في خيالك، وتبقى النقطة الفاصلة هي القدرة على التعبير عن الخيال، لكن المهم الآن هو أن نوسّع هذا الخيال. 

أساليب توسيع خيالك الأدبي

إن كنت تعتقد أن الحاجة إلى الخيال يقتصر على الأعمال الأدبية فقط فأنت مخطئ، فيوجد عدد من المجالات التي نحتاج فيها إلى الخيال.

فالعالم الذي يثري البشرية باكتشافاته يحتاج إلى توسيع الخيال لكي يتمكن من إظهار مخترعاته في شكلها النهائي الذي يستفيد منه أجيال قادمة، حتى المهندس يحتاج إلى خياله ليبتكر تصميمات مختلفة للأمكنة التي يشرف على إنشائها.

وغيرهم من الأشخاص الذين يجب أن يوسعوا مدارك خيالهم حتى يفيدوا أنفسهم والعالم حولهم، ويبقى السؤال الآن عن كيفية توسيع خيالك الأدبي الذي سوف نجيب عنه فيما يأتي. 

الفكرة السلبية قوية

ما علاقة قوة فكرة السلبية بتوسيع خيالك الأدبي؟ في الحقيقة، إن كنت تنظر إلى كل أمورك الشخصية في الحياة أو حتى على مستوى نظرك للحياة العامة بطريقة سلبية فلن يكون لديك الخيال الخصب الذي يمكنك من إثراء الحركة الأدبية بكثير من القصص القصيرة، فحاول أولًا أن تنظّف نظرتك إلى العالم حولك من أي فكرة سلبية. 

وتوجد حقيقة لا بد من التسليم لها، هي أن الفكرة السلبية قوية وتحتل عقولنا إن تركنا لها المجال؛ لذلك يجب محاربتها بالفكرة الإيجابية.

وهذا نوع من أنواع توسيع الخيال، تبدأ في تفسير الأمور التي تحدث لك وتحدث حولك على نحو آخر من ابتكارك، فسوف ترى الخير في كل أمر حتى وإن بدا أمرًا سيئًا. 

المغزى من الحياة

لقد قررت الآن أن تكون كاتبًا للقصص القصيرة، وهذا أمر عظيم، لكن يجب عليك قبل كتابة أول حرف من أول القصة أن تحدد بالضبط ماذا تريد أن توصل للبشرية، ماذا تريد أن توصل للناس من أفكار ومبادئ بالقصص.

وبطبيعة الحال عندما تكتب قصة معينة يجب أولًا قبل الكتابة أن تحدد القيمة أو مجموعة القيم التي ستختار على أساسها فكرة القصة، أو حتى عندما تختار فكرة القصة فيجب أن تتكيف مع قيمة من القيم السامية لتوفير معنى واضح من قصتك، وإلا سوف تكون مجرد مجموعة من الكلمات متراصة جوار بعضها. 

عزف الموسيقى

لا تتعجب من هذا الأسلوب في توسيع خيالك الأدبي، فقد يجول في خاطرك الآن وما علاقة الموسيقى بتوسيع الخيال الأدبي؟

فيجب أن نلقي الضوء ونشير إلى تأثير تعلّم عزف الموسيقى على الخيال وعلى توسيع مدارك العقل عامة، وترقية المشاعر ورفع قدرها فتبدأ في الشعور بالشخصيات التي تكتب عنها في القصص، وسوف تدرك مدى أهمية أن تعزف الموسيقى. 

التنزّه والسفر

هل سمعت من قبل عن فوائد السفر السبع؟ لن أذكر لك الفوائد كلها، لكن سأكتفي فقط بفائدة الخيال الواسع، فعندما تسافر وتتجول في أمكنة صحراوية وساحلية وحضرية وريفية فسوف تنطبع داخل ذاكرتك عدة صور حيّة وحقيقية، يمكنك أن تسترجعها فيما بعد عندما تبدأ في تأليف قصة معينة عن بيئة من تلك البيئات. 

سوف تكون واقعيًا للغاية وأنت تصف بكل طبع وهذا ما يخدم قوة القصة في عين القارئ؛ لذلك حاول قدر الإمكان كل مدة أن تذهب إلى مكان مختلف.

وعندما تكون في هذا المكان خذ معك مفكرة، أو استعن بالمفكرة الموجودة في هاتفك الذكي، لكي تتمكن من تدوين الملاحظات كلها التي لاحظتها في هذه الأمكنة سواء على مستوى طبيعة المكان ذاته أو على مستوى الأشخاص الموجودين في هذا المكان سواء كانوا زوارًا مثلك أم كانوا من سكان المكان. 

توسيع خيالك الأدبي من الأفلام التسجيلية والوثائقية

وتعد هذه النقطة بمنزلة نقطة تكميلية للنقطة السابقة، فعندما تتابع الأفلام التسجيلية بالذات أو حتى الأفلام الوثائقية فإنك تتعرض لمشاهد حقيقية للواقع الذي لا يمكن أن تكون موجودًا فيه بنفسك في الأقل في الوقت الحالي، فهي صور مختلفة من الواقع كما هو على عكس الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية التي تعتمد على إضفاء الطابع الدرامي الذي يغير من طبيعة الواقع وهيئته. 

القراءة

في إطار بحثنا عن كيفية توسيع خيالك الأدبي فلا مفر من القراءة، لا بد أن تكون القراءة من ضمن نشاطك اليومي وتخصص لها وقتًا يوميًا مهما كنت مشغولًا، فتعمل القراءة على تقوية الوصلات العصبية بين خلايا العقل، ويكون لذلك بالغ الأثر في الخيال وتوسيعه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة