يصاب الطفل باضطرابات القلق نتيجة خلل معين في أسلوب التربية التي نشأ عليها، أو من الممكن أن ينتقل إليه اضطراب القلق من جينات الأب أو الأم؛ لذلك نجد عدة أمور يجب أن تؤخذ في الحسبان عند التعامل مع اضطرابات القلق عند الأطفال.
يعاني نسبة لا يستهان بها من الأطفال اضطرابات القلق، والتعامل مع هذا النوع من الأطفال يحتاج إلى استعدادات كاملة، ومعرفة بحالة الطفل، والبدء على الفور باتخاذ الإجراءات التي تلائم تلك الحالة، فإن كنت تريد التعرف إلى أسلوب التعامل مع قلق الأطفال المرضي تابع معي السطور التالية.
ما القلق عند الأطفال؟
إن شعور القلق من المشاعر الطبيعية التي يشعر بها الأطفال والكبار على حد سواء، فلا يصح أن نعد نوبة القلق التي يصاب بها الطفل نتيجة موقف معين قلقًا مرضيًا؛ لأن القلق المرضي هو ذلك القلق الذي لا يمكن للطفل التخلص منه بمفرده، ولا يمكن أن ينتهي بعد مدة قصيرة، فمن الممكن أن يستمر يومه كله في هذا القلق، وقد يصل إلى حالة الرهاب أو الهلع.
لذلك يجب التفريق بين القلق لدى الطفل إن كان قلقًا عابرًا ينتهي بنهاية الموقف الذي أدى إلى الاضطراب، وبين القلق المرضي الذي لا شفاء منه سوى تدخل الطبيب المختص، والتعامل معه تحت ظروف خاصة من الوالدين.
لذلك فإن القلق مرض منتشر لدى الأطفال سواء أكان وراثة جينية من الآباء أم لأسباب أخرى تسجل تلقائيًا في التغذية الراجعة لدى الطفل، وقد يصاحب القلق في بعض درجاته نوبات من العصبية، لكن لا ينمُ اضطراب القلق عن سوء تربية الأب أو الأم؛ لذلك سوف نلقي نظرة إلى أسباب إصابة الأطفال باضطرابات القلق.
أسباب إصابة الأطفال باضطرابات القلق
توجد بعض الأسباب الظاهرة التي تؤدي بالطفل إلى الإصابة بالقلق، وترجع هذه الأسباب إلى طبيعة الطفل لكونه كائنًا متأثرًا بمن حوله من أشخاص وأحداث.
- عند وجود الطفل وسط مجموعة من الأشخاص القلقين ينتقل إليه القلق تلقائيًا.
- تعرّض الطفل إلى بعض الظروف التي أدت به إلى درجات عالية من العصبية، ولم يستطع تخطي هذه المواقف أو الظروف نظرًا لصغر سنه.
- الخلافات القاسية المستمرة بين الأب والأم أو بين أعضاء الأسرة عمومًا.
- ولادة الطفل بعيب أو خلل معين؛ مثل: الإعاقات بشتى أنواعها.
- التعرض إلى الاعتداء الجنسي أو الاعتداء العنيف بالضرب، أو التعرض إلى التنمر من الصغار والكبار.
كيفية التعامل مع اضطرابات القلق عند الأطفال
سنتحدث عن أسلوب التعامل مع اضطرابات القلق عند الأطفال من الأسرة بعدها العامل المؤثر الأكبر في حياة الطفل، وفي تنشئته، وتكوّن شخصيته التي سيتعامل بها مع العالم الخارجي في مراحل عمره المقبلة جميعها.
وهذه بعض النقاط التي يجب أن تضعها في الحسبان لكي تتعامل الأسرة مع طفلها المصاب باضطرابات القلق على نحو سليم يعزز من ثقته بنفسه، ويقلل من أعراض المرض، وربما ينهيها تمامًا.
بادئ ذي بدء أول خطوة نحو النجاح في التعامل مع الطفل المصاب باضطراب القلق المرضي هو التحدث؛ لا بد من التحدث معه عن مخاوفه، ومحاولة تحليلها، ومعرفة أدق التفاصيل عنها، ولا نقول إن ذلك سيحل المشكلة تمامًا، لكنها خطوة مهمة في التعامل مع الطفل بهذه الحالة.
لا بد أن يلقى الدعم الكامل في كل أمر من الأمور التي ينخرط فيها سواء كانت دراسةً أم لعب رياضة أم تعاملًا مع الأصدقاء وزملاء الدراسة والغرباء، فيجب التعامل بلطف مع الطفل، ودعمه في هذه المواقف؛ لتعزيز قدرته على التعامل مع من حوله، ويتحول إلى شخص إيجابي واجتماعي.
وتعد هذه النقطة تكميلية للنقطة الأولى التي ذكرت في استراتيجية التعامل مع اضطرابات القلق عند الأطفال، ويجب تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره دون نهره بعنف وعن آرائه سواء بمفرده أم أمام أي شخص آخر، وكذلك يجب التعبير عن مخاوفه دون إشعاره بالسأم من كثرة الشكوى وكثرة التحدث عن مخاوفه، وعلى الأب والأم أن يعيا أن الطفل في حالة غير طبيعية فلا ينبغي التعامل معه مثل التعامل مع الطفل الذي لا يعاني هذه الأعراض.
لا يكتفي الأب أو الأم بسماع الطفل، والسماح له بأن يعبر عن مشاعره وآرائه ومخاوفه، بل يجب أن يظهرا تفهمًا لمشاعره، ويصدقاه، ويدعماه، ويظهرا تعاطفًا معه كاملًا، ولا ينبغي أخذ هذا الأمر على محمل الفكاهة التي قد تفهم على أنها نوع من أنواع التنمر القاسي؛ لأنه أتى من أكثر الأشخاص تحملًا للمسؤولية؛ للمحافظة على نفسية الطفل.
يتعرض الطفل في الحالات الشديدة إلى اضطرابات القلق التي تختلف عن العصبية التي تنطبع على سلوكه، فقد يتصرف تصرفات عنيفة لا يمكن السيطرة عليها في بعض الأحيان، ويجب على الآباء الوعي بهذه الأعراض، وتفهمها جيدًا، وتحملها، وعدم الرد عليها بدرجة العصبية نفسها، بل يجب التعامل معها بحكمة وبمنتهى الهدوء.
يتبع الطفل نظامًا غذائيًا صحيًا متوازنًا، ويبتعد عن العناصر الغذائية كلها التي تعزز حالة القلق لديه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.