كيفية تطوير أسلوبك في كتابة القصة

يعتقد كثيرون أنه لكي تكتب قصة قصيرة ناجحة يتحتم عليك الكتابة وفقًا لأسلوب معين.

وفي الحقيقة أن الأساليب بحر واسع، ولكن، من أجل تطوير أسلوبك في كتابة القصة، يجب أن تفهم أولًا طبيعة القارئ الذي يبحث عن فن القصة القصيرة، وما الذي يجعله يفضل قصة عن أخرى.

من بين كلمات اللغة العربية توجد كلمات سهلة وبسيطة يسهل على القارئ العادي فهمها، بل إن الأمر أعقد من ذلك، فمن الممكن أن تكون الكلمات معروفة وسهلة ولكن تركيب الجملة صعب، فما علاقة كل ذلك بتطوير أسلوبك في كتابة القصة، وهل لأساليب الخيال في القصة دور؟

تطوير أسلوبك في كتابة القصة

نتفق جميعًا على أنه توجد أنواع معينة من الموضوعات تجبرنا على الكتابة بألفاظ معقدة وتراكيب جمل صعبة، فمثلًا، عند الكتابة في علم الاجتماعي أو الفلسفة والمقارنة مع علم النفس، فمن الطبيعي أن اللغة سوف تكون صعبة على غير الدارس لهذه العلوم.

وكذلك هو الحال بالنسبة للتحدث عن فنون المسرح في كتاب مادة من مواد معهد المسرح مثلًا. 

ولكننا هنا نتحدث عن القصة القصيرة، فكما أن القصة القصيرة تتميز بقلة عدد كلماتها مقارنة بالرواية، فهي أيضًا تتميز بأسلوبها السهل، لذلك، لا تعتقد عزيزي القارئ إن كنت تريد أن تكون من النابغين في هذا المجال أن بانتقائك الكلمات الصعبة والغليظة سوف تتفوق على أقرانك، فإن كانت هذه هي فكرتك عن القصة القصيرة فيجب أن تراجع نفسك في هذا الأمر. 

وفي ظل سعيك الدائم نحو تطوير أسلوبك في كتابة القصة، يجب أن تتعرف إلى أسس كتابة القصة القصيرة وأهم عناصرها، تنتقي الكلمات السلسة البسيطة، وتبتعد عن الجمل المعقدة صعبة الفهم، وذلك، لأن طبيعة القارئ الذي يبحث عن القصة القصيرة أنه يحب كل ما هو سهل وبسيط، مبتعدًا عن التعقيدات التي يراها في الكتب التي يدرسها في الجامعة أو المدرسة أو حتى الوثائق التي يطلع عليها في مجال عمله، لذلك، كن سهلًا في انتقاء ألفاظك وتعابيرك عن كتابة القصة القصيرة، وضع في حسبانك الأمور التالية:

انتقاء الفكرة في القصة القصيرة

توجد فكرة تشد القارئ من أول كلمة، وفي المقابل توجد فكرة أخرى يعزف القارئ على أثرها عن القراءة، لذلك، يجب أن تركز على الفكرة.

راقب البيئة من حولك وفتش في تجاربك الشخصية في الحياة وتجارب غيرك، واطلع على الكتب والأخبار اليومية ومارس القراءة باستمرار في شتى المجالات، فكل هذه الأشياء تمثل منابع مختلفة للأفكار التي من الممكن أن نستنتج منها فكرة لم تخطر على بال أحد من قبل. 

الانتباه إلى أنواع السرد القصصي

توجد أنواع مختلفة من السرد القصصي، إذ يمكن أن تتبنى السرد القصصي وكأنك أنت بطل القصة وتتكلم بضمير أنا، ويجب أن تتقن هذا السرد حتى لا تضطر إلى الجنوح إلى التحدث بلسان الراوي، وهذا نوع آخر من أنواع السرد القصصي، ولا يوجد نوع أفضل من الآخر، بل يجب أن تتمكن من النوع الذي تختاره، لذا من المهم معرفة أهم تقنيات السرد القصصي وكيفية كتابة الحوار في القصة.

القراءة والاطلاع

يستفيد الكاتب من القراءة والاطلاع في جوانب عدة، فهي تثري عقله بالأفكار التي يمكن أن تكون مادة خصبة لقصص قصيرة كثيرة، ومن الممكن أيضًا إذا ركز القراءة على القصص القصيرة الأخرى أن يستفيد من الأساليب المختلفة التي تكتب بها هذه القصص والأساليب السردية، لكي يكوِّن أسلوبه الخاص الذي سوف يميز كتاباته عن الكتَّاب الآخرين. 

النهاية المنطقية لأحداث القصة

احرص على أن تكون نهاية القصة منطقية ومناسبة لمسار الأحداث، فالنهاية الفجائية التي لا تتناسب مع أحداث القصة قادرة على إحباط القارئ وترك انطباع سيئ عنده من ناحية القصة ومن ناحية راويها أيضًا، فاهتم بالنهاية ولا تجعلها متباعدة عن رتم الأحداث. 

أساليب الخيال في القصة

القصة هي الخيال، وأول علامة تدل على أن بداخلك بذرة كاتب قصة قصيرة هي الخيال الواسع القادر على نسج أي مواقف وكأنك تراها أمام عينيك، ولا يتوافر لكل الناس تلك الميزة، بل تقتصر على فئة معينة هم الكتَّاب.

وفي هذا الجزء من المقال، وفي ظل بحثنا عن تطوير أسلوبك في كتابة القصة، يجب أن تهتم بالخيال وتعرف كيف توظفه في القصة باحترافية.

أساليب الخيال في القصة وعلاقتها بالواقع

من الأفكار التي يمكن أن تخدمك لتكون نواة لكتابة قصة قصيرة ناجحة المواقف اليومية الحقيقية أو الواقعية، مثل أن ترى أمامك موقف مشاجرة بين شخصين، فمن الممكن أن يكون هذا المشهد صالحًا لأن يكون بداية لقصة قصيرة.

ولكن، كيف نكمل هذا المشهد؟ فمن الطبيعي أنك رأيت جانبًا واحدًا من جوانب المشاجرة؟ فكيف توظف ما رأيته في القصة؟

إنه الخيال صديقي العزيز، بالإضافة إلى كيفية استخدام التشويق في القصة، إذ يمكنك عمل عصف ذهني وتخيل كيف انتهت هذه المشاجرة أو ما الأحداث التي أعقبت آخر نقطة رأيتها أنت بنفسك، فهنا سوف تستخدم الخيال من أجل نسج المواقف التالية والمواقف السابقة، وطبيعة الشخصيات التي تتشاجر وفقًا لما رأيته. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة