يوجد مثل شعبي معروف يقول: "إذا عرف السبب بطل العجب"، والعجب هو التشويق إذا ما طبقنا المثل على كتابة القصة القصيرة، فإن أفصحت عن المعلومات كافة للقارئ فسوف تنتزع التشويق الذي ينتظره القارئ، وفي الوقت نفسه لا تطيل في هذا الأمر لأنه سلاح ذو حدين.
فمن الممكن أن يعمل التطويل في أحداث القصة لك أو عليك. لذلك يجب استخدام التشويق في القصة بحذر، وهو من العناصر المخفية؛ أي أنه ليس مثل الحوار أو المقدمة أو الخاتمة أو وصف الأحداث.
فكل ما ذُكر يندرج تحت بند العناصر المعلنة في القصة، فهيا نتعرف إلى استخدام عنصر التشويق في القصة.
اقرأ أيضًا كيفية خلق أفكار قصصية جديدة
كيفية استخدام التشويق في القصة
لا بد من تطوير الكلمات من أجل إرساء مبدأ التشويق في القصة، فلا يحبذ اعتماد الكاتب على سرد الأحداث بطريقة جامدة وكأنه تسلسل تاريخي لحادثة ما، لكن يأتي التشويق كأسلوب قصصي مميز يجعل القراء متلهفين لقراءة السطور القادمة لمعرفة ما الجديد من أحداث القصة.
وكما ذكرنا في مقدمة المقال، فإنه يوجد عدد من الطرائق التي تجذب بها القراء، ومن ضمن سبل التشويق هو ألا تبوح بكل أسرار القصة مرة واحدة.
فيجب أن تبقي على سر كبير من أسرار القصة إلى النهاية حتى ينتظر القراء التعرف إليها بشغف، ولا سيما وإن بدأ في توقعها وبدت له في نهاية المطاف معاكسة تمامًا عما كان يتوقعه.
فبعض الكتاب يستخدمون الأسلوب الغامض في الكتابة. وفي الواقع فإن أنجح القصص والروايات هي التي يتخللها الغموض التي تبدأ بمشهد الغموض.
اقرأ أيضًا كيفية كتابة القصص بأسلوب احترافي
متى يبدأ التشويق في القصة؟
تحتوي القصة القصيرة على عدد قليل من الكلمات، لكن إن كنت تريد أن تنجح القصة القصيرة الخاصة بك، ولا سيما إن كنت تكتب قصة قصيرة للمرة الأولى فيجب أن تبدأ التشويق من أول كلمات القصة، ثم بعد ذلك عند كتابة الوصف في القصة يرجى استخدام التشويق في القصة.
ونستنتج أنه أفضل وقت لبداية التشويق في القصة هو بدايتها لأن أغلب القراء لا يوجد لديهم الصبر لكي يصلوا إلى ذروة التشويق في منتصف القصة أو في نهايتها، فيجب أن يجذب القراء من أول سطر أو سطرين كأقصى تقدير، يحكم القراء على مقدمة القصة ويقرر بعد قراءتها التكملة أم الانتقال إلى قصة أخرى.
وتوجد مجموعة من الأساليب المتبعة عند استخدام التشويق في القصة، فهيا نتعرف إليها في السطور الآتية.
اقرأ أيضًا كيفية تحليل القصة القصيرة من السياق حتى الشخصيات
كيفية استخدام التشويق في القصة
توجد بعض النقاط التي يجب أن تضعها في حسبانك قبل أن تكتب أول حرف من القصة، ونلخص هذه النقاط فيما يأتي:
ركز على الحبكة
يجب أن تتمحور القصة القصيرة على فكرة معينة تحوم حولها، ولا يشترط الإفصاح عنها في بداية القصة، بل يفضل الإفصاح عنها صراحة في النهاية.
لكن المهم ألا تتشعب القصة في أكثر من اتجاه، أو تخاطب أكثر من فكرة مختلفة عن بعضها، فيسبب ذلك الحيرة للقارئ وعدم الفهم، لذا لن يستطيع عيش الحياة داخل كلمات القصة.
اقرأ أيضًا خصائص القصة القصيرة وأهم عناصرها
لغة القصة القصيرة
يجب أن تكتب بلغة بسيطة مفهومة لأي شخص، فأنت لا تكتب كتابًا أكاديميًا في أحد فروع العلوم وتستخدم مصطلحات معقدة، بل إنك تكتب قصة قصيرة، ويعني ذلك أن تستخدم اللغة السهلة البعيدة عن الألفاظ الغليظة غير المفهومة.
شخصيات القصة
من ضمن الجوانب التي تتجلى فيها استخدام التشويق في القصة، فيجب أن تراعي أن تكون الشخصيات جذابة وتحمل في طياتها شيئًا من الغموض.
اعتمد في أسلوب الوصف على الإيحاء والاستعارات حتى تبقي عنصر التشويق.
اجعل النهاية صادمة، وهي تلك النهاية التي تحتوي على الحقيقة التي كان يبحث عنها القارئ.
اقرأ أيضًا كيفية تقييم القصة القصيرة ونقاط القوة والضعف في العمل الأدبي
لماذا يجب كتابة الوصف في القصة؟
لا يختلف اثنان سواء كانوا كتّابًا أم حتى كانوا قرّاء عاديين على أهمية الوصف في القصة، فهو السبيل الأقوى لكي يتخيل القارئ الأحداث والمكان والزمان اللذين تقع فيهما هذه الأحداث.
لكن هل سألت نفسك لماذا يجب كتابة الوصف في القصة؟ فهل من الممكن الاستغناء عن الوصف في القصة أو استخدامه على استحياء أو الإفراط في استخدامه؟
في الحقيقة، أنه لا يمكننا الاستغناء عن كتابة الوصف في القصة، ينطوي داخل هذا الوصف استخدام التشويق في القصة، فلن تستطيع تفعيل عنصر التشويق دون وصف، وفي الوقت نفسه يجب أن يخدم الوصف ذلك الشعور الذي تريد توصيله إلى وجدان القارئ.
لذلك، يجب في كتابة الوصف أن تراعي وصف المكان والزمان والشخصيات وهيئاتهم وما يميز كل شخصية عن الأخرى، لكن دون إفراط ودون أن تسهب في وصف شيء لا يخدم أحداث القصة بغرض الإطالة فقط.
وتبرز كتابة الوصف في القصة المهارات التي يتميز بها كاتب عن كاتب آخر، فبعض الكتاب قادرون على أن يدخلوا القارئ في فجوة ينفصلون فيها عن الزمن الحالي، ويكونون في زمان ومكان القصة بفضل قدرتهم على الوصف.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.