يتساءل كثير من الآباء والأمهات عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد؟ هذا الأمر الشائع في حياتنا اليومية له أسباب متعددة، قد تكون مشكلات نفسية أو ميل الطفل للانعزال والوحدة، ما يجعله لا يستمع لقرارات الأهل، ويصبح عنيدًا.
في هذا المقال، سنذهب في جولة قصيرة نوضح لك بواسطتها عزيزي القارئ كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي، وكيفية علاج عناد الأطفال، فتابع معنا.
قد يعجبك أيضًا كيف نتعامل مع طفل عنيد جداً؟
كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي
الطفل العصبي والعنيد هو حالة ليست نادرة في الأطفال، بل إنه حالة مستمرة وكثيرة جدًا بين الأطفال؛ ويرجع السبب في هذا إلى عدة عوامل أهمها الجينات الوراثية في الأهل، فالأب إن كان عصبيًّا فغالبًا وبنسبة كبيرة سوف يكون الطفل عصبيًّا مثله تمامًا، وكذلك الأم.
أما الحالة الثانية فإن كان الطفل يرى أمامه شجارًا دائمًا فسوف يعتاد عقله وسلوكه على هذا، ليس مع الأهل فقط، ولكن مع أصدقائه أيضًا أو في الدراسة.
وهذا ما نراه في كثير من الأحيان، ونرى الأطفال يعتادون جو المشاحنات والسلوك غير السوي مع بعضهم بعضًا.
والطفل يميل دائمًا إلى كل شيء يراه أمامه ويترجمه عقله، وهذا يعود على البيئة التي ينشأ فيها وعلى السلوكيات التي اعتاد عليها.
ولهذا يميل الأطفال العنيدون إلى العنف والعصبية، ويجب علينا نحن الأهل أن نراقب تصرفاتهم ونحسن اختيار الصحبة لهم؛ لأن هذا يعود عليهم بالنفع وليس بالضرر.
قد يعجبك أيضًا الطفل العنيد.. كيف تتعامل مع طفلك العنيد؟
كيف نعالج عناد الأطفال؟
الطفل العنيد غالبًا لا يستمع إلى آراء الآباء والأهل، بل يقرر أن ينفذ قراره أيًّا كان الوقت أو المكان، وإن أصر على شيء يفعله فورًا دون أي تردد.
وهنا تكمن المشكلة، ولا يمكن حلها إلا بالطريقة الأخيرة وهي ضرب الطفل حتى يبتعد عن القرار الذي اتخذه.
ولكن هذه الطريقة ليست طريقة صحيحة؛ لأنها تولد العنف والكراهية داخل عقل الطفل.
يمكننا أن نعالج المشكلة بطريقة أخرى سلمية بعيدًا عن الضرب والعنف، فلا يمكن حل المشكلة بمشكلة أخرى، ولكن الحل الأمثل لهذا الأمر هو ترويض الطفل ومسايسته ومصاحبته كصديق.
وهنا يمكن الحديث معه في كل شيء حتى يخرج ما بداخله، وفى الوقت نفسه يشعر الطفل بالارتياح وأنه غير مهدد بالعنف معه.
الطفل العنيد يكون العلاج معه بالحديث إليه بطريقة محببة تجعله يثق في الشخص الذي أمامه ولا يخاف منه.
وهنا يمكن أن يتم العلاج عن طريق أن يعطيه الأب الشيء الذي يريده ولكن بشرط ألا يتكرر الأمر باستمرار معه؛ حتى لا يصبح مدمنًا لهذا الأمر، وهنا يشعر الطفل أنه يتحدث مع شخص يريد التعاطف معه ولا يريد العنف معه.
قد يعجبك أيضًا صفات الطفل العنيد وكيف أتعامل معه؟
مصاحبة الطفل العنيد
نستنتج مما سبق أن الأطفال العنيدين يريدون دائمًا أن يتخذوا قراراتهم بأنفسهم، ولا يريدون أن يتحكم بهم أحد، ويتخذون أسلوب النرجسية منذ صغرهم مع أسرتهم.
والطفل العنيد أو العصبي دائمًا يتخذ منهجًا وسلوكًا غير سوي مع كل الأشخاص، سواء أسرته أو أصدقائه، ولهذا السبب لا يستحب ابتزازه أو استفزازه، والحل الأمثل معه هو مصاحبته والاستماع له، وهذا أنسب حل له؛ لأنه لا يمكن ترويضه إلا بالاستماع والإنصات له جيدًا.
والأطفال العنيدون دائمًا يقومون بأشياء غير مستحبة مع أسرهم أو أصدقائهم، وقد يعود هذا إلى طبيعة سلوكهم من البيئة التي نشأوا فيها، ومن العالم الذي أمامهم.
فهم دائمًا لا يعدون العناد معهم أو الضرب أو الإهانة لهم حلًّا أنسب لكي ينصتوا ويستمعوا، وإن حدث العناد معهم فهم أيضًا يعنادون؛ ولهذا يجب الإنصات لهم.
ويجب ألا يكون الطفل محلًّا للعنف أو الإهانة، بل يجب مصاحبته ومرافقته في كل شيء؛ لأن الطفل يعد نفسه رجلًا بالغًا مستقلًّا في قراراته، ولا ينصت لأي شخص؛ ولهذا السبب يجب ألا ننظر إلى أطفالنا على أنهم أطفال صغار، بل يجب أن ننظر إليهم على أنهم رجال وأصدقاء لنا.
نختم هذا المقال بأن الطفل العنيد والعصبي هو الطفل الذي تنبع مشكلاته من قراراته؛ بسبب البيئة التي نشأ فيها، وأن الأهل يجب عليهم ألا يتجاهلوا قرارات أبنائهم، وبالأخص الأطفال، وأن يستمعوا إليهم.
حتى يتفهم الطفل أنه ليس بطفل صغير، وأنه قراراته تُحترم، ويجب أن نستمع إليه جيدًا، وبهذا الشكل يمكن التقرب من الطفل وحل مشكلاته بأساليب ودية وسلمية.
فالطفل العنيد والعصبي يمكن أن يستمر في عناده إذا استمرت معه الوسائل غير السلمية التي ينتج عنها العنف والكراهية، وهذا ما ذكرناه عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.