بات إنشاء المقاطع الصوتية بتقنيات التزييف العميق أسهل وأرخص من إنتاج مقاطع الفيديو المزيفة. ويوجد عدد أقل من القرائن التي تتعلق بالسياق يمكن اكتشافها للوهلة الأولى.
أصوات مزيفة بالذكاء الاصطناعي
ويعتقد روان فيليب، الباحث بمختبر نيمان لاب لبحوث الإعلام، أن انتحال صوت أحد زعماء المعارضة بواسطة الذكاء الاصطناعي ساعد كثيرًا في تغيير مسار الانتخابات في عدد من الدول، لمصلحة مرشح ضد مرشح آخر، ووُضع مقطع صوتي مزيف آخر يعتمد على الذكاء الاصطناعي على مقطع فيديو حقيقي لمرشح في دول أخرى.
ومن المفترض أنه يدعو الناخبين إلى مقاطعة الانتخابات العامة في فبراير 2024، والجدير بالذكر أن العام الجاري يشهد انتخابات عامة مهمة في أكثر من 50 دولة حول العالم.
وقبل الانتخابات، تجتذب انتباه الناخبين كثير من المقاطع الصوتية المزيفة التي أُنشئت باستخدام مولدات الذكاء الاصطناعي التجارية غير المكلفة، ولم يعد رئيس أو زعيم في العالم يتمتع بحصانة أو مناعة ضد التزييف العميق.
وفي الولايات المتحدة، ظهر مقطع صوتي متنكرًا في هيئة صوت الرئيس جو بايدن يحث الناخبين على عدم التصويت في الانتخابات التمهيدية لإحدى الولايات الرئيسة.
ويتفق الخبراء على أن عام الانتخابات التاريخي 2024 من المقرر أن يكون عام انتشار التزييف العميق المعتمد على الذكاء الاصطناعي، مع عواقب وخيمة محتملة.
وتشير البحوث الحديثة إلى أن نحو نصف الجمهور تقريبًا لا يستطيعون التمييز بين الصور الحقيقية والصور الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، وأن الناخبين لا يستطيعون اكتشاف الكلام المزيف على نحو موثوق خاصة مع التحديث المستمر للأدوات التكنولوجية المستخدمة في التزييف العميق.
التزييف العميق عبر الإنترنت
وتتراوح عمليات التزييف العميق من التغييرات الدقيقة في الصور باستخدام الوسائط الاصطناعية والاستنساخ الصوتي للتسجيلات الرقمية إلى الصور الرمزية الرقمية التي تستخدم أدوات مخصصة.
لكن حتى كتابة هذه السطور، فإن الغالبية العظمى من حركة التزييف العميق على الإنترنت مدفوعة بكراهية النساء والانتقام الشخصي.
ومن ذلك محاولات ابتزاز أو إذلال النساء بصور جنسية مزيفة (ولكن هذا التكتيك يُستخدم أيضًا على نحو متزايد لمهاجمة الصحفيات).
لماذا يمكن أن تمثل التزييفات الصوتية تهديدًا يجب التصدي له؟
يقول محققو التلاعب بوسائل الإعلام إن عمليات المحاكاة الصوتية المزيفة التي أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي -والتي فيها يُستنسخ صوت حقيقي بواسطة أداة التعلم الآلي لصياغة رسالة مزيفة أي كلام لم يقله شخص ما- يمكن أن تظهر كونها تهديدًا أكبر في سياق الرأي العام ودراسات الإعلام مقارنة بمقاطع الفيديو الملفقة.
وأحد الأسباب هو أنه، مثل ما يسمى بالتزييف الرخيص، فإن إنتاج التزييف الصوتي العميق أسهل وأرخص. وتُدمج مقاطع صوتية قصيرة على نحو فظ في مقاطع فيديو؛ لاستهداف الجمهور الأكبر سنًّا بمعلومات مضلِّلة؛ لأنهم الأقرب إلى تصديق ما يُقال، والأقل وعيًا بتقنيات التزييف.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.