إن الحبكة القصصية هي تقنية أو وسيلة ربط الأحداث ببعضها. ويمكن أن تربط الأحداث بإيقاع بطيء أو بإيقاع سريع. ولا يوجد إيقاع أفضل من إيقاع آخر.
ولكن يوجد إيقاع مفضل في مرحلة معينة من مراحل القصة، في حين يوجد إيقاع آخر مناسب لمرحلة أخرى من الأحداث.
قد يهمك أيضًا كيفية تأليف قصة قصيرة وعناصرها
أنواع الحبكة القصصية
ولكي نتعرف على كيفية بناء الحبكة فيجب ذكر الأنواع الخاصة بها فيما يلي:
الحبكة القصصية النازلة
وتتم عن طريق تنزيل كثير من الإخفاقات والمشكلات على بطل القصة، حيث يحل صراعًا ما فيدخل في صراع آخر، ويبقى على وتيرة الصعود والهبوط هذه حتى نصل إلى نهاية القصة.
الحبكة القصصية الصاعدة
وهي عكس الحبكة القصصية النازلة، فيعتمد الراوي هنا على نجاح البطل في كثير من المواطن، وينتقل من نجاح إلى نجاح آخر حتى نصل إلى نهاية القصة.
ولنا في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" خير مثال على ذلك. ولا يمنع ذلك حدوث بعض الإخفاقات للبطل في أثناء رحلة نجاحه، ولكن السمة الغالبة عليها هي سمة النجاح الدائم.
الحبكة القصصية المتوازنة
وهي التي تجمع بين النوعين السابقين. فتجمع بين مجموعة من الإخفاقات ومجموعة من النجاحات، وتتداخل الأحداث المتعلقة بالإخفاقات والنجاحات.
قد يهمك أيضًا تعرف إلى أسس كتابة القصة القصيرة وأهم عناصرها
مراحل تطور الحبكة القصصية
تعتمد القصة على الفكرة، ثم تتحول هذه الفكرة إلى أحداث، ومن ثم تتطور الأحداث. ويعد تطور الأحداث في القصة من أهم عناصر بناء الحبكة القصصية. فتنقسم الحبكة إلى ثلاث مراحل، تأتي على النحو التالي:
العرض التمهيدي
وهو بداية القصة، وفيه يعرض الكاتب الشخصيات الرئيسة في القصة، والموضوعات التي تدور في فلكها القصة، وأيضًا المكان أو الأمكنة التي تدور فيها القصة.
وبما أننا نتحدث عن القصة القصيرة، ففي الغالب تدور القصة في إطار مكان أو اثنين على أقصى تقدير.
ويجب أن يكون طول العرض قصيرًا نظرًا لقصر القصة ذاتها. وبعد ذلك تبدأ الأحداث في التطور.
تطور الأحداث في القصة
يتكون التطور في الأحداث من التصاعد في وتيرة الأحداث وزيادة الأزمة أو المشكلة وارتفاع وتيرة الصراع. فهي تأخذ شكلًا هرميًّا تبدأ من منخفض ثم تصعد إلى القمة ثم إلى المنخفض مرة أخرى. ولكن ينتمي المنخفض الأخير إلى خاتمة القصة المؤثرة.
لا تسير التطورات في القصة على وتيرة واحدة
فهي مثل الخط الأعوج في جهاز رسم القلب ترتفع وتنخفض. ليحتدم الصراع في مرحلة تطور الأحداث في القصة، ثم تنخفض الوتيرة بحل مشكلة الصراع الحالي. وبعدها يبدأ صراع آخر، ثم يصل لذروته حتى تنتهي مشكلة الصراع بالحل.
ونظل على هذا الحال حتى نصل إلى النهاية. ولعل السرد التناوبي من أفضل أنواع السرد التي تعبر عن هذه الحالة.
وفي القصة القصيرة، في الغالب لا تتصاعد الصراعات لمرات عدّة، فقد نلمس هذه الخاصية في الروايات ولكن في القصة القصيرة في الغالب يتصاعد الصراع ويصل إلى الذروة مرة واحدة؛ لأن القصة القصيرة تتحدث في النهاية عن حالة معينة أو موقف معين وليست قصة أو حياة كاملة.
قد يهمك أيضًا أنواع القصة القصيرة وأهم أساليبها
خاتمة القصة المؤثرة
يجب أن تنتهي القصة القصيرة بخاتمة القصة المؤثرة التي تترك انطباعًا جيدًا للقصة في وجدان القارئ.
حتى إنه توجد كثير من القصص التي نجحت في إتقان الخاتمة المؤثرة للدرجة التي أجبرت القارئ على أن يرجع إلى القصة مرات أخرى ويقرأها مجددًا بالشغف نفسه الذي لمسه في القراءة الأولى.
ولا يعني ذلك أن تهتم بمرحلة الخاتمة المؤثرة وحدها دون المراحل التي تسبقها، ولكن المقصود هو الاهتمام بتلك المرحلة والتركيز عليها؛ لأنها هي التي ستحكم في أغلب الأحيان على جودة القصة من وجهة نظر القراء ومن وجهة نظر النقّاد.
وأيضًا تتعلق في أذهان القراء الخاتمة الخاصة بالقصة بغض النظر عن جودتها له. فمن الأفضل أن تنتقي هذه الخاتمة وتسردها بعناية لتترك الطابع الذي تريده.
لذلك، يجب أن تكتب خاتمة مؤثرة بحيث تكون مقنعة للقارئ ومتوافقة مع الأحداث، وفي الوقت نفسه تكون غير متوقعة.
حيث يشعر القراء في حالات عدّة أنه تم خداعهم بسبب أن الخاتمة كانت أضعف من تطور الأحداث في القصة.
فعندما يتفاعل القارئ بمشاعره مع الأحداث في القصة، فإنه ينتظر بشغف نهاية متوافقة مع هذا التفاعل لكي تكتمل لديه عوامل المتعة بهذا العمل الأدبي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.